في خضم الأحداث المتوالية والمتسارعة التي تشهدها الساحة السياسية العراقية ومارافقها ويرافقها وسيرافقها من أنعكاسات سلبية على الواقع الحياتي للشعب العراقي في كافة المجالات مما يشير بلا شك او ريب ان المستقبل المنظور فضلآ عن مستقبل الأجيال في خطر بالغ ونهاية مؤلمة ، ويعزى السبب في ذلك الى العديد من العوامل المباشرة والغير مباشرة التي آلت بتراكماتها الوصول لهذه المرحلة الحرجة . من أهم تلك العوامل الأحزاب والطبقة السياسية التي تدير دفة قيادة البلد منذ 2003 إذ أنها بالرغم بما تمتلكه من تاريخ نضالي معارض طيلة عقود من الزمن ألا أنها لم تضع في حساباتها أنها ستصل في يوم ما الى السلطة وتدير حكم البلاد لذا لم تعمد الى بناء قيادات متخصصة في علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع والادارة ورسم الستراتيجيات العامة ولم يكن في مقدورها أن تصيغ برنامج ومنهاج عملي وواقعي يستند على أسس وثوابت الوطنية والكفاءة والإخلاص والتوأمة الجادة بين الداخل والخارج واذا أخذنا بنظر الاعتبار صراع قيادات المعارضة فيما بينها من جانب وماخططت له سلطة الإئتلاف من جانب آخر من إغواء ليتذوق قادة الاحزاب طعم المناصب والإمتيازات بإنبثاق مجلس الحكم فعلى حين غرة أصبح كل منهم رئيس جمهورية العراق ، والشعب العراقي برمته وضع كامل ثقته بقادة هذه الاحزاب والطبقة السياسية التي طفت على سطح المشهد السياسي .. في مثل هكذا سيناريوهات نادرآ ما يستقر السياسي على مبادئ وعقيدة ووطنية كان يؤمن وينادي بها طريدآ ويستمر عليها ويحافظ عليها حاكمآ .. وهذا يعطي دلالات بحتمية الإنحراف وأول بوادره التأمين على ثلاث محاور الأول المحور الحزبي للبقاء في السلطة والتغلغل في مفاصل الدولة والمحور الثاني بناء قواعد جماهيرية مادامت وهبت ثقتها لذات الحزب والمحور الثالث التامين على مصادر تمويل مستمرة وهذه المحاور إرتكزت على قولبة الفساد المالي تدريجيآ وتبنته الطبقة السياسية من حيث تعلم أو لا تعلم حتى شاع الفساد في البر والبحر.. على ضوء هذه المعطيات برز خطان بيانيان متعاكسان أحدهما تصاعديآ تختص به أغلب الطبقة السياسية والاحزاب بغطاء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ومن يلوذ بهم من الشركات والمقاولين وسماسرة العقود وغسيل الاموال ، والخط الآخر يختص بعموم الشعب العراقي المغلوب على أمره وهذا بطبيعة الحال منحدر نحو الأسفل بتسارع خطير تتصاعد فيه معدلات الفقر يرافقه ضمور الخدمات وشيوع الجهل في الوسط المجتمعي .. وبعد 12 عامآ من الحكم في ظل فساد مستشري وصل حد النخاع وضاعت ثروة البلد طيلة هذه السنين بجيوب غير مؤتمنة وغير مخلصة وأصبح المستقبل في غياهب المجهول ، ومن قاعدة ومبدأ بقاء الحال من المحال لابد من إنتفاضة ذاتية فردية وجمعية وشد الأزر للوقوف بوجه هذا المد الفاسد وإطلاق صرخة مدوية لزعزعة أركانه وفضحه والإشارة اليه بقوة الحجة والدليل والبرهان والمنطق وإيقافه عند حده أمام قضاء ضمير العالم وإنتزاع الحقوق المغتصبة منه وتشكيل محاكم للقصاص من كل ممن تجرأ وسرق المال العام أو ساعد على سرقته أو تغافل وغض الطرف عن مرتكبيه وهضمت من وراء فعلتهم النكراء حقوق شعب مستضعف ..
( قاف ) مشروع يعني ( قف أمام الفساد ) وينادي جميع الوطنيين والمخلصين والمظلومين والمستضعفين أن هلموا معنا نضع قلوبنا وضمائرنا وعقولنا وأيادينا معآ ونكون جدارآ صلبآ وحاجزآ قويآ لنوقف عجلة الفساد ونعمل على فضح الفاسدين ومحاسبتهم والقصاص منهم ونعيد الحقوق لشعبنا المظلوم .
مقالات اخرى للكاتب