استقلت ناديا باص المدرسة ملوحة بحماس لوالديها بينما استقبلت بحفاوة من كل الركاب
كانت ناديا طفلة استثنائية مفعمة بحيوية غريبة مرحة طيبة وعنيدة جدا شقراء الشعر بيضاء البشرة تمتلك عينان سوداوان تخترق القلوب وابتسامة شقية وادعة تزينها غمتزتي الخد مثلما تزين النجوم وجه السماء
احبتها صديقاتها وحنت عليها معلماتها حتى لم تكن تجرؤ معلمة على عقابها بل كانت ترسلها الى مكتب الناظرة التي تؤنبها بحزم متجاهلة النظر الى تلك العينين ومتناسية عمدا تلك الابتسامة
كان يوما مدرسيا عاديا لناديا ولكنه لم يكن كذلك في صفحة الاقدار
بعد الحصة الثالثة ارسلت المدبرة في طلبها استغربت طفلتنا فلم تتذكر قيامها باي عمل شقي هذا اليوم ذهبت الى المكتب تقدم رجلا وتؤخر اخرى وعندما فتحت الباب رات سائقهم جالسا هناك ولكن لم يلفت هذا انتباهها بل فاجاها ود وحنو غريب ارتسم على وجه المديرة المعروفة بالقسوة غادرت ناديا المدرسة مع السائق ولم تغب عن فكرها ملامح مديرتها التي كانت تراها لاول مرة ولاخر مرة ايضا
عندما وصلت الى المنزل راعها منظره قبل ان تدخل اليه احست تجاهه بالوحشة والخوف دون ان تعرف لاحساسها هذا سببا
استقبلتها عند الباب احدى صديقات والدتها لم تحفل ناديا بدموع تلك الصديقة ولا بارتداء كل من قابلها للون الاسود بل كانت تتلفت في كل ارجاء المنزل منادية بابا بابا
وبين وجوه كثيرة لا تتذكرها الان لمحت وجه والدتها حزينا باكيا ركضت ناديا الى ماما مخبئة ذلك الراس الذهبي في حجرها ومتسائلة اين بابا
لم يجبها احد ولكنها علمت فيما بعد انها لن ترى والدها مرة اخرى كما لم تر منذ فترة سمكتها الذهبية المحببة اليها ولاتعرف لماذا
مقالات اخرى للكاتب