الحرب النفسية : لا تختلف بمفهومها العام عن الحرب التقليدية .. والتي تشترك فيها مختلف صنوف الاليات الحربية وجميع صنوف الجيش .. البري والبحري والجوي . فالغاية الاولى والاخيرة من اي حرب , هي دحر العدو , ونيل النصر . والمراد من الحرب النفسية هنا , هو زعزعت ثقة العدو بنفسه , ومحاولة تصوير انتصار وهمي , يتسرب الى عقول الاعداء ويمتلك افكارهم كحالة واقعية .. ينعكس سلبا على معنوياتهم فيحبطها ويؤدي بها الى الانكسار . والحرب النفسية
تهدف إلى تحطيم الإرادة الفردية ، وهدفها أكثر اتساعاً من الدعاية ، فهي تسعى للقضاء على الإرادة وتتجه إلى الخصم أو العدو ). وقد استخدم العلماء الفرنسيون , مصطلح التسميم السياسي في تعريف الحرب النفسية .
ويعرفها البعض على انها : الاستخدام المخطط لإجراءات موجهة إلى الدول المعادية أو المحايدة أو الصديقة ، بهدف التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول بما يحقق للدولة- التي توجهها- أهدافها .
ويمكن أن نعرّف الحرب النفسية أيضاً بأنها : عملية منظمة شاملة يستخدم فيها من الأدوات والوسائل ما يؤثر على عقول ونفوس واتجاهات الخصم بهدف تحطيم الإرادة والإخضاع ، وتغييرها وإبدالها بأخرى بما يؤدي لسلوكيات تتفق مع أهداف ومصالح منظم العملية .
غايتها شل عقل الخصم وتفكيره ونفسيته وتحطيم معنوياته وبث اليأس ، والتشجيع على الاستسلام والقضاء على كل أشكال المقاومة عنده . ( فرداً أو جماعة أو مجتمعاً ) . وقد استخدم[ داعش ] ذالك الاسلوب الخبيث .. ونجح فيه الى حد ما . خاصة في هجومه على الموصل . بعد ان وقف الحظ الى جانبه مؤازرا مع بعض الخونة الذين شاركوا في ذالك السيناريو .. الذي اعد في الاردن . ووزعت فيه الادوار على المتخاذلين والتامرين , واصحاب المصالح الضيقة .. الذين ظنوا ان العراق سيقع , وعليهم ان يقطعوا اوصاله [ ليصيبهم من الطيب نصيب ] لكن الامور انقلبت الان .. بعد ان شاهد الجميع جرائمه اللاانسانية , وايغاله بهتك الاعراض وذبح الاطفال وقتل الشيوخ , وهدم اضرحة الاولياء . وبعد ان جاء صوت الحق ونداء الوطن .. من افواه المرجعية الرشيدة التي قلبت الطاولة على رؤوس اعداء العراق والمتربصين به من الخونة .
ان الحرب النفسية : تحتاج الى رادع يفند ادعاءاتها , والى اعلام مقاتل , يرد الصاع صاعين ويكشف الحقائق امام الشعب العراقي الذي لم تعد تنطلي عليه الحيل والاكاذيب .
ان الجيش العراقي والحشد الشعبي , يسيطران على ميادين القتال , ويبليان بلاء حسنا . وانتصارات القوات العراقية تبث على القنوات , ولا يمكن لاي احد ان يدحض تلك الحقائق التي لا تقبل التاويل . والمعنوايات عالية والحمد لله ! والجنود في تزايد استجابة لدعوة المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف .وبغداد صامدة تحيط بها الجيوش العراقية , والحشود الشعبية [. كما السوار في المعصم ] وعلينا ان نتعض من الدروس الماضية وان لا تؤثر فينا تلك الاقاويل التي يراد منها زعزعت الثقة بالنفس . فداعش محاصر دوليا ولا يستطيع التحرك .. وهو مرصود من الارض والجو , والطائرات المقاتلات , تحوم حوله وتنزل به الموت والدمار كل يوم . والجيش العراقي البطل , يلقنه الدروس ويبطش بمقاتيليه كل يوم . حتى اصبحت جثثهم طعما للوحوش والكواسر . وقد ضاقت بداعش الحيل , وما علينا الا ان ننتظر نهايته المأساوية المتوقعة , هو ومن يدعمه بالمال والسلاح .. غدا [ ان غدا لناظره قريب ]
مقالات اخرى للكاتب