اثناء انتظار اعلان نتائج الانتخابات بدأ مسلسل التسريبات ، تتناقل وسائل الاعلام أرقاما حول عدد مقاعد كل كتلة ، ويقول ناشروها الغامضون انها قريبة من الواقع ، وبعضهم يقول انه حصل عليها من مصدر مطلع جدا وتمثل 95% من النتائج النهائية ، وآخر يقول انه على علاقة بمراقبي الكيانات وقد زودوه بها ، في كل الأحوال يبدو الأمر غير بريء ، وكأن هناك شبحا يقف وراء هذه التسريبات المدروسة التي كانت ذات طابع تنازلي ، فالكتلة التي كانت متأكدة ان عدد مقاعدها حسب ادق المعطيات يمكن ان يكون 60 مقعدا كحد ادنى بدأ الرقم عبر التسريبات يتهاوى تدريجيا ، في التسريب الأول اصبح الرقم 50 وفي التسريب الثاني 45 وفي التسريب الثالث 40 ولكن في التسريب الرابع اصبح 35 كحد اعلى دون ان يستبعد 30 كحد ادنى متوقع !! وهذه طريقة تخديرية تدريجية في ابلاغ الاخبار المؤامة وهي متبعة لابلاغ اناس عن وفاة عزيز لهم لكي لا يدخلوا على ادارة المستشفى بالتواثي ، ، فمع انه مودع في ثلاجة الموتى يقولون لهم اولا انه بوضع مستقر ، ثم يخبرونهم بعد 6 ساعات ان وضعه يواجه بعض الصعوبات ، وبعد 6 ساعات يقولون لهم انه في غرفة الانعاش ، وبعد 6ساعات يقولون لهم جملة واحدة (البقاء بحياتكم خاتمة الأحزان) . احد الاعمام الكرام يعرف اللعبة جيدا وقد نقل زوجته الى المستشفى في وضع خطير ولم يسمحوا لأحد بمرافقتها ، وبعد ساعة جاء اول خبر اذ قالوا له ان وضعها مستقر فالتفت الى اولاده وقال : (راحت الحجية) ، خابروا الدفان خل يحفر ، وصاحب الكوستر يجيب التابوت ويجي ، وخابروا عمامكم يجون . الجهات التي تسرب هذه الارقام تريد القول بأن تزويرا هائلا قد حدث لتأتي المفاجآت السارة لقوم والمحزنة لقوم آخرين ، واذا شكك أحد بالنتائج قيل له انت مهزوم ولانك مهزوم تدعي التزوير ، السؤال الحالي : هل يسكت الذين حصلوا على نصف المتوقع بدون اعتراض أو طعن ؟ وهل يسكت الذين حصلوا على ضعف ما يتوقعون عن شتم الكتلة الضحية فوق ماهي فيه من الم المفاجأة ؟