برغم الأحداث المؤسفة التي اجتاحت العراق خلال هذا العام من سفك دماء وحروب ضد داعش وماعش ورافش فأن منتزه الزوراء لم يخلو من بهجة طريفة تفوقت على كل هامش ...!
استعدت ادارة منتزه الزوراء لاستقبال آلاف الزوار لمشاهدة نصب (الخروف)..!
نعم .. الخروف .. لا تستغربوا ولادة فنية جديدة داخل المنتزه كجزء من اعمال وانجازات امانة بغداد للحفاظ على الحيوانات العراقية من الانقراض..! ربما كان ذلك بمبادرة من معالي الدكتورة ذكرى علوش ان يكون نصبا جديدا لشخصية هذا العام ببلادنا متجسدة بتمثال (الخروف) ونصبه بمكان بارز بالزوراء باعتباره رمزا وطنياً حراً للأغلبية الاصلاحية الصامتة التي لا ترفس ولا تنطح ولا تكفش..!
بصمة فنية رائعة لشخصية حيوانية هامة احدثت تحولات كبيرة وخطيرة في السياسة الخارجية والاقتصاد الوطني منذ 13 عاماً . لا مثيل لــ(الخروف) أن يتحدى رجال الدولة العراقية الجدد، الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً وتصريحاً وصراخاً ونواحاً طيلة فترة السنتين اللتين مضتا من عمر حكومة حيدر العبادي الاصلاحية..!
أردنا أن نعلن للعالم كله أن نصب (الخروف) أنصف كل وزير ومدير وسفير ونائب برلماني ونائبة ممن صنعوا انجازات كبرى سجلها التاريخ الاصلاحي في العراق..!
حسناً فعلتْ أمينة بغداد معالي الدكتورة ذكرى علوش حين جعلت (الخروف) بحديقة الزوراء يحظى بتسابق المطربين والموسيقيين للغزل بصوفه وجلده ولحمه وعظمه.
الخروف بمنتزه الزوراء يشعر بالتعب، ليلاً ونهاراً، كما يشعر الوزراء والنواب ، لكنه لا يعتدي على السائرين والسائرات بالطرقات كما تفعل حمايات الوزراء والنواب والنائبات. الخروف لا يفجر المفجرات.. مؤدب ،يمشي مطيعا بلا لجام.. لا يتحرش بالسافرات والمحجبات.. لا يظلم بريئاً ولا يسرق مالاً ولا يخون أماناً.. لا يقصر في (تكة) المواطنين و(كباب) الاغنياء و(تشريب) الفقراء وحشو دولمة حكامهم ونوابهم ..
احسنتم : الخروف ملاك بلا جناح قبل الذبح وسيقانه ألذ (باجة) بعد الطرح والذبح والسلخ.. مرحى إلى امانة بغداد حيث ظهر فيها آخر الزمان مَنْ يمجد الخروف بذكاء حاذق ومنبع ساحق وتمثال سامق..
مقالات اخرى للكاتب