تعلمنا منذ الصغر ان العراق بلد عربي وانه ينتمي الى امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وان نفط العراق للعرب وان المصري افضل من العراقي وان الخليج بيتنا الكبير وان حدود هذا الوطن الذي يعتبر العراق جزء لا يتجزا منه تمتد من الفاو الى طنجة،وطنجه هذه تقع شمال المغرب وهي اخر الحدود البرية لامة العرب. وفعلا كان العراق جزءا لا يتجزء من امة العرب بل كان منافسا كبيرا على قيادتها والتحكم بمصائرها ومواردها وتوجيهها رغبة ورهبة وخاصة في فترة الثمانينات وحتى غزو العراق للكويت عام 1991 بعدها اصبح العراق جزءا لا يتجزء من المشاكل والمعوقات بل ان العراق اصبح لا يمثل الا نفسه ولا يلتقي مع العرب حتى في كاس الخليج الغير معترف بها دوليا. وواضح ان العروبة عند العرب لا تعني التاريخ واللغة والجغرافيا والمصير انما تعني العقيدة والطائفة والاعتقاد فأنت عربي صميمي تؤمن بالوحدة والحرية والاشتراكية طالما أنت سني وتحكم هذه البلدان كما انك عربي تنتمي لامة العرب اذا كنت شيعيا تاتمر باوامر السني ومواطن من الدرجة الثانية وغير هذا فانت اما صفوي او مجوسي او فارسي او من اولاد المتعة او عميل لايران،فالبحرين عربية لان حاكمها سني حتى وان كانت الاغلبية شيعية لان هؤلاء مواطنين من الدرجة الثانية واليمن عربية طالما ان الحوثيين لم يستلموا حكما بعد ولبنان تتراوح بين العربية وغير العربية فعندما تكون حكومة حزب الله تكون حكومة عميلة وطائفية وغير عربية وعندما تكون حكومة الحريري تكون حكومة عربية ومنطلقة من امة العرب المتحضرة،اما سوريا فقد كانت عربية الا انها بقدرة قادر وبقرار من نجد والحجاز وقطر تحولت الى دولة علوية ونصيرية لا تنتمي الى امة العرب التي لا تجيد غير سباق الهجن وصناعة اليشاميغ والخيم المثقوبة . اما العراق فحتى عام 2003 كان عربيا ومن ابوين عربيين حتى وان كانا فاسدين وحتى مع كثرة مشاكله ومصائبه وتجاوزه وتعديه على الاخرين الا ان هذه العروبة سلبت منه حقيقة وبقى شكليا طالما ان الحكم فيه تحول من الاقلية الى الاكثرية وهذا المنطق غير مهم انما هو المهم الانتماء الى الطائفة فالعرب في منطقهم تعني السنة وغير هذا فهو اما عميل او دخيل. بالامس لا حظنا كيف ان ملك السعودية عبد الله انتفض على احداث مصر ودعا الدول العربية جميعا باستثناء العراق الى مساعدة المصريين لانهم يواجهون مخططا طائفيا وطالب الجميع لتقديم الدعم المادي والمعنوي للخروج من ازمتها الحالية وهي لم تعش الازمة الا يوم او يومين ولم يذهب ضحية هذه الازمة الا معشار ما يذهب في العراق وسوريا من ضحايا بسبب دعم امة العرب وتحديدا السعودية وملكها المخرف وقطر وثورها المنحور ومساندتهم للعصابات الاجرامية وبقايا البعث الصدامي ومرتزقة الدول العربية والعالمية. لم يعد العراق باكثريته الشيعية جزءا من الامة العربية وعليه ان لا يتوقع دعما او مساندة من اي دولة من دول الخارطة العربية لانها تعرف العراق سنيا اما العراق الشيعي فلم تعرفه الخارطة العربية ولن تقبله او تمنحه المساحة المطلوبة وعليه ان يتحمل مسؤوليته اما بالبقاء ضمن هذه الدائرة حتى يعود حكم الاقلية او يفهم الدرس جيدا ويسابق الزمن ويعلن استقلاله عن هذه الامة الجاهلة التي لا تعرف غير فتاوى النكاح واللواط والتكبير.
مقالات اخرى للكاتب