غادروا مدنهم وقراهم متجهين إلى المجهول بعد أن حاصرهم الموت من كل جانب هذا هو حال النازحين العراقيين في خمس مدن شهدت صراعاً عسكرياً بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم داعش الذي بات نفوذه يتراجع.
بصراحة اعد أكثر من أساء للنازحين وأسهم في عمق مأساتهم وتشريدهم وموتهم المجاني هم ما يسمون بـقادة السنة.. هؤلاء الأعراب المتصارعون على إمارة ولو على حجارة يقفون وراء ما يعانيه النازحون من محافظات ديالى وصلاح , الدين , والأنبار , والموصل..
لا اتهم أحدا بعينه لكني والآلاف معي يعرفون أن هؤلاء القادة هم من اتعب أهلنا وقتل أطفالنا وشرد النساء وأهان كبار السن وسرق مخصصاتهم وتلاعب بأقدارهم ومقدراتهم .
ما يزال الآلاف من أهالي القرى والقصبات والمدن مشردين ويهيمون على وجوههم ويسكنون الهياكل وقاعات تفريخ الدجاج تركوهم يعانون ويلعقون جراحهم بينما قادتهم في بغداد وأربيل وعمان وانقرة والقاهرة يتنعمون هم وعوائلهم وأقاربهم ومعارفهم وحماياتهم بـخيرات النازحين .
أين الكرفانات المخصصة للنازحين؟ أين منحة المليون؟ أين ملاجئ الأطفال والنساء والعجائز؟ أين فرق المتطوعين لتحرير المدن وأمواله الطائلة , وملايين الـأين من دون أي جواب.
إن قادة السنة من زعماء سياسة ورؤساء عشائر وأحزاب وكتل ونواب في البرلمان مسؤولون مسؤولية مباشرة وكاملة عما حل بالنازحين برغم الجرائم البشعة التي ارتكبها داعش بحق مناطقهم وبرغم آلاف الأسئلة والتساؤلات حول هوية داعش ولمن ينتمي ولماذا استهدف السنة في العراق وبيوتهم ومناطقهم .
إن ما يسمون بـ قادة السنة في العراق شغلهم الشاغل هو حجز الوقت والمكان للظهور مع أنور الحمداني لتبادل الاتهامات وسيول من القذف والشتائم ونشر غسيلهم القذر أمام الجمهور..
شغلهم الشاغل ليس إنقاذ المهجرين والنازحين مما يهتمون بالظهور بكامل الأناقة أمام عدسات الفضائيات لتبادل التهم والسب أحيانا .
لقد تحول هؤلاء القادة إلى أضحوكة أمام العراقيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي واليوتيوب لانهم اشباه ساسة او بمعنى ادق سياسيو الصدفة الذين دفعهم القدر واوصل بهم الى كرسي السلطة من دون معرفة او دراية.
تهجيراً قسري للعوائل في المحافظات المحتلة من داعش وتم اجبارهم على ترك قراهم للبحث عن مكان آمن وبعض هذه العوائل تحركت الى بغداد كونها المكان الاكثر امناً لان قادتهم وشيوخ عشائرهم قد استقروا في بغداد قبل وقوع الكارثة وهم سببها وكأن النازحين العراقيين لا تكفيهم التحديات والمشاكل التي يواجهونها في واقعهم الجديد بعد إجبارهم على ترك منازلهم والسكن في المخيمات في ظل قلة الطعام وانعدام الأمن، حتى تضاف إليهم مشكلة جديدة تتعلق بالحصول على كفالة شخص يضمنهم في المناطق التي لجأوا إليها .
نلاحظ اليوم في جميع السيطرات هناك تشديداً على العوائل النازحة المتجهة الى العاصمة بغداد ولا تسمح لهم بالدخول الا بوجود ..الكفيل ! سابقا انتقدنا السياسيات التي تتبعها المحافظات الشمالية في اجراءات دوخل العرب الى اقليم كردسان لتعامهم مع العراقيين بكفيل ..
اليوم التعامل واضح وصريح مع النازحين في مداخل العاصمة بغداد منظر يكسر القلب ويدمع العيون عندما نشاهد المئات من العوائل وهي تفترش الارض ننتظر تصريح الدخول الى العاصمة.
اغيثوا النازحين هم اهلنا وعرضنا واصلنا اصحوا يا سياسيين كفاكم نوماً كفاكم استهزاءً بأهلكم في الغد القريب ستحتاجونهم للوقوف معكم في انتخاباتكم المشبوهة. .
مقالات اخرى للكاتب