تمنيناه خالي من المظاهر المسلحة
حلم العراقيون، بعيد خال من المظاهر المسلحة، التي تعيق سير المرور، بسونارات عاطلة، تغري المخربين بالعمل الحر، من دون مضايقات.
لكنهم فجعوا بعسكر اوهى من التصدي للانفجارات ملء رحاب العيد.. "وا حسرتاه متى انام واشعر ان رأسي على الوسادة" فشهد العيد انفجارات فاقت العد واعيت الاحصاء.
عسكر وسيطرات وقوات متنوعة الاستعراضات؛ لذر الرماد في العيون؛ تمنى العراقيون، عيدا يخلو منها، كي ينطلقوا آمنين.. لكنها لعبة الدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة؛ فلا تنسحب القوات الامنية العاطلة، الا بانجلاء الارهاب وانتفاء التخريب، ولا يزول تخريب الارهابيين، الا بقوات امنية واثقة من فاعلية سلاحها.
وهكذا تمر ايامنا ولا ندري هل الدجاجة من الـ... أم... !؟ وعلى المساكين تدور حومة الوغى.
وبما ان سلاح الجيش والشرطة، يلوذ بالصمت، اذا تكلم الارهابيون؛ عملا بالمثل العراقي، القائل: "من تحكي الزلم تسكت النسوان" فانهم يستعرضون رجولتهم على الشعب، ويذرون الارهاب طليقا، ينغص العيد على الفاطرين، عقب شهر من الصيام.
امنية العيد، محو آثار السلاح المتراكم، يعسكر في كل شارع، قبالة البيوت، بحيث يصحو الاطفال على المزاح الفج، لأفراد السيطرات، وهم يمتهنون حرمة البيوت، باصوات نابية، تلفظ اقذع الكلمات خدشا مقصودا لحياء العوائل، رافعين اصداء حناجرهم بغية النفاذ بصفاقتهم الى مسامع النساء تلذذا بإذلال رجالهن الذين لا حول ولا قوة لهم، على الحد من هؤلاء.
"وعرضنا الاسماء كلها على آدم، ثم قلنا للملائكة انبئونا باسماء هؤلاء" فثمة مكامن غير مسماة في الوجود العراقي، تنطق كفرا بدل السكوت.
فلا هي قوات امنية تحمل شرف حماية الاهالي من شر الارهاب، ولا هم كافين الناس... انهم... لا فرسان ولا اجاويد، يأتون الفاحشة نكرا، بدل الترفع عن اذلال من لا يعتدي، ولا يمتلك سبيلا لاتقائهم؛ فالفارس يترفع عن مبارزة الاعزل والضعيف والمسالم، حتى لو كان قويا.
لكن هل تؤدي قواتنا الامنية عملها؟ وان ادته، فهل سياقات ادائها مدروسة وفق اكاديميات تنظيم امن المدن، اجرائيا؟ واقع الحال يقول: كلا! ما يؤدي الى تلاشي امنيات الناس خلال العيد، برؤية مدينة من دون سلاح ينتشر بيد هواة حرب جبناء.
اكتظ عيد الفطر بالتفجيرات، وقوات الامن، تشدد الخناق على المواطنين، بطريقة تفتح الطريق امام المخربين، فلاذت الناس بالبيوت هربا من عيد مدجج بالموت، يأتي عاصفاً من كل الاتجاهات.
لو توفرت خطط امنية حقيقية؛ لما تلاشت فرحة العيد، ولا استحال الفطر مأتماً، سد صباحات الفرح، بسواده الحالك، ظلمات ركبن فوق بعض.
ذهب العيد آخذا معه ارواح شباب تريد الهوى، وصبايا لم يتح لهن تلمس انوثتهن بحمى زوج حبيب، وظلت القوات الامنية تقمع الشعب وتسامح الارهابيين، ميسرة عليهم سبيل اخراق السيطرات، باجهزة سونار تزكمها رائحة الشامبو والزاهي والعطور؛ فتعطس ويعفط الديناميت والتي ان تي و... بس رحمة الله للعراقيين.
انتصبت خلف خوف الشعب، بنادق تخذل آماله؛ لأنها لم تحسم الامر وتخلي المدينة، ضيقت الخناق؛ فتسرب العيد، من بين الانفجارات التي اكتظت بها مدن العراق.
مقالات اخرى للكاتب