سؤال يطرح على طاولة كل مسؤول في الحكومة العراقية من قلب ينبض بحب العراق هل في جعبتهم خطط حقيقية للقضاء على البطالة ؟ وهل توجد إحصائية مؤكدة عن حجمها ؟
ما معنى أنْ يكون الانسان بلا عمل ويعتمد في معيشته على من يعملون في العائلة ؟ أنسان يشعر بعدم أهميته وسط الناس , يتمنى الحصول على وظيفة تؤهله للعمل ويأخذ دوره في الحياة مع أقرانه, أضرار حقيقية تلحق بالمجتمع والتفكك الأسري و شهادات حيّة على لسان العاطلين , سلسلة من المشاكل في حياة العراقيين اليومية , في وقت وصلت فيه البطالة حدّاً لم تصله في أيّ بلد آخر في العالم رغم أنّه يملك ثروة نفطية هائلة واراضي للزراعة ومعامل متعطلة , من أخطر الظواهر الإقتصادية ذات الـتأثيرات الاجتماعية والأخلاقية غير محدودة النتائج معلومة الأسباب والتأثيرات بغياب الخطط الستراتيجية أو الحروب الداخلية أو عوامل خارجية و سوء توزيع الثروات . شكلها واضح في حياة الشباب الذين يمثلون الأغلبية من السكان , التقارير الرسمية تشير إلى أنّ البطالة كانت قبل الحرب تشكل نسبة 30% من مجموع القوة العاملة أمّا الآن في ارتفاع لظروف العنف والتهجير والطائفية والانفجارات والإغتيالات أوقف اعمال القطاع الخاص وقلة الاستثمار وتراجع الصناعة والزراعة وتدميرالبنية التحتية للاقتصاد العراقي و الوظائف على مجاميع معينة ضمن إطار المحسوبيات والمنسوبيات
البطالة وجدت في العراق لأسباب الظروف المتراكمة كانت بسبب الحصار وما تركه من أثار على مساحة القطاع العام و انحسار النفقات الاستثمارية و تدني الأجور المدفوعة في القطاع العام والخاص .
بطالة قسرية وأختيارية دفعت الى تراكم هذا الكمّ الهائل من العاطلين , وحالة الأرباك في الاسواق بسياسة السوق المفتوح ساعدت على تنامي هذه الظاهرة الخطيرة وأيقاف الصناعة والزراعة المحلية والأعتماد على الاستيراد .
يبدو أنّ شباب العراق بدون هدف يسعون إليه , في وظائف حكومية يفضلها الجميع لا تأتي إلا مقابل رشوة قد تصل إلى آلاف الدولارات حتى و إنْ كانت ذات خطورة مثل الانخراط بالجيش والشرطة , ومن الصعوبة إيجاد عمل في الشركات والمصانع الأهلية.
البطالة من المصاعب والتحديات الرئيسة التي تواجه الاقتصاد العراقي , بأنعكاسات عميقة اجتماعية واقتصادية وممّا يزيد من حدّة هذه المشكلة استمرارها وجودها لمدّة طويلة مع أرتفاع معدلاتها في السنوات الاخيرة , وظهورها بأشكال وأنواع مختلفة , الاقتصاد العراقي يعاني بشكل خاص و رئيس بطالة هيكلية ناجمة عن ضعف قدرة القطاعات الاقتصادية على استيعاب الأعداد المتزايدة من الأيدي العاملة القادرة على العمل والراغبة فيه حيث تُقدر نسبة البطالة في العراق حاليا ما بين (75 ـ80 %) من مجموع قوة العمل في العراق.
ظاهرة تنتشر بشكل واسع بين فئات المجتمع العراقي من دون أنْ تكون لها حلولا ومعالجات جذرية لاستئصالها وإنهائها بشكل تام وتخليص المجتمع من أثارها الخطيرة. معالم البطالة تبدأ من الجامعات عندما يتخرج الطلاب وينتظرون مصيرهم المجهول في طابور البطالة وتعبر عن اليأس ا في حصولهم على التعيين بعد التخرج . ثمّة قضية فرضت نفسها إلى جانب البطالة ازدياد مساحتها المقنعة من الفائض الكبير في أعداد الموظفين بتوقف الإنتاج وقلّة المشاريع المنفذة و أثرت بشكل كبير على سير العملية الإنتاجية , الحالة التي يعيشها المواطن بلا عمل تجعل منه محبطا ويائسا, و عاش فترة شبابه وهو يأمل أن يجد عملا يقتات منه ويتزوج أسوة بالأخرين لكن أمله أصبح عسيرا لتحقيق ذلك ولم يترك دائرة أو وزارة لم يطرق بابها في رحلة البحث عن عمل وعندما وجد له عمل في أحدى الوزارات صدمه الراتب وكما يقال أجره الشهري بعقود مؤقتة وهو ( 150 ) الف ديينار شهريا وهذا المبلغ لا يكفي لأجرة النقل فترك العمل وهو يقضي وقته أمّا بالنوم او القراءة في النهار ومشاهدة التلفزيون في الليل ويشعر وكأنه غريب ما بين أشقائه وأصدقائه الذين أصبح لا يلتقيهم الا مصادفة بعد أن صار يعيش حياة منعزلة عن الأخرين ويفكر فيما سيؤول اليه وضعه , دعوة إلى ايجاد حل سريع لهذه الظاهرة وانتشال الشباب من الضياع ومراعاة اوضاعهم البائسة قبل انجرافهم في متاهات التسكع المؤدية الى دروب الجريمة المظلمة , والاعتماد على السياسة الأقتصادية بالأستفادة من مساحات الأرض الصالحة للزراعة والمصانع المتعطلة والثروة البشرية بطاقاتها .
مقالات اخرى للكاتب