يعتبر ونستون تشرشل أهم الزعماء الانجليز، وهو الذي الهب مشاعر البريطانيين وجعلهم يصمدون في وجه هجمات الطائرات النازية ، وهو بطل الحرب، وواحد ممن حققوا النصر على النازية.
والمعروف عن تشرشل أنه كان حكيماً، وهو الذي قال: نهندس المدينة ثم تهندسنا، اي نرتب المكان ثم يفرض سلطته علينا، وهو أول من رفع الإصبعين السبابة والوسطى شارة للنصر، لأنهما يشكلان حرف أي النصر . victory من الكلمة الانكليزية v حرف
البعض قابل تشرشل بعد الحرب، وقال له: لقد خربت البلد، فسألهم: ما وضع القضاء والتعليم؟ فقالوا له : مازال القضاء والتعليم بخير، فقال لهم: أذن البلد بخير فلا تخافوا . والقضاء في العراق اليوم، محط شبهات وشكوك يتردد صداها في المؤتمرات الصحافية وفي الدعاوى والاحتجاجات ."
أما الدكتور «ماداف تشافان» الهندي الأصل والجنسية ، يقول: « لديّ أصدقاء يكرسون جهودهم للدفاع عن حرية المرأة ، وآخرون يعملون جاهدين لتعزيز وعي العامة بالعلوم، وذات مرة قلت لهم: ((لا يمكن لجهودكم ان تؤتي ثمارها قبل تعليم الناس القراءة والكتابة )) . . فابتكر طريقه بسيط لتمكين ملايين الناس من تعلم مهارات القراءة والكتابة بادني تكلفة ممكنة، حيث خلص الي ان التعليم يمثل العائق الرئيسي أمام تطور بلاده، وانه لابد من بذل جهود فعالة وابتكار طريقه يمكنها ان تفضي الي نتائج سريعة، وبهدف الاستفادة مما يمكن ان يوفره التعاون منذ الخطوة الأولي وحد جهوده مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» وحكومة مدينته « لضمان تمكّن كل طفل من دخول المدرسة والحصول على تعليم لائق >> ، حيث جمع بين العناصر الأساسية التي تتمثل في البنية التحتية الحكومية وموارد الشركات والعمل التطوعي من قبل المواطنين، ما أثمر نتائج لافتة في ما يتعلق بتوفير التعليم لأطفال الإحياء الفقيرة في مدينة مومباي .
تذكرت كل هذا وأنا أتابع القرار المجحف الذي اتخذته وزارة التربية والذي عدت به الآلاف من طلبتنا الأعزاء في مدارس مديرية تربية ( الكرخ الثانية ) راسبين بإدعاء " الغش " ما ضيع على هؤلاء الطلبة وعوائلهم جهد عام كامل بذلوه في صيف العراق القائظ وشتائه القارس ضاع في مهب الريح .
ففي الوقت الذي تنظر فيه الدول وشعوبها الى التعليم على أنه يمكن للتعليم أن يصبح أداة لتعزيز القيم الايجابية للثقافات وركيزة أساسية في مسيرة التنمية نجد ان قرار العقوبة الجماعيه هذا ملفت للنظر ليس على المستوى الداخلي حسب بل انه خارجياً سيسيء الى سمعة العراق التعليمية التي كان يشار اليها بالبنان ما يثير الشكوك بشأن كفاءة الطلبة العراقيين في الزمالات الدراسية حيث ان قرار إلغاء أكثر من 52 مراكز امتحاني وعد آلاف الطلبة للمراحل النهائية للدراسة للثانوية فاشلين بسبب الغش ، فضلاً عن ان هذا القرار سوف يعني أن مستقبل ومصير هؤلاء الطلبة سيكون مجهولاً.
وبرغم احتجاجات الطلاب المشمولين بالقرار المجحف فان وزارة التربية التزمت الصمت مع المحاولات التي جرت مع ناطقها الإعلامي للإيضاح بشأن الموضوع مكتفية بتسريب خبر الى الصحافة من بين أروقة مجلس الوزراء يفيد " أن المجلس قد وجه بالسماح للمعترضين بأداء امتحانات الدور الثاني" وهو ما رفضه الطلبة رفضاً قاطعاً ، فالإعادة تعني لهم "المذاكرة ثانية والسهر و ألاجور ىالباهظة التي يفرضها المدرسون الخصوصيون ثانية ، فضلاً عن عدم توفر الاستعداد النفسي للمذاكرة بعد هذه الصدمة ، والأوضاع الأمنية الصعبة التي يمر بها البلد اليوم من قتل وتهجير وإرهاب ، وصراعات سياسية ، ناهيكم عن ارتفاع درجات الحرارة في صيف العراق اللهاب .
السؤال الذي يطرح نفسه في ظل ما يمكن ان نطلق عليه أزمة تربوية تعصف بأهم مؤسسة تعنى بشؤون الملايين من أبنائنا الطلبة .. هو من المسؤول عن هذه الحالة ، وما المقصود منها ؟ . اذ ليس من المعقول ان يحدث مثل هذا الإجراء الخطير الذي يهم مستقبل الآلاف من الطلبة هم وعوائلهم وفي اكثر من مركز ضمن رقعة جغرافية محددة ..
أيها السادة : نعرف ان " الغش " موجود منذ خلق الإنسان ولولا لم يكن كذلك لما جاء في الحديث النبوي الشريف : ( من غشّنا ليس منا ) الاّ انه ليس من المعقول جداً ان يتفق طلاب مدارس من مناطق متفرقة ومدارس مختلفة على القيام بعملية غش جماعي مع وجود هيئة أدارية مشرفة على أداء الامتحانات تتألف من مديرين ومراكز ومشرفين ومراقبين .
ما نريد ان نقول ليس من الإنصاف ان تتم معاقبة آلاف الطلبة بجريرة نفر تعوّد أن يكون خارجاً على القانون في كل مراحل حياته ، وكما ان في هذه المراكز التي ألغيت هناك مجموعة من الطلاب المهجرين من مناطق ساخنة الذين لا يمكنهم أداء الامتحانات في مناطق سكناهم لسوء الوضع الأمني فيها وان أمل هؤلاء الطلبة وأهاليهم كما هو أملنا بكم في ان يعيد المسؤولون عن هذا القرار النظر في الأمر بإعادة تصحيح الدفاتر الامتحانية وإعطاء كل ذي حق حقه .
أملنا كبير في وزير التربية السيد محمد تميم الذي هو راعٍ وأب لهؤلاء الطلبة الذين فيهم من جدّ وسهر الليالي وتحمل المعاناة التي يمر بها الوطن الحبيب في ان ينظر بعين الرحمة والرأفة وان يتخذ القرار المناسب الذي يعيد البسمة لطلبتنا الأعزاء ولعوائلهم التي تنتظر التفاتة كريمة من سيادته .
