حين التقيت مع مجموعه من الباحثين العراقيين بالسيناتور الامريكي السابق بول فندلي مؤلف كتاب( من يجروء على الكلام) عام 1986 خلال زيارته لبغداد اتذكر قوله ان السياسه الخارجية تكشف عن جوهر الدوله وشخصيتها وفهمها للنظام العالمي لكني اليوم وحين اقوم بمقاربه بين تلك الرؤيا الحكيمه والسياسة العراقيه الراهنه اصاب باحباط شديد ليس فقط لان سياستنا الخارجية لاتخضع للثوابت والمصالح ولا تجيد استغلال الازمات الخارجية والتناقضات لصالح العراق ولا تحكمها حسابات الربح والخساره وانما هي سياسه بلا بوصله وبدون عقلانيه
فالصديق قد ينقلب عدوا بين ليله وضحاها
والعدو قد يصبح وليا حميما بنفس السرعه
بسبب الحسابات الانية الضيقه وربما الخاطئه والمتسرعه
الى درجه ان بعض الدول الصغيره المجاورة للعراق حققت مكاسب كثيره باستغلال ضعفه وصراعاته الداخليه وباتت قادره على التاثير عليه سلبا واذلال مواطنيه وان كانت تقتات على نفطه وتجارته ...فلماذا اهملنا اوراق الضغط التي نمتلكها ؟؟؟
قاده العراق ليس لديهم ملفات عن علاقاتهم الثنائية مع دول العالم خاصه تلك التي لها تاثير على امنه القومي ولا يعتمدون على مراكز ابحاث ومختصين تتراكم لديهم الخبره والمعرفه بتلك الدول ليكونوا مستشارين لهم في اتخاذ قرارات تتعلق بالسياسة الخارجية مع تلك الدول ومتغيراتها
بين ليله وضحاها اصبح قاده العراق ومن يسمون انفسهم خبراء واساتذه جامعيون تستضيفهم قناه العراقيه يغدقون المديح على المملكه العربية السعوديه ويتحدثون عن اهميتها وكاننا جزر القمر ولسنا اهم مركز في الشرق القديم والحديث واغنى دوله نفطيه واعرق حضاره وتناسوا انهم ومنذ 11 عاما اتهموها بدعم الاصوليه وتعميق الشرخ الطائفي وهو ما ساتناوله تفصيلا في تحليل ملف العلاقات الثنائيه بين بغداد والرياض لاحقا
الخيار الذي وضع امامه العراق اليوم للابقاء على وحدته ومنع تقسيمه واغراقه بالدم هو الابتعاد عن محور طهران دمشق حزب الله
والاتي منذ الاطاحه بالمالكي واختيار بديل عنه وترتيب البيت العراقي وفق رؤيه البيت الابيذ هو ترجمه لهذا الخيار وينطوي تحته وان اختلفت المبررات والشعارات .