وصلت امس رسائل الحرية والديمقراطية من النوع الداعشي الى العراق لتنشر القتل والخراب والدمار.
وهذه الرسائل الدموية الاجرامية الارهابية الواضحة الاهداف تكشف المزيد مما خططت وتخطط له القوى المعادية للشعب العراقي. عراق الوطن والموقع والعزة والكرامة وتفضح دعوات اولئك القابعين في احضان اعداء الوطن وحرمان الشعب العراقي من امانه واستقراره وسلب طمأنيته.
فمشاهد الدماء والاشلاء الممزقه اضافة الى الدمار الذي لحق بالبنايات السكنية ومؤسسات الخدمة والمساجد في مدينة الصدر والكاظمية وحي الجامعة وبلد وابي غريب وديالى والسماوة ومحطة تعبئة غاز السائل قرب مدينة بغداد وقبلها في بغداد الجديدة والعديد من المدن والمحافضات الاخرى لن تكون في يوم من الايام طريقاً للحرية والديمقراطية التي يتلطى خلفها اعداء الوطن لتبرئة تآمرهم وتحويل انفسهم الى مطايا للمشاريع العدوانية ضد وطنهم .
ان الشعب العراقي يعرف ويدرك مرامي هذا الارهاب الداعشي ولن يبخل في تقديم التضحيات لافشاله كما فعل مع سابقاته وسيعمل على استمرار حياته الطبيعية ويرفض الانصياع والخضوع لارادات الاعداء وادواتهم في المنطقة.
لقد عانى العراق من الارهاب وكان من اول الداعين لمكافحته وسن القوانين الدوليه لاجتثاثه ولكن دول القتل الجديد والقديم وقفت حائلاً دون ذلك لان الارهاب كفكر وكأداة هو جزء من ادواتها وتنفيذ خططها وخاصة في منطقتنا.
من الواضح ان الرسائل الارهابية الدموية تعبر عن خيارات اصحابها المهزومين وبنفس الوقت كانت مؤلمة لجهة عدد الشهداء والجرحى والاضرار المادية وسيبقى العراق شامخاً وقوياً وعزيزاً, كذلك لا يحقق هذا العمل الارهابي هدفه بترويع المواطنين والخنوع والاستسلام.
ان الشعب العراقي ماض في طريقه لدحر الحرب الكونية عليه , وليقول ان حريته بحياته وحضارته وليس بما يملك من ادوات القتل والارهاب الداعشي المجرم, هل يمكننا ان نصدق ان امة بعضمة الامه العربية, هذه الامه تتلاشى وتندحر فيها القيم بفعل ثقافات الدم والكراهية ليقتل الاخ اخاه والجار جاره وابن هذه الطائفه ابن هذه الطائفة.
لمصلحة من كل هذا القتل, وكل هذا الدم, هل يمكن ان تستمر الحياة هكذا؟!.
وهل يمكن ان يعزز هذا القتل الدين والقيم الانسانية, وتستعاد الارض ونحقق وجود الامة الحضاري والانساني التي حرم انبياؤها حتى في زمن الحروب قطع شجرة, او قتل شيخ او طفل او امرأة, او منع الماء والاكل عن الناس واكراههم حتى اعتناق دين بديل عن دينهم.
من اين استمد التكفيريون الجدد واصحاب الفتاوى الجدد افكارهم, هل نحن في اخر الازمنة, ام اننا في طريقنا لان نكون اخر الامم, او الى الاندثار ؟!
كل امم العالم تقاتل عن وجودها.. ونحن في عالمنا العربي نقتل وجودنا, ونقتل من يدافع عن هذا الوجود.
لقد قتلتم و كذبتم وكفرتم فعلى اي دين او شريعة انتم, دعونا ننتقل من الجدال الى الحوار والحب وبعيداً عن الطائفية, وتعالوا نصوغ عراقاً بعيداً عن الحقد والكراهية والمساواة بين الجميع.
مقالات اخرى للكاتب