السنة منقسمون على انفسهم حالهم حال الشيعة وهذا جزء من المشهد العراقي أذ لا تجد اثنان من السياسيين لديهم رؤية موحدة إزاء القضايا المحلية او الاقليمية فعندما يجتهد سياسي يمثل البلد في رؤية او في عمل سرعان ما نلحظ بعض الفاشلين من سياسي الدرجة الثالثة او حتى الاحتياط يدس انفه القذر في قضية لا يفقه منها شيئاً وتبدأ التصريحات من هنا وهناك تحاول النيل من الشخصيات الوطنية التي ثبت بالرهان قوتها وتأثيرها في الساحتين المحلية والإقليمية فضلا عن الساحة الدولية.
زيارة رئيس البرلمان العراقي الى كل من تركيا وايران لم تكن نيابة عن صالح المطلك او قتيبة الجبوري او غيرهم ممن تلوثت ايدهم بالمال الحرام ولم تكن بأسم الطائفة السنية ولا بأسم الاكراد بل كانت زيارة تمثل السنة والشيعة والاكراد وهي تمثل ابناء الشعب العراقي جميعهم.
يدرك العراقيون جميعهم مدى التأثير الايراني على الواقع السياسي العراقي مثلما يدركون التأثير التركي والامريكي وهذه الجهات فاعلة في الوضع العراقي وكسب ودها او تحييدها او ابعادها عن الاستمرار في اضرار الشعب العراقي يعد خطوة ليس ناجحة فقط بل خطوة جبارة.
سمعنا قبل اشهر على لسان المطلك ان المالكي اكبر دكتاتور وبعد ايام قال لو قابلت المالكي سأضعه في الاحضان لانه رجل وطني وهذا الكلام لم نسمعه من النجيفي وكان دائما له رأياً صريحا في ادارة المالكي وينتقد توجهات ايران في دعم بعض الاطراف على حساب وحدة البلد.
نعم هذا الامر ليس غريب فسياسيو السنة امثال قتيبة الجبوري وغيره هم جزء من الفشل العربي الذي لم يستطع تحقيق اي نصر على اسرائيل وهم دائما في تراجع يريدون تحرير اراضي فلسطين كلها وفي كل يوم يخسرون فلسطين كلها ، يريدون تثبيت موطأ قدم مؤثر في السياسية الدولية ولكنهم يخسرون كل يوم موطأ قدم ، وهذا الحال ينسحب على اغلب سياسي السنة فدائما تأخذهم العزة بالإثم فهم يتوهمون دائما ان تصريحاتهم الجوفاء تجدي نفعا او الارتقاء على منصة المنابر وشتم الاخرين يمكن ان تحقق لهم النجاح او سترد اليهم الحقوق المسلوبة كما يصرح بعضهم .
واهم جدا في هذا الزمن الذي يدار من قوى كبرى من يقول انه يستطيع تحقيق النصر وكسب الرهان من دون اللجوء الى الغرف السرية والتضحية ببعض من اجل بعض.
نعم ان زيارة النجيفي الى ايران قد افقده شيئا ولكن اعطته اشياء ، فقد استطاع ان يقنع الايرانيون انه لابد من التعامل معه من اجل تحقيق استقرار في هذا البلد والتوافق مع رجل قوي صادق واضح افضل بكثير من التعامل مع رجال منافقين يقولون شيء ويفعلون شيئاً اخر.
في قراءة سريعة لواقع الزيارة النجيفية الى ايران بتقديري انها اتت اوكلها سريعا على الرغم من الاصوات النشار هنا وهناك
كأعلامي وأكاديمي اشهد ان الجمهور الشيعي والكردي هم اكثر وعيا من الجمهور السني فلو زار الرئيس المالكي تركيا او قطر او السعودية فلن يعترض احدا ولن نسمع تصريحا يقول ان المالكي صافح او قبل رؤوس قتلة الشعب العراقي ولو حضر مآتم العائلة المالكة في السعودية كلهم. كما ان الشعب الكردي لم يعد اتفاق زعماء الاكراد مع الرئيس العراقي ( صدام حسين ) بعد الانتفاضة الشعبانية هو خيانة للشعب الكردي.
اذن لماذ يحاول البعض التقليل من اهمية زيارة النجيفي الى ايران على الرغم من اهميتها الاستيراتيجية ، وبتقديري انها بداية محورية لخلق تفاهمات جوهرية مع دولة جارة اقليمية مهمة ترتبط مع جزء حيوي من ابناء الشعب العراقي سواء في ضل الحكم الاسلامي او في غيره بروابط تاريخية وعقائدية لا يمكن لأحد تجاهلها
ان هذه الزيارة دقت آخر مسمار في نعش بعض السياسيين وفتحت الباب على مصراعيه لآخرين للتربع على قيادة المرحلة القادمة وسوف تجني ثمارها على المكون السني قبل غيرهم ومن يعتقد غير ذلك فليضرب رأسه بجدار بيته وان زيارة النجيفي بحق كانت ضربة شاطر !!
مقالات اخرى للكاتب