Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
العين والحسد في القران الكريم.. تفسير قراني.. الشيخ عبد الحافظ البغدادي
الأحد, أيار 18, 2014

بسم الله الرحمن الرحيم

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ  وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}

 

        السورة المباركة تتضمن تعاليم للنبي {ص} خاصة وللناس عامة  أن يستعيذوا بالله من كل الأشرار .. أن نوكل أمورنا كلها لله تعالى  ، لأننا لا نتمكن من دفع أي ضرر إلا بالتوجه والتوكل على الله ... يقول المفسرون إن السورة نزلت كما في كتب التفسير حين أصيب النبي {ص} بسحر من سحرة اليهود ، فمرض على اثر ذلك ، فنزل جبرائيل واخبره إن آلة السحر " العمل ضده" موجودة في بئر الفلاني ، فأرسل من يخرجها .. وصار يتلو هذه السورة حتى شفي من مرضه  ...

المرحوم الطبرسي  ومحققون شيعة  آخرون شككوا في الرواية  التي ينتهي سندها إلى عائشة وابن عباس  بأسباب 

أولاً : السورة كما هو مشهور إنها نزلت بمكة والنبي {ص} جابه اليهود في المدينة ..وهذا يدل على كذب القصة

ثانيا : لو كان اليهود بمقدورهم أن يفعلوا بسحرهم ما تقول الرواية ، لتمكنوا صده بعشرات الأعمال السحرية ولم يكتفوا بواحدة.. غير إن الله تعالى حفظ نبيه من شر الجن والأنس في هذه الأمثال...

ثالثا: لو يتمكن السحرة واليهود من فعلهم هذا بالنبي لأثروا في نفسيته وأصبح ألعوبة في أيديهم ، وهذا يزلزل الثقة بالنبي {ص}  والقران يرد على ذلك :{ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً}  هذا رأي الكافرين ولا يمكن أن نمس قداسة النبي {ص}  لأنه بمجرد التوكل على الله لا يمكن لجن أو انس أن يؤذي إنسان فكيف بالنبي {ص} علما ان القران تحدث عن محاولات من هذا الشبه حين عجز أهل مكة من إيذاءه بالعين والأعمال السحرية ولكنهم لم يوفقوا.. {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}  (القلم:51)  وهذه من الآيات التي تبين حجم المواجهة بين النبي{ص} وبين مشركي مكة .. وسورة القلم تبين مدى حقارة أعداء النبي {ص} حيث لم تبقى وسيلة إلا استخدموها رغم ما له من نعمة العقل { مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} لان الله تعالى أعطاك نعمة الرسالة والعلم والهدى والرحمة والشفاعة ومقام العصمة .. وهؤلاء المنحرفون يعبدون الأصنام ويشربون الخمر ويلعبون القمار ، ويمارسون البغاء والزنا .. هؤلاء حمقى بكل القياسات الإنسانية , رغم ذلك يقولون انك مجنون ومتهم بعقلك ، واصبر على ذلك ونتيجة الصبر .. {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ } يعني غير منقطع لأنك وقفت صامدا أمام هذه التهم والإشاعات اللئيمة " والمنة " هو الأجر الغير منقطع .. ثم تتحدث عن صفة أخرى للنبي {ص} {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4) هنا تتكسر الأقلام وتقف الآراء مقابل هذا التصريح القرآني الكبير , وهذه التهمة جاءته من قبل الإمام علي بن أبي طالب{ع} .. جاء في حديث مسند ان قريشا حينما رات رسول الله {ص} يقدم عليا {ع} على الآخرين ويعظمه ويوقره ويتحدث فيه أحاديث  لا تتحملها عقولهم ، قدحوا فيه وقالوا انه مجنون ، لأنه مفتون بابن عمه .. لقد فتن محمد بعلي .. ولذلك بدأت الحرب الإعلامية ضدهما الى اليوم .. وهذه الآية إشارة كبيرة عن انحراف القرشيين عن محمد وعلي عليهما الصلاة والسلام:{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القلم:7) ...  يعرف الضال ومن هو المهتدي..

     اذن السورة المباركة إحدى المعوذات .. ومعنى العوذ الالتجاء إلى الغير والتعلق به .. يقال " عاذ فلان بفلان " ونحن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .. أي نلتجئ ونتعلق به من الشيطان .. يقول الحسين بن علي{ع} يوم عاشوراء في إحدى خطبه مستنصرا بالله تعالى " إني أعوذ بالرحمن ربي وربكم من متكبر لا يؤمن بيوم الحساب " وفعلا المتكبر يستجار الناس بالله منه .. لأنه متكبر ونستنصر بالله عليه والله اكبر من كل شيء  ...

فالآية تعلمنا أسلوباً للدفاع عن النفس مقابل هذه الهجمات أن يقول أعوذ برب الفلق "الفلق هو شق الشيء"فلقه أي شقه ، وهذا يطلق على الفجر حين يظهر الضوء في حركة الكون فيتبين بياض في السماء ، فنقول فلق الصبح أي انشق الظلام بنور النهار ،  لماذا جعل الله تعالى هذه النقطة في مقدمة المعوذات .. لأسباب ..

أولا ..:  لان حركة الكون تبين ولادة يوم جديد من الانفلاق ومعناه ولادة حياة وحركة كونية في كل انفلاق..

ثانيا ..: كل المخلوقات من طير وشجر وبشر تقترن بالفلق سواء في الحبة لتكون شجرة .. أو في الإنسان حين تلقح من البيضة والحويمن {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} الطفرات في الكون بدايتها فلق مكوناتها , حين خلق الدنيا شق ستار العدم وخلق الوجود فكان الخلق يبدأ بالفلق ..

الثالثة ...: كل هذه الموجودات أطلق عليها معنى الخلق.. والخلق هو أيجاد الشيء وإبداعه .. والعقل لا يصل إلى معنى كلمة خلق .. فلا يمكن أن ندرك الحركة الكونية ولقوة المسلطة عليها .. ولا نعرف كيفية بقاء الحركة بدون مسببات كالوقود والمواد الأولية في نظام الكون " الحمد لله الذي يخلق ولم يخلق ويرزق ولم يرزق ويميت الأحياء ويحيي الموتى وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير"

       ــــــــــ>   ومن جملة الأشياء التي خلقها الله  مخلوقات  فيها شر وضرر على الإنسان .. لم تخلق لقصد الضرر .. ولكن تركيبة الإنسان فيه ضعف في جوانب كثيرة من خلقته التكوينية ، بعضها تعلم اتقاءها بالفطرة ، وبعضها الخبرة .. مثلا تحول فصول السنة وانتقالها من حر إلى برد إلى رياح عاتية إلى أتربة .. تعلم الإنسان إن يكيف نفسه كيف يتقي الحر والبرد ، وأصبح هذا جزء من المهن تقدم خدمة هذا الاتقاء .. كصنع الملابس والأغطية والمبردات والثلاجات  ووسائل النقل والاتصال بالهواء،وهذا النقص أصبح وسيلة للعيش يقدمه لنا الآخرون ..

         قسم آخر موجود في الكون فيه ضرر من جانب وله فوائد من جانب آخر .. مثل بعض الحشرات والحيوانات والأشجار ، بعض الحيوانات سامة وقاتلة وأخرى مفترسة وأخرى داجنة ،  وبين هذه المخلوقات علاقة لا يمكن إن تستمر في العيش دون وجودها ، ولم يخلق الله شيئا عبثا مطلقا .. فتعلم الإنسان كيفية اتقاء شرها ، {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ} (الدخان:38)  فالإسلام يشجع على الاستبصار والتعلم في الدين والعقيدة ومعرفة التوحيد ، فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ..

                دخل النبي(ص) ذات يوم مسجد المدينة فشاهد حلقتين من الناس, كانت الأولى منشغلة بالعبادة والذكر وقراءة القران ، والأخرى بالتعليم والتعلّم ومراجعة الآراء القرآنية ،فألقى عليهما نظرة فرح واستبشار،  وقال :للذين برفقته مشيرا إلى الفئة الثّانية: " ما أحسن ما يقوم به هؤلاء! " ثمّ أضاف قائلا: " إنما بعثت للتعليم! " ثم ذهب وجلس معهم ، حين يعرف المسلم المثقف الأشياء التي تضر ويعرف جزء من دورها في الخلقة ، وما تؤديه من فائدة يصعب على أي شيء يضره آو يؤذيه ، في حين تجد بعض الناس يقرأ قران وأدعية وهو مملوء تعاويذ وسحر وأفعال ، وكان قراءته للقران وسيلة للوصول للجن والسحر ، هؤلاء يكونوا صيدا سهلا للجن والسحرة  والخبائث ..  يظن البعض أنهم تجننوا بالقران ، الجواب لا إنهم تعبدوا بظاهر التدين  فقط ، واستخدموا القران وسيلة للتغطية عن مساوئهم الشيطانية .. والذي يريد أن يصل إلى هذا المستوى الهابط من العبادة الذليلة يمكن أن يصل بسهولة ، لان الجن موجودين.. {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }  كيف يؤثر الجن على الإنسان ، وما علاقته مع الإنسان والحيوان ..؟

    الناس دائما يبحثون عن المجهول وإذا لم يتوصلوا اختلقوا الأساطير من وحي خيالهم ، وهناك كثير من الأساطير عن الجن ليس لها صحة ،" واستند كل ذي ضعف من الناس في قضية في جسمه أو ماله أو عياله إنها بسبب الجن ، وهرعوا إلى أشخاص يتاجرون بالكذب والشعوذة .. نحن لم  ننكر هذا التواصل بين الإنسان والجن ..

 سأتطرق لبعض من هذه القوى التي يمكن للإنسان التعامل معها... المواضيع التي يكتنفها الغموض وخاصة عند الناس البسطاء يمكن بسبب صعوبة احتواءها ومعرفتها أن يتدخل المتطفلون والأدعياء لاستغلال هذا الغموض وعدم الفهم واستيعاب الناس للمواضيع , ومن اخطر المواضيع وأوسعها موضوع علم السحر وعلم الفلك وعلاقة الأفلاك بالإنسان وتأثير الموجودات بعضها على بعض وعلى الإنسان , والكثير لا يدرك هذا الموضوع في تأثير الموجودات ببعضها ،.....

           يتحدث القران الكريم عن هذه الظاهرة بصورة واضحة , مثلاً موضوع الأرزاق تتأثر بأعمال الناس قياسا بالعمل والتوسع أو القلـة والمؤثرات  (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96) هذه الحالة يتحدث فيها الناس بشكل بعيد عن المضمون , فيقولون إن الخير كان سابقاً أفضل من الوقت الحاضر ولكن لا ينظرون إلى أعمالهم التي هي السبب في قلة الخير , ولكنهم يرمونه على ( الوقت . والزمن ) بينما القران يوضح ذلك بصورة جلية . (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41) هذه مسالة بديهية قلة الرزق في القران ورفع البركة من الناس ، هذه قاعدة تكوينية لا يفيد لها سحر ولا شعوذة  ...

                                        الســحر وعلاقته بالجن

        السحر علم خاص له قواعد وأصول يتمكن أي إنسان أن يصل إلى أسراره , فهو كعلم الطب والهندسة والكيمياء ، ولكنه محرم في الإسلام ، وقد نهى الإسلام عن ممارسته وعده من الكبائر, لان الساحر مهما بالغ في كذبه وشعوذته فهو  يقلب الحقائق , ولا بد ان نفرق بين السحر كعلم وحقيقة وبين كونه يتمكن ان  يقلب الحقائق , فالسحر ظاهرة موجودة ولها تأثير ، وتحدث به القران الكريم , أما ان يقلب الحقائق بمعنى أن يحول الحيوان إلى حجر أو بالعكس ,هذا الآمر لا يمكن للساحر أن يقلب الحقائق , وان الشيء موجود كأصله غير إن التأثيرات السحرية تخيل للناس إن الشيء الذي أمامهم هو على غير حقيقته , وهذه الحالة بينها القران عندما أشار إلى عصي السحرة ان موسى (ع) رآها حيات تسعى, فالحقيقة شيء والواقع شيء أخر , الواقع هو التخيل وهو ليس حقيقة ، وهذا هو الفرق بين الحقيقة والواقع .. الحقيقة ترى ماء والواقع هو سراب ..  يسميها العرفاء حقيقة ذهنية , فالذي تراءى لموسى إنها حيات ذلك يعني تمكن السحرة من التأثير في صورة الواقع ( وهذا يدلل ان السحر بجميع أنواعه يؤثر )  لذلك يجب ان نستعيذ بالله منه ..

           ورد في, كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري ( قد) إن السحر هو عمل واستحداث الخوارق ، بالتأثيرات النفسية .. والسحر أو الاستعانة بالأفلاك( الكواكب) وهذا هو الذي قلنا عنه انه علم يمكن ان يتعلمه الإنسان, وهناك طرق أخرى يستخدمها السحرة بتمازج بين القوى الفلكية بالقوى الأرضية التي تسمى الطلسم او الاستعانة بالأرواح الساذجة . ومعنى الساذجة البسيط الحسن الخلق /المنجد في اللغة ص/328 ,وقد اختلف السحرة في مصدر سحرهم , منهم من يقول انه من الجن لتوسيع قاعدة عمله ,{ تحت عنوان التحضير) , كما يقول السيد السبزواري (قد) إن هناك كلمات مبهمة غير معروفة عندما يقرأها من يريد التحضير , فان الجن الخبيث يسرع بتلبية طلبه ليوحي للناس إن صاحبه له القدرة والإمكانية في التحضير , وهنا يتمثل بدور الذي يراد تحضيره .. كتحضير الأرواح وهو كذب وافتراء .. ومن السحرة من يقول إن السحر ناتج من الطلسم "{ ومعناه الأمر الخفي}" وهي كتابة الساحر يزعم انه يدفع كل أذية, ومنهم من يقول إن السحر ناتج عن الفلكيات , ومما نقل المجلسي في بحار الأنوار قال:إن السحر ينقسم إلى أقسام .

 1-       السحرة الكلدانيون وهم أقدم السحرة كما وردت المصادر , هؤلاء يزعمون إن الكواكب لها تأثير قوي على العالم ومنها يأتي الخير والسعادة , والشر والنحاسة , ومنهم من يبالغ في علاقته  بالكواكب ويعطيها صفة إيجاد الخلق ، وآخرون يزعمون إنها قديمة قدم العلة المؤثرة ، كالصابئة يعني الله تعالى وهناك قسم ثاني هم  ...

2-        السحرة من أصحاب الأوهام والنفوس القوية .

3-        بعضهم يستعين بالأرواح الأرضية . وهذه ذكرها فلاسفتهم , وآخرون منهم أيدوها واعتقدوا بأنها مختلفة , فمنهم الخيرون , ومنهم الكفار وشياطينهم ، هؤلاء يستعينون ببعض الأدعية الخبيثة .. للسقي ..

4-        وهم أصحاب الخيال والأخذ بالعيون . يصيبون الناس بالعين .. وآخرون يعتبرونها دواء يشربها المريض حيث تتفاعل في الجسم كما يتفاعل البنج أو السم في المعدة – وهذه القضية أريد التوقف عندها لان البعض يسقي من يريد إيذائه طعاماً قرأ عليه أدعية وطلاسم وغيرها فتؤثر بالمسقي – ألان اكتشف العلم إن الماء يتأثر بالموسيقى , وكذلك بالكلمة , تبدأ بلورات الماء بالحركة عند إطلاق الصوت , وقد تبين إن الحركة في أجزاء الماء تزداد عند قراءة القران , من هنا يعني الأصل في التسمية عند تناول الطعام لم تكن وسيلة بدائية كما يصورها البعيدون عن علوم الإسلام .

5- أدعية يجعل القلب يتعلق سلبا أو إيجابا , وهو ادعاء أكثره كذباً وشعوذة , أحيانا للحب ومرة للحقد والكره , وما يبتغيه المشعوذون انه يشغف الإنسان بشيء ويميل إليه قلبه , وهؤلاء يدعون معرفتهم بالاسم الأعظم ويستخدمون بعض العقاقير وعظام الحيوانات الميتة ويطلبون أشياء نادرة الوجود لتغطية كذبهم أو الوصول إلى غايات جنسية محرمة من خلال الخلوة بالنساء , ثم تتطور الخلوة إلى ممارسة جنسية تؤدي إلى هدم البيوت والاعتداء على النواميس تحت هذه العناوين الظالمة , من هنا أوجب الإسلام قتل الساحر العامل بمثل هذه الخبائث ....

 

     أصل السحر ...::  حين عرف الناس إن سليمان {ع} سخر الله له الجن والهواء وعلمه منطق الطير , وبنا بيوتا وقصورا عظيمة .. هذا التسخير بأمر الله  وحين مات سليمان كان كل فرد اشتغل أو سمع بسليمان أن يكون مثله ، فاستغلها الشيطان ، فكتب التعاويذ السحرية والأدعية  وجعلها تحت وسادته ، وهي الأدعية المكتوبة بالطلاسم التي تحدث عنها السيد السبزواري ، ولما أخرجها الناس صار الكل يعمل بها ، وترجمت إلى جميع لغات الأرض , ولذا حين نقرأها يأتي الشيطان بالصورة التي نريد أن نسخرها .. يقول تعالى ..{ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ }

ٍ                        كيفية استخدام السحر في الفضائيات

          ولعل القارئ الكريم يسال , كيف يتمكن المدعو فلان الجالس في فضائية في بيروت أو لندن وهو يدعي انه طالب حوزوي في النجف الاشرف ومن طلاب البحث الخارج ( رغم معرفة الجميع كذبه بهذا الادعاء لان أهل العراق يعرفون مستوى طلبة البحث ) هذا الدعي يقرأ كل الآيات القرآنية قراءة خاطئة وملحونة, بل حتى النطق اللغوي بعربيته غير سليمة, وهذا يبين كذبه وسقوط عدالته , ويا حبذا لو أعلن نفسه ساحراً من أهالي المدينة الفلانية دون الإساءة لأسماء المراجع ( ولكن هم يستخدمون ما هو أفضل من اسم المرجع وهو الإمام المعصوم أو القران ).

       أما كيفية معرفته (إن صَدق في قوله) بعد معرفته بالاسم واسم ألام , ,هناك علم يسمى الجفر ، ويعتمد بعض هذا العلم على الحساب فيستخدم الحروف ً( رقم ثمانية يساوي حرف جيم ), ثم يوزع الاسم في جدول يعرضه أمام الناس على شكل جدول الضرب ، ثم يبدأ بالقراءة بالعكس أو من أسفل إلى أعلى ومن اليسار لليمين, أو بالأفقي والعمودي , تتبين عنده كلمات جديدة من خلال الأرقام  فتظهر له نتائج , هذا أساس الجفر , ولكن يضاف عليها ما له من خبرة وتوسع بأعمال السحر التي تعطي تأثيرات كثيرة وتضبط بعض التوجهات من خلال الدراسة والممارسة  مع القوى المؤثرة في الأرض أو القوى الوسطى... لان لهم تأثير ونحن لا نراهم ، { يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إلى إن تقول الآية.... إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ } (لأعراف:27)  هذه الآية تتحدث عن الجن والشياطين ... والجن بصورة عامة هو من القوى الوسطى ويمكنه أداء فعاليات لا يمكن أن يفعلها الإنسان .. لان الجن له امتيازات على الإنسان  منها .....

1-     من ناحية العدد .. فالبشر يعيشون في الحواضر والقرى فقط .. بينما يعيش الجن في البر والبحر والجبال والأماكن التي لا يسكنها بشر ...

2-   يدخل إلى البيوت دون استئذان .. ولا يحتاج إلى فتح الأبواب أو الشباك .. وله سرعة فائقة ولا يحتاج واسطة نقل ، وله طعام مبذول في كل مكان ...

3-   يمكنه استسراق السمع من الملائكة أو من السماوات العلا {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} وله أمكانية أن يختلط مع فكر الإنسان فيوسوس في روحه ... {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} والوسواس هو الخاطرة الرديئة ، أو الصوت الخفي في نفس الإنسان { فوسوس أليه الشيطان }  حين يدفع احد لرذيلة لأنه ليس له فضيلة أبداً  .. وبعدها يستحوذ على قلب الإنسان ويوجهه حيث يريد ..مثل قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} فيأتي الشيطان يضع مقابل السلم والتنازل قضية الكرامة وان فلان اقل منك فلا تتنازل .. فتبعنا خطوات الشيطان ...

 معنى السحر :....  السحر هو كل عمل يقرب إلى الشيطان ، وعادة تأخذ العين حين النظر فيظن الناس صدق ما يرونه ، فقوله تعالى { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} والسحر هو البيان في فطنة ومنه قول النبي{ص} " إن من البيان لسحرا" وهذا العلم لا يعرف اغلب الناس عنه شيئا والسحرة لا يعلنون عن سر الصنعة إلا لمن يريد الدخول في صنعتهم ... وطالب علم السحر لا بد أن يعمل على طريقين  ...

الأول ".. أن يعرف القوانين التي يعمل عليها السحرة لاستخراج أعمالهم الشيطانية وهي مجموعة أدعية وقراءات وطلاسم وجمع أعمال .. لان في كل مخلوق سر .. كما يذكر صاحب كتاب " حياة الحيوان للدميري" فيستفاد من عروق بعض المزروعات.. ومن حيوانات ، ذئب وضفدع وقط اسود وكلب اسود .. وديك اعور وبوم وأفعى وقنفذ...

ثانيا :.. أن يعمل على تغيير الواقع من خلال صرف العيون والآراء ، لان ذلك له واقع.. فيمكن أن يجمع أشياء مع قراءة عليها ويمهرها باسم فلان أو فلانة .. وهذا يعني لا بد من وجود قانون يغير الواقع الداخلي ...

        ورد في كتاب الكشكول إن السحرة اختلفوا في سحرهم وذلك لقوة علم بعض وضعفه عند الآخرين .. فبعضهم يستعين بالفلكيات " وتسمى الطلسم" وآخرون بالأرواح الأرضية أي الأرض وقوانين الموجودات وتسمى" العزائم"  وكل هذه حرام في شريعة الإسلام .. وهناك قوة تسمى العلية هذه لا يمكن لأي ساحر أو مشعوذ أن يستغل قواها ، هذه القوى تتدخل في عمل الأنبياء والأولياء ... مثلا قوم لوط حين قلبت الأرض على أهلها .. الذي قلبها من القوى العلية ، والذي فلق البحر لموسى .. والذي أسرى بالنبي محمد {ص} من المسجد الحرام للمسجد الأقصى ، هذه قوى لا يمكن أن يستغلها إنسان .. نعم تمكن علي{ع} أن يكون ضمن هذه الدائرة حين طلب من الله ان تعود له الشمس حتى يصلي لربه , وفعلا عادت الشمس إلى مكانها .... وتمكن اصف بن برخيا أن يأتي بعرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين كما يقول القران {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي} .. ويدخل تحت هذه العناوين كثير من المعجزات النبوية ، وأحيانا يشعر المؤمن بأشياء يسميها اللطف الإلهي  حين يدعو ويستجاب الطلب . هذه قوى إلهية وليست سحر ولا شعوذة ...

       إذن العالم فسيح وفيه مخلوقات فيها خير وفيها شر .. وفي كوكبنا قوانين فيزياوية وكيماوية وغير ذلك ، وفيه تعلم الناس تسخير الجن " تسخير دون سحر" ولم يفت فقيه بحرمة تعلم هذا الفن ... كما إن استنتاج الجفر علما وليس سحرا ولا يقول احد بحرمته .. ويكفينا جوازه ما دل انه كان عند فاطمة الزهراء{ع} الجفر الجامع وفيه كل مسطور.. وكان أمير المؤمنين {ع} سيدا في هذا العلم ... وعندنا فقهاء عرفاء ولهم باع طويل في علم الجفر ومعرفة فك السحر .. مثل السيد علي القاضي والشيخ بهجت والسيد الخميني  والشهيد الصدر الثاني رحمهم الله..

ـــــــــــــــــــــــــــــــ  إذن في الكون مخلوقات تحمل الشر ولكن لا نعرف الحكمة في خلقها ، فتقول الآية استعذ بالله من تلك المخلوقات { من شر ما خلق} وأحيانا يكون الإنسان أكثر شرا من الأشرار وتكون الاستعاذة منه ....{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}(النحل:98) يقول السيوطي في شرح هذه الآية ..كان النبي {ص} في عرفة وشاهده أصحابه يحرك شفتيه .... الخ }

        ثم تنتقل الآية إلى قوله تعالى {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } ما معنى هذه الكلمة ..؟؟  الغسق هو شدة ظلمة الليل .. وحين يأتيك طارق في تلك اللحظات هذا غاسق أي قادم في شدة الظلمة ،، والذي يقطر من جلود أهل النار يسميه القران " إلا حميما وغساقا" والوقب هو النقر على الشيء وإحداث حفرة للدخول فيها ... حين يبدأ النقر في ظلام النفس ليجعل الأمر المحرم محببا للنفس هذا غاسق بدأ ينقر ينقب في النفس .. هنا العقبة التي يمكن للإنسان أن يتجاوزها أو يقع فريسة للشيطان حين ينقب في نفسه {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ،وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ } ... الآية تقول ليس قراءة المعوذات كافية ان تنجيك من الجنوح إلى الرذيلة .. لان الأمر باختيارك . هي عقبة وموقف ... يقول الإمام أمير المؤمنين {ع} " والله ما معاوية بأدهى مني ، ولكنه يغدر ويفجر ، ألا إن لكل غدرة فجرة ، ولكل فجرة كفرة , ولكل كفرة راية يعرف صاحبها يوم القيامة "..!!   

          حين عرض ابن زياد قيادة الجيش على ابن سعد ، كان يمكن أن يعتذر لو كانت نيته ردع الشيطان وهو يعرف إن قتل الحسين {ع} جريمة سيخلد بجهنم بسببها، ولكن الشيطان تمكن منه . وقضية عمر بن العاص حين دعاه معاوية للالتحاق به ... استشار ولديه عبد الله ومحمد ثم خادمه وردان  حين شاهده لا ينام للصبح . فقال أخير نفسي .. فقال له وردان والله نفسك تمنيك الذهاب إلى معاوية ، قال صدقت هيئ لي جوادي .. وقضية الحر بن يزيد الرياحي. وقصة زهير بن القين ايظا معروفة حين جاءه نداء الحسين {ع}.وفك رقبته من نار جهنم  

ثم تقول الآية " ومن شر النفاثات في العقد ."  النفث هو قذف شيء من الريق، ريق الإنسان أي لعابه ، والنفث اقل من التفل والبصاق ، نفث الساحر يعني  ينفث شيئا من ريقه في عمل للطلاسم والعزائم لزيادة التأثير .. مثل الحية حين تنفث السم .او الجرح الذي ينزف قليلا..  حين يستخدم الساحر عملا ويكتب اسم فلان أو فلانة ينفث من ريقه في ورقة او قطعة قماش مكتوب عليها اسم الذي يراد أن يضروه .. فتنفث فيه..{ شرب الماء وسؤر المؤمن }

        أما معنى العقد :.... هو الجمع بين طرفين أو أطراف متعددة إلى بعضها .. مثل عقد بيع .. أو عقد الحبال مع بعضها ،والعهد مع جهة معينة بينك وبين آخرين يسمى عقد مثال عقد الزواج .. وعقيدة ضم فكرة للإنسان ، وفلان عقد لسانه أي لم يتمكن من الكلام .. احلل عقدة من لساني يتبين إن معنى النفاثات في العقد أي التي تلقي شيء من ريقها على عمل معين ليحدث ضررا في جهة معينة .. وهذا نوع من المكيدة المحرمة  ..وهي من الكبائر ...هذه العقد هي آلية الضرر للآخرين .. وهناك حالة أخرى هي العين ...

    ومن شر حاسد إذا حسد :.. هناك فكرة إن ليس كل حاسد عائن ، ولكن كل عائن حاسد .. والحسد هو تمني إزالة نعمة الغير ، المهم أن تزول عن صاحبها حتى لو لم يأتي المال للحاسد.. هذه من الأمراض النفسية ولا تداوى إلا بالعلم والاعتقاد إن الحسد يسبب ضرر على صاحبه وليس على المحسود، والحسد يورث العداوة والبغضاء ، يقول الإمام علي{ع} " الحسد شر الأمراض" ويقول {ع} الحاسد مريض لا يشفيه إلا زوال النعمة "

قال لقمان لابنه ، للحاسد ثلاث علامات , الأولى يحسد إذا غاب ، ويتملق إذا حضر، ويشمت بالمصيبة ..!! ويقول " الحسد شقاء الدنيا والآخرة .. { قصة الرجل الذي ربى عبدا ليقتله ويرمي الجريمة على جاره الذي يحسده وكيف وصل العبد  أصفهان وتحدث لأقربائه}..  

سالت السيد آية الله العظمى محمد حسين فضل الله عن آلية العين وكيف تدمر الأشياء ..؟ فأجاب كل الدراسات محض اجتهاد ولا يعرف احد هذا العلم.. وقال لو نعرفه لدمرنا إسرائيل التي تحتل أرضنا ، أو صدام الذي يظلم يقتل شيعة العراق .. إذن تحديد كيفية إصابة العين هي اجتهادات يمكن أن تصيب أو تخطأ ... لنسمعها..!!

 

العينُ والحسد:... تقوم العين بالتأثير في الغير بشعور خارجي وإحساس معين ،هذه النقطة تجرنا للحديث عن العلاقة بين العين والروح. هنل تنتقل لموضوع العلاقة بين الروح والجسد ..فعلاقة العين بالروح من أقدم العلاقات الموجودة بالإنسان ، ...كان القدماء يعتقدون أن من عنده حول أو ارتخاء في الجفن له عين شريرة وحسود ، كما كانوا يخافون حسد النسوة خلال فترة الحيض أو الحمل .. وما زال بعض الناس يعتقدون أن تأثير الحسد يكون أكبر ما يكون في فترات التحول من حالة إلى أخرى مثل الزواج أو الحبل أو الولادة...ويصيب الحسد الزرع أو الملابس أو السيارة الجديدة. لذلك يستخدم الناس وسائل وقاية مضادة للحسد مثل العين الزرقاء والخرزة الزرقاء ورش الملح في الأفراح .أو تعليق أشياء قديمة في الباب مثل النعل أو قرن حيوان .. الخ. يقول كاتب سعودي"" اعتقد البعض أنها تحمى من الحسد ، مع العلم بأن هذه الاعتقادات والخرافات لا تسود إلا في المجتمعات المتخلفة"" وحقيقة الأمر ليس في المناطق المتخلفة بل في العالم كله ..... ولكن العالم يفتقد المعلومة بكيفية الإصابة .والصحف والمجلات أصبحت هي الأخرى تطالعنا بأخبار مثيرة عن علاقة العين بحدوث المصائب والكوارث.

والغريب فى الأمر أن بعض مراكز الأبحاث أصبحت تفسرها تفسيراً علمياً وتعترف بوجودها كحقيقة واقعة غير قابلة للشك أو الإرهاص وأنها تيارات كهرومغناطيسية تفوق سرعة الصوت تستطيع تدمير أي شئ ، يمتلكها بعض الأفراد كصفة مخلوقة معهم ولكن يمكن إيقاظها من سباتها في الآخرين بالتمرين والمتابعة.

ــــــــ> وهناك عين تستطيع أن تلحق الضرر بمجرد طرفة عين من صاحبها ، أو حتى بالفكرة عن المراد حسده ... مجرد أن يفطن له يصيبه بالعين والأذى .. كما أن الرؤية عبر الأثير وعبر المسافات الطويلة .ويسمى بالجلاء البصري  أصبح اليوم من العلوم التي تُدرس في بعض الجامعات....هناك التنويم المغناطيسي  حيث نجد العين تؤثر في شخص ما يتغيب عن وعيه وينطلق إلى الماضي أو يهتك الحجب أو يستقرئ ما يسمى بالغيب ...

هذه القوة الجبارة الغير منظورة نجدها في بعض الحيوانات ... فمثلاً يستطيع الثعبان أو الكلب أن يؤثر على فريسته بالتحديق فيها فبدلاً من أن تهرب لإنقاذ حياتها إذا بها تُشل ولا تستطيع الحراك بل وأحياناً يصل بها التأثير إلى أنها تسعى بنفسها وتلقى بجسدها بين أحضان قاتلها... وعين العائن تنقسم إلى ثلاثة طبقات :..وهذا افتراضي وليس قطعي ....أقسام العين.. 1- - العين المعجبة ...2- - العين الحاسدة ...3- - العين القاتلة

  العين المعجبة : حالة النفس  إذا أفرطت في الإعجاب بنعمة الغير أثرت فيها وأفسدتها .. يسمى حسد عيشة {وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ } ويقول{ص}"إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ" . والعجب لا بد أن يجلب الحسد لذا لا بد أن تقول ما شاء الله  فينتهي كل شيء.. نزل رسول الله{ص} في الطائف قبل البعثة عند شخص فأكرمه ورعاه.. ولما بعث قالوا له ، صاحبك يتيم أبي طالب بعث نبيا في وهو بالمدينة الآن.. فجاء أليه وسأله أتعرفني..؟ قال لا .. قال أنا صاحبك الذي أكرمتك يوم نزلت عندي في الطائف .. فأكرمه ثم سأله ما تريد ..؟ فقال أريد 200 شاة .. هذا يظن الحياة عبارة عن شياه وأموال يمكن أن يحصل عليها... لذلك هذه النماذج لا ترى ما يعطيه الله سوى الماديات فتكون عينه معجبة . وعادة لا ينظرون لشخصية الذي رزقه الله وتعبه وشقاءه ، نظرتهم لتبدل أحواله فقط  فيحسدونه بعينهم ..وهذه تنتهي بذكر الله تعالى ...

 العين الحاسدة : هذه العين تخرج من نفس خبيثة ، عين كخبث صاحبها ، وهي في الأصل تتمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود ... وهذه العين هي تعبير عن أمنيات النفس الخبيثة للآخرين ،{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً}  (النساء:54) وأكثر من تعرض للحسد هو علي بن أبي طالب وأبناءه عليهم السلام ..  لذا كان أعداءهم يبكون من شدة الحسد عليهم .. لان الله رفعهم وأعطاهم من الشرف والكرامة .. وكل ذي نعمة محسود .. تقول العقيلة زينب {ع} في خطبة لها في الكوفة ، حسدتمونا وقتلتمونا ورأيتم قتالنا حلالا وأموالنا بدلا كأننا أولاد ترك أو كابل ... ثم تستشهد بالآية : {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }. وهناك عشرات الآيات تبين فضل الله على الناس  نحن نقول :" وأفض علينا من فضلك وانشر علينا من رحمتك" ويأتي ذو النفس الشريرة يحسد الناس على ما آتاهم من فضله ..

      وسبب قتل الإمام موسى بن جعفر بعد ثورة الحسين بن عبد الله صاحب فخ أخو إدريس .. الذي وشآ به عند هارون العباسي هو ابن أخيه محمد بن إسماعيل بن جعفر .. لذلك قال له الإمام يا ابن أخي " أسالك الله أن تتقي دمي"  ثم أعطاه صرة فيها مائة وخمسون دينارا .. رغم ذلك بسبب الحسد حين وصل بغداد جاء للحاجب مباشرة وقال ااذن لي أن ادخل على الأمير .. لما دخل قال كلمة لهارون يثيره لقتل الإمام .. قال: " أنت أمير تجلب لك الأموال  وموسى يجلب له الأموال في المدينة" فأعطاه مائة دينار وحمله إلى دار ليرتاح فيها .. ولكن ضربته جلطة في ليلتها  من شدة حقده على الإمام ويريد أن يستعجل قتل موسى بن جعفر فمات تلك الليلة ... هذه عين الحسد..  

الثالثة العين القاتلة ( السمية ) : تخرج العين من العائن إلى المراد إصابته بقصد الضرر ، قال الكلبي : كان رجل من العرب يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثة ، ثم يرفع جانب من خبائه فتمر به النعم فيقول : ما رعى اليوم إبل ولا غنم أحسن من هذه ، فما تذهب بعيدا حتى يسقط منها عدد كبير ، فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول الله{ص} ويفعل به مثل ذلك ويعطوه ما يريد ، فجلس له في الطريق يسمع القران ، فعصم الله تعالى نبيه وانزل قوله تعالى: {وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجْنُونٌ}   أ.هـ.   قد يصاب الإنسان بعين سمية في رأسه فتتلف خلايا مخه فيصاب بالجنون ، أو يصاب في نفسيته فيتحول من الراحة إلى  الضيق والحزن والكآبة وتضيق عليه الأرض بما رحبت فمثل هذا يخشى عليه من الانتحار والعياذ بالله .

 يقول العلماء إن العين السمية تبعث سما ليس ماديا إنما روحيا إلى المصاب وهذا أمر اجتهادي لا يعلمه إلا الله ولذا يجب الرجوع أليه في كل الأمور ... لان التأثير غير متوقف الاتصال المباشر  كما يظن البعض فهو تارة بالاتصال، وتارة بالمقابلة،وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه، وتارة بالأدعية والرقي والتعوذات، وبالوهم والتخيل. معهد دراسات نفسية في الاتحاد السوفيتي قدم شابا  عجيبا في أمره .. هذا يتمكن أن يلوي الملاعق على المنضدة .. ويوقف الساعة الجدارية  ويجعل النظارة تقفز من وجه أستاذ كان يحاوره .. ونظر إلى بيضة من مسافة ستة أقدام فصل البياض عن صفارها . هذا لو سلط على مكائن أو أسلاك لقطعها ....وأحيانا يكون العائن أعمى فتؤثر نفسه فيه، وإن لم يره، وكثير من العائنين  يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية..

  قوله تعالى على لسان يعقوب {ع} موصياً بنيه: " وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ } قال القرطبي :" لما عزموا على الخروج خشي عليهم العين، فأمرهم ألا يدخلوا مصر من باب، وكانت مصر لها أربعة أبواب، وإنما خاف عليهم العين لكونهم أحد عشر رجلاً لرجل واحد، وكانوا أهل جمال وبسطة في الجسم ، ولهم هيبة لأنهم أولاد أنبياء .. فخاف عليهم من الحسد ...

           خاف عليهم لأنهم غرباء في بلد حتى لا يصابوا بالعين .. رغم إنهم كانوا احد عشر ويساعد بعضهم بعضا .. هذا الموقف لو قارناه بموقف الحسين {ع} لما حمل بنو هاشم  يوم عاشوراء على ثلاثين ألفا .. هل خاف عليهم من الموت .. هذا موقف لا يتكرر في الأرض بعد موقف الحسين {ع} كان يقول " صبراً آل بيتي  صبرا، والله لن تلقوا هوانا بعد هذا اليوم أبدا" يصف احد الشعراء هذا الموقف  بقوله :...

حتى إذا التاريخ أرهف سمعه ..... ليعيد من صنعوه ماذا يكـــتب

دوّى بآذان الزمان هديرك الصافي ... وضاءت من سناه الاحقب

ووقفت للتيار تشمخ هاتفا .... ســـــــــيان اغلب مـوجه أو تغلب

جثث الضحايا من بنيك  تريهم .... إن الحــقوق بمثل ذلك تطلب

 ولكن عويل النساء ارتفع من المخيم ... ويوم عاشوراء كله بكاء وعويل .. لأنه تجسدت فيه قيمتان الأولى الدناءة والخسة والنذالة من جانب .. وعنفوان المجد والشرف ... فكان يقدم الأصحاب والأبناء والأخوة .. حتى التوى ظهره ونادى الآن انكسر ظهري ... ثم نادى النساء للوداع .. يتركهن مع الأعداء ليثبتن للتاريخ شرف الرسالة حين تحملها النساء ... {{ تذكر وداع الحسين لنسائه .. بنات المصطفى من العطش يومن وصاح بصوت للتوديع كومن ، مثل سرب القطا صارن يحومن ، تطيح عليه وحدة وتسعر ... اجت زينب وباقي الحرم يمه وصارت للوداع عليه لمه .. يشم سكنه وهي كامت تشمه .......      ثم عودة الحصان ...

سمعت سكينة صوت الحصان ..طلعت بكلب مسرور فرحان .. لن سرجه خلي ويسحب بالعنان ... صاحت صوت يا بوية طحت وين ... تصيح بصوت يا عمه تعالي ... رد ميمون أبوي حسين خالي .. اجت زينب تنادي بصوت عالي ..خبرني ابن أمي وكع وين ... خرجن إلى جسد أبي عبد الله .......................

 كعدن يم أبو أليمه ينحبن .. وسكنه تعددلهن وهن يبجن ... والرباب تصيح بالله حيل الطمن .. وأنت أبجي يا سكنه لا تفترين .. يا سكنه هذا ابوج حسين مطروح .. وكل ونه اليونها تشعب الروح .. يسكنه ساعدي عمتج على النوح ..تراهي كاعدة يم رأس الحسين ...   

اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.41961
Total : 100