علوان بطل مقالنا عبارة عن لص يعني ( حرامي) ، ولكن للأمانة (حرامي شريف ) ، ربما يتبادر للذهن سؤال (هل هناك حرامي شريف واخر غير شريف ؟) ،وقبل الاجابة على هذا السؤال يجب ان نعرف ماذا يعني الشرف ؟ فأذا عرفنا ماذا يعني الشرف نستطيع ان نحدد نوع (الحرامي) ، وهذا ليس مجال بحثنا الان ، لان حديثنا عن علوان الحرامي الذي كان يعمل اقصد ( يسرق) بكل (عزم) ولايتهاون لحظة في تنفيذ فكرة ( لصية) اعتقد مفردة ( لصية) مفردة جديدة ، على العموم لنرجع الى علوان الذي ماان (يهبط) الظلام فاتح جناحيه على المدينة يهرول علوان مسرعا الى احد الاحياء كي يسرق يعني ( يبوك) ,وذات ليلة وعندما قفز علوان سور احد البيوت ودخل البيت رأى بنت جميلة جدا بمعنى ( شاف أبنية تخبل) لم تتجاوز عقدها الثاني ورأى في نفس الوقت زوجها الشيخ ( موشيخ عشيرة) اقصد انه كبير وطاعن في العمر يعني (شايب) وكان عمره تقريبا ( في العقد السابع)، تألم علون لهذا المشهد وتأثر تاثرا شديدا ،واخذ يتكلم مع نفسه ( صدك جذب والله حرام) ، علوان لم يرضى بهذا (الزواج الحرام) من وجهة نظره ، لكن عندما (يسرق بيوت الناس مو حرام !) ،لكن ما في (اليد حيلة) لان علوان مقتنع بوجهة نظره وبعد تأثره كما اسلفنا قرر علوان مغادرة هذا البيت ، والتوجه الى بيت ثاني ( يهجمه) اقصد ( يسرقه)، وعندما دخل البيت الثاني ، رأى علوان أمرأة عجوز طاعنة في السن وفي نفس اللحظة رأى زوج العجوز وكان شابا حلو الملامح بهي الطلعة ، فتكلم علوان مع نفسه وقال ( والله حرام ) ،واكمل ( هذا ما يصير، شلون هذا الشاب يتزوج هاي السعلوة) يقصد بمفردة ( السعلوة) العجوز، لكن علوان لم يكتفف بالقول فقط وترديده جملة (والله حرام) ، بل قرر تنفيذ (فكرة لأصلاح الواقع) ، حيث قام بمسك المرأة العجوز وحملها على كتفه وذهب بها الى البيت الاول واستبدلها ب( الفتاة الشابة) ، وقال علوان( الان هاي العجوز لهذا الشايب) واخذ ( البنت الشابة وزوجها للشاب) وقال علوان جملة اخرى ( اي هسه والله موحرام) واكمل كلامه بصوت عالي ( هذا هو الحلال الشاب للشابة والعجوز للشايب) ، وانتاب علوان ارتياح كبير وتنفس الصعداء بعد قيامه بهذا العمل ، لكن سرعان ما جاء الشيخ العجوز (الشايب) وخاطب علوان قائلا ( ما يصير هذاا لعمل حرام عليك) ، فرد عليه علوان ( لعد انت مو حرام عليك متزوج اصغر من بنتك) ، فرد عليه الشايب ( شلون تزوج مرتي لهذا الشاب وهي لحد الان على ذمتي) ، فقال له علوان كلامك صحيح واكمل قوله ( طلقها الان) فطلقها الشايب ، فقال علوان للشايب (اعتقد بعد ما عندك اي عذر) ، فرد عليه الشايب قائلا ( الزواج مايصير حرام) ، فرد علوان عليه ( ليش يابه حرام) ، فقال الشايب ( بعد الطلاق غير تلزم المطلقة عدة) ، فتحير علوان وقال (امرك يابه تلزم عده) ، فقال له الشايب (هذا مو أمري هذا امر الله تعالى) ، فرد عليه علوان ( اذا انت هل كد تخاف الله ليش تزوجت هاي المسكينه) ، فرد عليه الشايب ( عاد انت اهواية تخاف الله !) واكمل كلامه ( هو انت حرامي تبوك ببيوت الناس) ، فرد عليه علوان ( انا اسرق رغيف خبز حتى اعيش ولكن انت تسرق حرية انسان وتسرق كرامة انسان وتسرق عمر انسان) ،وانتهت المحاورة بيت علوان والشايب بعد ان اذن المؤذن (الله اكبر) حيث صلاة الفجر، المهم في الحكاية ان البنت الشابة مازالت تلزم (العدة) حتىى تتزوج الشاب على الرغم من مرور عشرات السنين على الطلاق .
وهذا يذكرنا بحال شعب من الشعوب مازال يلزم ( العدة) حتى يبدأ بعد عدته تصحيح الامور والانطلاق نحو الحياة وصنع حاضر ومستقبل جميل ، والسؤال الكبير هو متى تنتهي (عدة )هذا الشعب ؟!
الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
مقالات اخرى للكاتب