Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كربلاء برؤية جديدة.. الحلقة الاخيرة
الأحد, تشرين الأول 18, 2015
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

 

 

الحوادث التي غيرت وجه المجتمع

 

 

                كان أهل الكوفة يترقبون قدوم الإمام الحسين (ع) والتعاطف الشعبي يزداد يوماً بعد يوم وتوافدوا  على مسلم بن عقيل, تأييدا للثورة , ويسألونه عن المدة التي يجب ان يصل فيها الإمام (ع) إلى الكوفة . وهي على بعُد ألفين كيلوا متر شمال شرق مكة ، ولبعد المسافة وعدم وجود وسائل ارتباط سريعة ، فأن أخبار الكوفة لاتصل إلى الإمام (ع) بسرعة ولا يمكن لمسلم الحصول على أخبار مكة بسرعة كذلك ، ولو ذهب البريد بين مكة والكوفة على الترتيب ذهاباً وإياباً فانه سيصل إلى مكة من الكوفة ( ب 12يوماً) ومثلها إلى الكوفة ، ومعنى ذلك أنه يستغرق نقل الخبر وجوابه مدة تزيد على ( ال24 يوماً ) .

هذه المدة في الحساب العملي مربكة , حيث ظهرت مستجدات على الساحة السياسية والعسكرية بشكل سلبي ,أثرت نوعياً في مواصلة خطة الثورة إلى مرحلة النصر , أولها تغير الأجواء العامة بالكوفة بسبب وصول قوات من الشام , أدت إلى تخاذل الذين في قلوبهم غايات دنيوية , وهم غير الشيعة الثابتين المصممين على الثورة بقيادة الحسين {ع} ..

هذه الحالة تعتبر من المشاكل الكبرى , التي دخل الكتاب من خلالها والقوا التبعات على الشيعة وعلى الدولة البيزنطيه .. هنا الحلقات مفقودة من التاريخ والحوادث التي رافقت الثورة .

أهل مكة وقافلة الحسين {ع} كانوا يجهلون الوضع الجديد في الكوفة , بل يجهلون خبر تولية عبيد الله حاكماً على الكوفة , ووصول الجيش الشامي وتغيير قيادة الكوفة , سببت متاعب لحركة مسلم بن عقيل , وأهل الكوفة يجهلون المستجدات السياسية التي اتخذتها حكومة يزيد إزاء تحرك الإمام (ع)  خاصة الجيوش الجرارة التي زحفت للعراق لقمع الثورة , كان لهذه المستجدات تأثير سلبي  مباشر في مسيرة الثورة ،وتفكك النسيج والدعم الشعبي العام .(    ). وليس تخاذل الشيعة وانضمامهم لسلطة بني أمية كما صورها الإعلام الأموي ..

           مقابل هذا جرت حركة سياسية وعسكرية واستخبارية كبيرة ضد الحسين {ع} وحركته , منذ أن كان في مكة , ثم مغادرته لها , هذه الفترة كانت حبلى بالأدوار العسكرية والاستخبارية والإعلامية , وعلاقة ذلك بالخطر الذي سيخيم على تحرك مسلم وإجهاض مهمته (  ) .

       وحين نقرأ كربلاء برؤية جديدة , فان قراءتنا تبتديْ من هذه الفترة ,  لان واقعة الطف ليست معركة تقليدية , كما ورثناها من كتب الأمويين ,ولم تبتديْ يوم عاشوراء وانتهت فيه ,  فهي بحاجة إلى قراءة جديدة , الموضوع ليس قضية عائلة حملها الحسين {ع} من المدينة إلى مكة , ثم إلى الكوفة , والى كربلاء , فاشتباك ثم استشهاد , إن معركة كربلاء نتيجة صراع مدرستين , الأولى مثلها أبو عبد الله {ع} , والمدرسة الثانية معاوية ويزيد ومن لف لفهما إلى يومنا هذا , لقد سبق معركة الطف معارك كبيرة , ابتدأت من معركة بدر , مرورا  إلى الجمل وصفين ..

 طيلة هذه الفترة جرت حروب ودماء على المستوى العملي والفكري  , واستحدثت أحاديث تزيل الحق من موضعه , على المستوى النظري , فهي ليست ثورة منعزلة عن سياق الدفاع عن الإسلام , لذلك استخدم الأمويون كافة الوسائل المتاحة للقضاء عليها .. لقد اخترق التجسس الأمني كافة المواقع والطبقات المؤيدة للثورة , وتم شراء الضمائر لمن يبيع ضميره مقابل مال أو جاه ..

   أول عمل قام به ابن زياد حين تسلم منصبه , أرسل على رجل اسمه معقل , وهو فارسي من الموالي ليس له علاقة بالشيعة , وأعطاه مبلغا كبيرا جدا , ثلاثة آلاف دينار ذهبا(   ) هذا الرجل حتما يشتغل معه عدد من المساعدين , بهذا الأسلوب,  تقرب بالمال وبالحرب السرية , لعلمه أن ميزان القوة العسكري ليس في صالحه ,(    ). 

      هذه الرواية تدلل , أن هناك خطوط  استخباراتيه لدى السلطة الأموية غير معروفة أساسا في الوسط الشيعي , بدليل إنهم أخذوه إلى المقر الذي ينزل فيه مسلم بن عقيل لإدارة الحركة برمتها . وهذا الرجل ليس ممن يدخل قصور السلطة , ولا يتجول في أسواق المدينة , ولكنه كادر استخباري مدرب , قام بدوره خير قيام , إن أول مهمات العميل هي الحصول على المعلومات , وتتم عمليا بالوصول إلى شخص معين أو قيادي , أو وثائق سرية هامة , وقد تحققت هذه الحالة في السلطة الأموية وقتها , علما الذي يقوم بهذا العمل ,لا بد أن يكون مدربا ولا يثير الشكوك .

       قوة العمل ألاستخباري وتغلغله في الوسط الجماهيري, جعل الثقة والوقوف بحزم من السلطة يضعف كثيرا , خاصة لو علمنا إن الجواسيس تمكنوا من تحديد جميع العناصر القوية الساندة لمسلم بن عقيل {ع} وأولهم هاني بن عروة , إضافة إلى انتشار المعلومات بسبب الدعم والتطوع لنصرة الثورة الحسينية حين دخل مسلم الكوفة وانكشف أمره للجماهير , أصبحت قضية تحديد مكانه أسهل بكثير . ونعلم جميعا إن أجهزة المخابرات تعتمد على الناس العاديين , من خلال الثرثرة والكلام غير المسؤول , في المجالات الاجتماعية , وهذا ناتج من جهل الناس , يضعهم بدون قصد في مواقف تضر بالأمن ,(    ).

           هناك كذبة كبيرة انطلت علينا عبر تاريخ الكوفة والثورة الحسينية , تتعلق بشخصية أموية , هو الوالي النعمان  بن بشير .. من هو النعمان بن بشير؟

لا بد أن نعرف النعمان بن بشير؟ ومتى نصب على الكوفة؟ وهل كان ضعيفاً كما يقول القوم؟ وكما روج عنه الأعلام ..؟  وهل غضب عليه يزيد؟ هذا الرجل أبعده التاريخ عن حلبة الصراع الحسيني , ولفقوا له كذبه تقول :  انه أبعد وأحيل على التقاعد بسبب  ضعفه , أيام حركة مسلم بن عقيل {ع} , فهل كان فعلا ضعيفا أمام الثورة , وأحيل على التقاعد , وطرد من الخدمة , أو انه جزء من عملية سياسية مهمة, وتغيرات وتنقلات كبرى جرت وقت الثورة ..

هو والي الكوفة أيام الثورة الحسينية ,  كان قبله على الكوفة: عبد الله بن خالد المخزومي (   ) , الرجل الدموي المعروف في ولوغه بدماء للشيعة,  لنذهب إلى خالد أولا, خالد بن عبد الله المخزومي الذي عرفت أسرته بالكذب(   ) وحين يتحدث عنه كتاب بني أمية يقولون انه شريف..!

        عن يحيى الحمداني أنه قال: (قيل لسيار: تروي عن خالد! قال: إنه كان أشرف من أن يكذب)(     ). هذا الرجل بلغ من نصبه أنه لما كان أمير العراق كان يلعن أمير المؤمنين{ع} فيقول "اللهم العن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم، صهر رسول الله على ابنته، وأبا الحسن والحسين" ثم يقبل على الناس فيقول: هل كنيت؟ .(    ). فهل يوجد أكثر استخفافا بالإسلام والإنسانية والشرف  من هؤلاء ..؟

          من مواقفه التي تبين نصبه العداء لعلي وأبناءه عليهم السلام .. انه اتخذ  طستاً في مسجد الكوفة ميضأة، وحفر لها قناة من الفرات، واخذ بيد أسقفا للنصارى يمشي  معه  في المسجد، حتى وقف على الطست، ثم قال للأسف: ادع لنا بالبركة، فوالله لدعاؤك أرجى عندي من دعاء علي بن أبي طالب ..أما دوره في كتابة تاريخ الإسلام , فمعروف وله صولات في تزوير التاريخ كله ..! قال أبو جعفر الأصفهاني: (قال: المدائني في خبره: وأخبرني ابن شهاب بن عبد الله، قال: قال لي خالد بن عبد الله القسري: اكتب لي النسب... واكتب لي السيرة، فقلت له: فإنه يمر بي الشيء من سير علي بن أبي طالب{ع} ، فأذكره؟ فقال: لا، إلا أن تراه في قعر جهنم (    ).

ودخل عليه فراس بن جعدة بن هبيرة وبين يديه نبق، فقال له: العن علي بن أبي طالب، ولك بكل نبقة دينار، ففعل فأعطاه بكل نبقة ديناراً . وكان له عامل يقال له خالد بن أمي، وكان يقول: لخالد ابن أمي أفضل أمانة من علي بن أبي طالب.. ورأى يوماً عكرمة مولى ابن عباس، وعلى رأسه عمامة سوداء، فقال: إنه بلغني أن هذا العبد كان يشبه عليا{ع} ,وأني لأرجو أن يسود الله وجهه، كما سود وجه ذاك , ويعني عليا {ع}(    ) هذا ممن كتب التاريخ , فكيف تراه سيكتب..؟

كان يقول: والله لأمير المؤمنين أكرم على الله من أنبيائه,  وقال: أيما أكرم عندكم على الرجل رسوله في حاجته، أو خليفته في أهله!. يعرض بأن هشاماً خير من النبي , وأمر خالد ببناء بيعة لأمه، فكلم في ذلك فقال: نعم يبنونها. فلعنهم الله إن كان دينها شراً من دينكم. واتخذ كنيسة لأمه في قصر الإمارة، وكانت امتنعت من القدوم عليه. فلم يزل بها حتى قدمت الكوفة، وأمر المؤذنين أن لا يؤذنوا حتى يضرب النصارى بنواقيسهم ..(    ).  فهل يمكن  أن نركن إلى ما يكتبه هؤلاء .!!!.

*** بعد هذه الجولة أعود إلى تاريخ النعمان بن بشير ,, قال الذهبي: وكان النعمان بن بشير منقطعاً إلى معاوية.{ لاحظ النص } المنقطع الذي لا يرى أحداَ أحق منه ..!!  وإنّه لمّا عُزل عن الكوفة , رجع إلى الشام كمستشار للخليفة , ولي قضاء دمشق، ثمّ ولي إمرة حمص مدّةً (   )...

والدليل على عدم أحالته خارج الخدمة , أن استعمله يزيد بعد ثورة الحسين {ع} للتفاوض مع ابن الزبير ..!! فكان النعمانُ أحدَ رسلِ يزيدَ إلى ابن الزبير لان الرجل كأبيه من رجالات حركة النفاق في المجتمع الإسلامي ,قال ابن الأثير :  قال بشير بن سعد , وكلامه أول  من شق أجماع الأنصار وبايع أبا بكر باعتبار انه من الأنصار , قال :لو كان هذا الكلام سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لابى بكر ما اختلف عليك اثنان(   ). ولكن الإعلام لم يسلط عليه الضوء في جانب النفاق ..(    ).

ومن هنا نفهم  إنّ تنصيبه على الكوفة من قبل معاوية قبيل وفاته  فيه  سر سياسي ً لم يكشفه التاريخ , بدليل  إنّ يزيد أقرّه عليها , وكان واليه الأمين, كما  إنّ يزيد لم يغضب عليه لتهاونه ـ بحسب الظاهر ـ أمام تحرّكات مسلم بن عقيل وأصحابه، بل ولاّه الولايات ، وكان من المقرّبين عنده حتّى اليوم الأخير , وإنّ دوره ومنزلته ومسؤوليّته كانت بحيث إنّه لم يُعْنَ باعتراضات عيون بني أُميّة وشيعة يزيد في الكوفة... لكنّهم كانوا لا يعلمون بالخطّة.... 

قبالة هذا الموقف الأموي كان مسلم بن عقيل {ع}  والثوار يتحركون في الساحة الكوفية الملغومة بالجواسيس والحزب الأموي ,وكان معه عدد من المساعدين , ولكن الجواسيس تمكنوا من اعتقال هاني بن عروة المرادي ,وعُذب  في الاعتقال وضُرب على وجهه وشق حاجبه(   ).  

أهل الكوفة كانوا يجهلون ما قام به عمرو بن سعيد الأشدق حاكم الحجاز  الذي انظم إلى القوات الاستخبارية , وتحرك  في تنظيم عملية اغتيال للإمام {ع}  , وبأمر من يزيد بتدبير الخطة لاغتيال الإمام (ع) أو اعتقاله ، لذا فقد أضطر للخروج من مكة في نفس اليوم الذي فيه شرع الناس لتأدية مناسك الحج (   ) أهل مكة كانوا يجهلون ما قام به مسلم بن عقيل {ع} بعد اعتقال هاني بن عروة ومحاصرته لقصر الأمارة ... هنا حلقة مفقودة من التاريخ , الروايات تبين إن مسلم بن عقيل {ع} قتل بعد يومين (    ) بعد محاصرة  قصر الإمارة (    ) .  

***** مناقشة قضية مسلم بن عقيل :....  لم يظلم التاريخ أحدا كما ظلم مسلم بن عقيل{ع}  , مرة حين يقولون انه كتب للحسين {ع} من الطريق ، إني توجهت مع دليلين من أهل المدينة، فضلا عن الطريق، و اشتد عليها العطش حتى ماتا، و صرنا الي الماء، فلم ننج الا بحشاشة أنفسنا، و قد تطيرت من وجهي هذا، فان رأيت أن تعفيني منه، و تبعث غيري، فافعل. فكتب أليه الحسين: أما بعد، فقد خشيت أن يكون الذي حملك علي الكتاب الي بالاستعفاء من وجهك الجبن، فامض لما أمرتك به. فمضي لوجهه. (    ).. لم يذكر لنا البلاذري من حمل الكتاب للحسين ,{ع} ..؟ اذا كان الدليلان ماتا , وهو معهم عاش , ولكنه ضل الطريق .. صورة لا تصدق من عاقل , الا إذا أردنا أن نعطي صورة مشوهة عن مسلم بن عقيل{ع}ثم تأتي رواية بنص آخر يختلف تماما عن الأول .

تقول الرواية : فخرج مسلم على طريق المدينة ليلم بأهله، (أي رجع من مكة لأهله , باعتبار انه كان مع الحسين {ع} في مكة)  .. ثم استأجر دليلين من قيس، و سار فضلا ذات ليلة، فأصبحا و قد تاها، و اشتد عليهما العطش و الحر، فانقطعا، فلم يستطيعا المشي، فقالا لمسلم: عليك بهذا السمت أي الطرق .. فهل يعني أنهما ضلا الطريق ..؟  فألزمه لعلك تنجو. فتركهما مسلم، و مضي بذلك السمت، و لم يلبث الدليلان أن ماتا..! ونجا مسلم و من معه من خدمه بحشاشة الأنفس حتى أفضوا الي الطريق،ووردوا الماء، فأقام مسلم بذلك الماء، و كتب الي الحسين مع رسول استأجره من أهل ذلك الماء، يخبره خبره و خبر الدليلين، و ما لاقى من الجهد، و يعلمه أنه قد تطير من الوجه الذي توجه له، و يسأله أن يعفيه، و يوجه غيره ، و يخبره أنه مقيم بمنزله ذلك من بطن الحربث.

فسار الرسول حتي وافي مكة، و أوصل الكتاب الي الحسين، فقرأه و كتب في جوابه: أما بعد، فقد ظننت أن الجبن قد قصر بك عما وجهتك به، فامض لما أمرتك فاني غير معفيك و السلام. فسار مسلم.  (    ).. . (( هنا يبدو ان مسلم معه , تقول الرواية : ونجا مسلم و من معه من خدمه بحشاشة الأنفس حتى أفضوا الي الطريق،ووردوا الماء، لم يذكر لنا الكاتب من كان معه ..؟ , ثم كيف تاه الدليلان وأشارا إلى مسلم أن يسلك سمتا معينا , أي طريقا معينا .. أليس هما تائهان بدليل إنهما ماتا من العطش بسبب التيه ..؟!!.

 

   وقد تم تأليف قصة مقتله كأنه وحيد في الكوفة أحاط به شيعته يحاربونه وينتقمون منه , بعد أن بايعوه ( هكذا ألصقت التهم بشيعة أهل البيت {ع} خاصة في قصة مسلم بن عقيل , انظر جيدا إلى تزوير الحقائق هنا " واشتد القتال , فاختلف مسلم وبكير بن حمران الاحمري , فارسي الأصل, بضربتين , ضرب بكير فم مسلم , فقطع شفته العليا وأسرع السيف للسفلى , وضربه مسلم على رأسه ضربة منكرة وأخرى على  حبل العاتق , حتى كادت ان تطلع إلى جوفه فمات .(   ).

تقول رواية انه صعد به رجل شامي , ضرب رأسه بالسيف ثم رماه من أعلى القصر . هنا اعتراف بوجود شاميين مهمتهم الذبح وقطع الرؤوس... وفي رواية إن الذي ضرب رأسه ورماه من القصر هو بكير بن حمران .. كيف مات وبعد موته ضرب رأس مسلم ورماه من القصر..؟.(   )

 *****   يذكر السيد عبد الرزاق المقرم في كتاب المعروف " مقتل الحسين " (    ) ان مسلم بن عقيل  خاف ان يؤخذ غيلة فتعجل الخروج , وقد ملآ بهم الدور حوله " أي ان المبايعين متهيئين للقتال والمباشرة باندلاع الثورة , وأمر عبد الله بن حازم أن ينادي في أصحابه...!  , أي أصحاب عبد الله بن حازم وعددهم أربعة آلاف , هؤلاء شيعة الحسين (ع) مع مسلم بن عقيل (ع)  .. فاجتمع أليه أربعة آلاف ينادون بشعار المسلمين بيوم بدر ( يا منصور أمت ) ......

       هنا الحلقة الضائعة , هؤلاء كلهم شاركوا في نصرة ابي عبد الله {ع} واستشهدوا دفاعا عن إمامهم وثبتوا على عقيدتهم , .. واليك الدليل ان شيعة الكوفة قدموا الاف الشهداء والضحايا بين يدي ابي عبد الله {ع} ... تقول الرواية .. 

ثم عقد راية لعبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندي على ربع كنده وربيعه – لاحظ  الرواية بدقة وتصور عدد المشاركين  - وقال سر أمامي على الخيل .. وعقد راية لمسلم بن عوسجة الاسدي , على ربع مذحج وأسد .. وقال : انزل في الرجال ...! وعقد راية لأبي ثمامة الصائدي على ربع تميم وهمدان .. وعقد راية للعباس بن جعده الجدلي على ربع المدينة .(   ). إلى هنا . 

      هل يعقل إن هذه الرايات كلها عقدت لاحتلال  قصر الإمارة ..؟ , ولو صدقنا الكذبة بتفرق الجيش عنه , فهل يعقل انه يذهب ويصلي في مسجد الكوفة الملاصق لقصر الإمارة ..؟ هل هذه قلة معرفة او سذاجة من الكاتب ...؟   ثم الرواية تقول  انه قدمهم أمامه ,ولكن لم يذكر الكاتب أين تقدمهم والى أي جهة ..؟  في وقت نرى بعضهم قاتل بين يدي الحسين {ع} يوم عاشوراء , اليس يعني قوله لعبيد بن عمر الكندي سر أمامي , أي إلى كربلاء للالتحاق بالقائد الذي وصلت أخباره  انه دخل العراق ,وفعلا وصل عدد منهم  لان المعركة ابتدأت حين دخل الحسين {ع} ارض العراق يوم الثاني من محرم , ودارت معارك كبرى على طول العراق وعرضه , شيعة أهل البيت {ع} من جانب واهل الشام والخوارج والحزب الأموي من جانب آخر ...

ولعل سائل يسال .. اين قبور الشهداء , ولماذا لم نرى سوى المقتولين مع الحسين {ع} يوم عاشوراء ودفنوا تحت القبة الشريفة ..؟ 

     الجواب سيأتي في  القسم القادم , ولكن مسالة أخفاء القبور مسالة هينة جدا , ونحن عشنا زمن الطاغية ورأينا كيف تم تجريف القبور في وادي السلام بالنجف الاشرف وضاعت الآن تماما , كما إن آلاف القبور أخفيت من قبل السلطة الأموية في البصرة بعد معركة الجمل ولا يوجد اثر واحد لقبر شهيد من أصحاب علي بن أبي طالب{ع} ..

غير إن الذين بقوا أحياء مع الحسين {ع} لغاية يوم العاشر , هم فقط الشهداء الذين دفنهم الإمام زين العابدين {ع} وهم المشار أليهم في خطبته الشريفة  " لما أصبح الحسين يوم عاشورا وصلى بأصحابه صلاة الصبح , قام خطيبا فيهم  حمد الله وأثنى عليه وذكر النبي محمدا {ص} وصلى عليه , ثم قال : إن الله تعالى قد أذن في قتلكم وقتلي في هذا اليوم , فعليكم بالصبر والقتال (    ).. وأعاد ترتيبهم وصفهم للحرب .   

 

 

 

 

متى بدأ القتال

 

 أول اشتباك مسلح حدث في كربلاء كان في اليوم الذي وصل فيه الحسين {ع} إلى كربلاء , وهو اليوم الثاني من محرم , حين دخل العراق ...

فقد طلب حبيب بن مظاهر من الحسين {ع} أن يجمع أنصار من بني أسد ولما علم  بهم عمر بن سعد , قرر ان يتخذ موقفا عسكريا ليفرقهم : قال محمد بن أبي طالب : وأقبل حبيب بن مظاهر إلى الحسين عليه السلام فقال : يا ابن رسول الله ، ههنا حي من بني أسد بالقرب منا ، أتأذن لي في المصير إليهم فأدعوهم إلى نصرتك ، فعسى الله أن يدفع بهم عنك .قال : قد أذنت لك . فخرج حبيب : إليهم في جوف الليل متنكرا ، حتى أتى إليهم فعرفوه أنه من بني أسد . فقالوا : ما حاجتك ؟ فقال : إني قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم ، أتيتكم أدعوكم إلى نصر ابن بنت نبيكم ، فإنه في عصابة من المؤمنين ، الرجل منهم خير من ألف رجل ، لن يخذلوه ولن يسلموه أبدا . هذا عمر بن سعد : قد أحاط به .وأنتم قومي وعشيرتي : وقد أتيتكم بهذه النصيحة ، فأطيعوني اليوم في نصرته ، تنالوا بها شرف الدنيا والآخرة .فإني اقسم بالله : لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابرا محتسبا ، إلا كان رفيقا لمحمد صلى الله عليه وآله في عليين .

قال : فوثب إليه رجل من بني أسد ، يقال له : عبد الله بن بشر ، فقال : أنا أول من يجيب : إلى هذه الدعوة ، ثم جعل يرتجز ويقول : قد علم القوم إذا تواكلوا     وأحجم الفرسان إذ تناضلوا

أني شـجاع بطـل  مقاتل      كأننـي لـيـث  عرين  باسل  .... م تبادر رجال الحي : حتى التأم منهم تسعون رجلا ، فأقبلوا يريدون الحسين عليه السلام [124].فبينما أولئك القوم: قد أقبلوا يريدون عسكر الحسين عليه السلام في جوف الليل. ذا استقبلهم : خيل ابن سعد على شاطئ الفرات ، وبينهم وبين عسكر الحسين اليسير ، فناوش القوم بعضهم بعضا ، واقتتلوا قتالا شديدا . صاح حبيب ابن مظاهر : بالأزرق ، ويلك مالك ومالنا ، انصرف عنا ، ودعنا يشقى بنا غيرك . فأبى الأزرق : أن يرجع ، وعلمت بنو أسد أنه لا طاقة لهم بالقوم ، فانهزموا راجعين إلى حيهم .ثم إنهم : ارتحلوا في جوف الليل ، خوفا من ابن سعد أن يبيتهم .ورجع حبيب بن مظاهر : إلى الحسين عليه السلام فخبره بذلك .قال عليه السلام : لا حول ولا قوة إلا بالله (    ).. 

 

 

 

    

 

جهاد الإمام السجاد

 

 نقرأ في سيرة الإمام السجّاد{ع} صفحات من النضال والمواقف البطولية , بحيث لا يمكن تجاوزها ، والغضّ عنها بسهولة .  فحضوره في كربلاء لا بد أن يكون له دورا محوريا . ومواقفه في خطبه في الأسر التي هزت عروش بني أمية ,  وتخطيطه عند الوصول إلى المدينة. ثلاث محطّات للتأمّل في سيرة الإمام السجّاد {ع} ، في الفقرة الأولى يجب التوقف  طويلا ..لا بد من أعادة القراءة ، تستدعي التوقّف عندها لأخذ الشواهد العينيّة لمعرفة أبعاد نضاله . 

     وإنّي أعدّ هذه البداية  لإلقاء الضوء على جهاد الإمام {ع} وهي مسؤولية مهمّة جدا للبحث ، إذ أنّها تبين الاتجاه السياسي والعسكري الذي قام به الإمام علي بن الحسين {ع} السجاد , ولننظر إلى الاتجاه السياسي  والسهام التي أطلقها الإمام السجاد {ع}  ليصيب به هدفه الأوّل والأخير ، والذي أمتدّ سيره طول حياته الشريفة. 

     ولو تأمّلنا ما في هذه المحطّات من أعمال الإمام ، بظروفها وحوادثها ، نرى أنها لم تقصر ـ في الإطار السياسي  فقط , وان موقفه من قعقعة السيوف وصليلها ، ولا عن عدو الخيول وضبحها وصهيلها ، ولا عن وغى العساكر ولجبها ! 

   الحديث عن الإمام زين العابدين{ع} , على مستوى الجهاد والقتال , أمر جديد في التراث الشيعي المعاصر ,فالمعروف عنه  انه  يسمى العليل , لم يستطع النهوض في معركة كربلاء , وهناك عشرات الروايات تبين انه لم يشارك ولم يضرب بسيف ولا رمح (    )...

بقيت صورة هذا الإمام العظيم غامضة , وتقبل الجمهور الحسيني تلك الكذبة المتعمده  بحق هذا الإمام المعصوم ..وأعمى التزوير كلّ الأبصار والعقول  ،حتى صار الحديث عن جهاد الإمام زين العابدين أمراً مرفوضا في الوسط الشيعي ,  فلنقف في كلّ نقطة مع أهم ما حفظ لنا  التاريخ  , نتفا من  المصادر التي تنطق بالحق وتنصف موقفه البطولي ، ولنقرأ تلك الصفحات ..

 

في كربلاء

 

    لا يختلف اثنان إن الإمام زين العابدين {ع} حضر في معركة كربلاء ، إلى جنب والده الإمام الحسين عليه السلام ، وهذا ما تذكره كلّ المصادر بلا استثناء. يرد  اسمه في مصادر واقعة كربلاء  اسم « علي بن الحسين » في بعض مقاطع رحلة الإمام الحسين{ع}  في طريقه إلى كربلاء ، وفي بعض الحديث بينه وبين ولده « عليّ ».ولم يحدّد المقصود من « علي » هذا ، هل هو السجّاد عليه السلام أو أخوه « علي » الشهيد الأكبر {ع} ..؟ 

 أما الدلالات النضالية في هذا الحضور من وجوه : 

     أولاً : إن هناك نصوصا تاريخية تدل على أن الإمام السجاد عليه السلام قاتل يوم عاشوراء وناضل إلى أن جرح ، وهي : 

     النص الأول : ما جاء في أقدم نصّ مأثور عن أهل البيت عليهم السلام في ذكر أسماء من حضر مع الحسين عليه السلام ، وذلك في كتاب « تسمية من قتل  مع الحسين عليه السلام من أهل بيته وإخوته وشيعته » الذي جمعه المحدّث الزيدي الفضيل بن الزبير ، الأسدي ، الرسّان ، الكوفي ، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام (    ).. وهناك مصادر تبين إن الإمام السجاد شارك في القتال في كربلاء ...(   )..

 فقد ذكر ما نصّه : انتبه للنص : « وكان علي بن الحسين عليلا ، وارتُثّ ، يومئذ ، {وقد حضر بعض القتال}  ، فدفع الله عنه ، وأخِذَ مع النساء » (   ). كلمة بعض القتال , والنص الذي سبقه واضح , انه شارك في القتال ..

     ومع وضوح النصّ في قتال الإمام السجاد{ع}  في كربلاء فإن كلمة « ارْتُثّ » تدل على ذلك ، لأنها تقال الا  لمن حمل من المعركة ، بعد أن قاتل ، وأثخن بالجراح ، فأُخرج من أرض القتال وبه رمق ، كما صرّح به اللغويون (   ). وهذه الكلمة لم تطلق على احد سوى على الامام زين العبدين عليه السلام , إضافة لخبر مشاركته , فيكون ارتثاثه  انه أصيب وارتث في المعركة  وحمل , وليس مريضا عليلا .

     النصّ الثاني : ما جاء في مناقب ابن شهر آشوب ـ بعد ذكره مشهد علي بن الحسين المعروف بالأكبر وأن الإمام الحسين عليه السلام أتى به إلى باب الفسطاط ، أورد هذه العبارة « فصارت اُمّة شهربانويه ولهى تنظر إليه ولا تتكلّم » (   ).. من المعلوم أن اُم علي الشهيد هي ليلى العامرية أو برّة بنت عروة الثقفي ـ كما يراه ابن شهر آشوب ـ والمعروف أنّ « شهر بانويه » هي أمّ علي بن الحسين عليه السلام ، فلابّد أن يكون قد سقط من عبارة مناقب شهر آشوب ذكر مبارزة علي بن الحسين السجاد عليه السلام ، وبهذا يكون شاهدا على ما نحن بصدده.   ومن المحتمل أن تكون العبارة تعني علي الاكبر ولكنها سقطت سهوا في موضع  مقتل علي الأصغر الذي ذكره ابن شهر آشوب بعد هذا النصّ المنقول ، لأن ابن شهرآشوب ذكر أن أُم علي السجاد هي أُم علي الأصغر شهر بانويه رضي الله عنها (    ). 

     النصّ الثالث: 

الإمام السجاد عليه السلام كان يوم كربلاء ، مريضا ، أو موعوكا (1). إلا إن هذا النص لم يحدّد نوعية المرض ولا سببه.. ، لكنّ ابن شهر آشوب روى عن أحمد بن حنبل قوله : كان سبب مرض زين العابدين عليه السلام أنّه كان البس درعا ، ففضُل عنه ، فأخذ الفُضلة بيده ومزّقها (    ).   هذا يشير إلى أن الإمام  شارك في القتال  رغم الإصابة أو المرض ,وكان على أُهبة الاستعداد للحرب أو على أعتابها ، لأنه  لا يلبس الدرع إلاّ من يشارك في الطعن والضرب عادة. ... لهذا منعه الحسين حين بقي وحيدا يوم عاشوراء ..وهذا لا ينافي قول ابن شهر آشوب : « ولم يقتل زين العابدين لأن أباه لم يأذن له في الحرب ، بل كان مريضا » (    ).. 

     توجد روايات وأدلة تقول : أنّ الإمام زين العابدين {ع}  أصيب بالمرض بعد اشتراكه أول مرة في القتال, وبعد أن" ارتثّ " وجرح ، فلعلّ عدم الإذن له في أن يقاتل,  كان في المرة الثانية وهو في حال المرض والجراحة. ولو فرض كونه مريضا منذ البداية فالأدلة التي سردْناها تدلّ بوضوح على مشاركته في بداية القتال.  فمؤشرات الجهاد في سيرة الإمام السجّاد عليه السلام هي : 

     أولا : حمله السلاح ـ وهو مريضٌ ـ ودخوله المعركة ، إلى أن جرح ، يحتوي على مدلول بطوليّ كبير ، أكبر من مجرّد حمل السلاح ! 

     فلو كان حمل السلاح واجبا على الأصحاء ، فهو في الإسلام موضوع عن المرضى بنصّ القرآن ، لكن ليس حراما عليهم ذلك ، إذا وجدوا همّة تمكّنهم من أداء دور فيه. 

     ثانيا : إن وجود علي بن الحسين {ع} ، مع أبيه سلام ، في أرض كربلاء ، حيث ساحة النضال المستميت ، وميدان التضحية والفداء ، وحيث كان الإمام  يسمح لكلّ من حوله , وأولهم  أولاده وأخوته وأهل بيته  بالانصراف  عنه ، ويجعلهم في حلّ ،  هو دليل على قصد الإمام للمشاركة في اشرف جهاد , وهو ما قام به  بنفسه .في ذلك الظرف ، لا دور  للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بالمعنى الفقهي ، لان الأخطار المحدقة كانت ملموسة ، ومتيقّنة ومتفاقمة للغاية ، تفوق حدّ التحمّل يقابلها العطاء مفتوح بلا تحديد لغالي ولا ثمين ... 

     وقد أدرك ذلك كلّ من اطّلع على أحداث ثورة كربلاء ، قبل اتّجاه الإمام الحسين إلى العراق ، وكثير ممّن احتفظ لنا التاريخ بتصريحاتهم ، فكيف بمن رافق الإمام في مسيره الطويل من المدينة إلى مكّة والى كربلاء ،خاصة أولاده وأهل بيته ؟ الذين لا تخفى عليهم جزئيّات الحركة وأبعادها وأصداؤها وما قارنها من زعزعة الجيش الكوفّي للإمام ، وسمعوا الإمام يصرّح بالنتائج والأخطار التي تنتظرهم !في تلك البقعة المباركة ..

لقد عرف من بقي مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ، بأن ما يقوم به الإمام ليس إلاّ فداءا وتضحية ، لحاجة الإسلام إلى إثارة ، والثورة إلى فتيل ووقود ، واليقظة إلى جرس ورنين ، والنهضة إلى عماد وسناد ، والقيام إلى قائد ورائد ، والحياة الحرّة الكريمة إلى روح ودم ,   والإمام الحسين{ع} تهيّأ ليبذل مهجته في سبيل كلّ هذه الثورة التصحيحية ..

 فكان حضور الإمام السجاد {ع}  إلى كربلاء  مع أبيه دليلا كافيا على روح النضال مع بطولة فذّة ، تمتّع بها أولئك الشجعان الذين لم ينصرفوا عن الحسين رغم الخطر الذي يحيط بهم ..ثم هو ـ كما تقول تلك الرواية ـ قد شهر السلاح ، وقاتل بالسيف ، حتى أثخن بالجراح ، واُخرج من المعركة وقد ارتثّ. وإذا كانت هذه الرواية ـ بالذات ـ زيدية ، فمعنى ذلك قيام الحجّة على من ينسب الإمام زين العابدين عليه السلام إلى اعتزال القيام والسيف والنضال. 

     ثالثا : مضافا إلى أنّ حامل هذه الروح ، قبل كربلاء ، لا يمكن أن يركن الى الهدوء بعد ما شاهد من تضحيات أبيه وإخوته وأهله وشيعته ، وما جرى عليهم من مصائب وآلام ، وما أريق من تلك الدماء الطاهرة. ثم يسكت ، ولا يتصدى ويشارك بالثورة , وأبوه ثار الله ،وابن ثاره , فهل يعقل ان الإمام السجاد لا يشارك ...؟ ويفوت الفرصة العظيمة التي أصبح في وسطها ..

 وختاما كيف لا تؤثّر هذه المأساة في ابن الحسين{ع}  ، وصاحب ثأره ، والوحيد الباقي من ذريته ، والوريث لزعامته بين الشيعة ...

ولعل الله  تعالى كتب الحياة للإمام السجاد {ع} دون أهله لان وجوده استمرارا عينيّا لها ، وناطقا رسميّا عنها. هو أفضل مستودع جامع للعلوم الإلهية بكلّ فروع : العقيدة ، والشريعة ، والأخلاق ، والعرفان ، بل المثال الكامل للإسلام في تصرفاته وسيرته وسنته ، والناطق عن القرآن المفسّر الحيّ لآياته ، إن وجوده ـ حيّا ـ كان أنفع للإسلام وأنجع للمسلمين في ذلك الفراغ الهائل ، والجفاف القاتل ، في المجتمع الإسلامي. فكان وجوده أقضّ لمضاجع أعداء الإسلام من ألف سيف وسيف ، لأن الإسلام إنّما يحافظ عليه ببقاء أفكاره وقيمه ، والأعداء إنّما يستهدفون تلك الأفكار والقيم في محاولاتهم ضدّه ، وإذا كان شخص مثل الإمام موجودا في الساحة ، فإنه ـ لا ريب ـ أعظم سدّ أمام محاولات الأعداء. لذلك الأعداء يبادون بضرب أهدافهم ، ورفع الأغطية عن نيّاتهم الشرّيرة تجاه هذا الدين وأهله .. من هنا نفهم سبب تناخيهم بقتله حين وصلوا المخيم ووجدوه مطروحا على الأرض , أرادوا قتله , ولكن إرادة السماء تدخلت لسر مكنون عند الله تعالى ..

 

    ملاحظة   مهمة جدا ...

   كل من كتب أو قرأ التاريخ خرج بنتيجة إن التاريخ الإسلامي مزيف ومحرف , لست أنا الذي أقول ذلك , بل جهابذة العلماء والكتاب من الفريقين (    ) وان الطابورالاعلامي الحكومي الأموي والعباسي  الذي كتب التاريخ نجح في إخفاء رزايا كثيرة , وحرف أحكام شرعية , واستبد بطريقة كتابة القصص والأحكام والسيرة , أدت تلك الفوضى التاريخية إلى نتائج نلمسها الآن في المجتمع الإسلامي , وهذا لم يأتي من فراغ , وليس من كتب الناس العاديين (    ) .

    أما كتابة تاريخ كربلاء , ليس بعيدا عن فوضى وتزوير كتابة التاريخ برمته , وقد جمعنا في كتابنا هذا نزرا قليلا من  الكذب والتزوير والقصص الموضوعة , والاتهامات التي روج لها الحكام الأمويون والعباسيون ضد أهل البيت {ع} وشيعتهم  , وضحنا الغايات التي أرادها السياسيون حين  مرروا مشروع كتابة التاريخ  الإسلامي عامة وتاريخ كربلاء خاصة ,. فتلقف الناس هذا التاريخ المسخ المملوء  دسائس وأحقاد دفينة ومؤامرات , منها الكذبة الشائعة عن الطبري وأبو مخنف وغيرهما , إن الشيعة هم الذين قتلوا الحسين {ع} ...

     وهناك طائفة أخرى نالها نصيب من الكذب والتزوير , وألقيت تبعية قتل الحسين في رقابهم . هم النصارى , فيكون الشيعة ومعهم النصارى هم ممن خططوا ونفذوا قتل الحسين , وان معاوية والطاقم الحاكم من بني أمية أبرياء , ولا علاقة لهم بالجريمة الكبرى .. أليك ما كتبه الأمويون عن اشتراك النصارى في قتل الحسين {ع} .رغم مشاركتهم وتأييدهم له ... 

موقف النصارى من واقعة كربلاء       

                                                

                                                                                                                           

    مقتل الأمام حسين بن علي بن أبي طالب{ع}  أثارت  جدلا واسعا في أوساط  المثقفين ، بالأخص حول المسؤولية التاريخية, التي يدعي الطبري وغيره إنها  دبرت  من قبل الدولة البيزنطية ،ونُفذت من قبل الشيعة ,  في وقت نقرأ إن المسيحيين تعاطفوا كثيرا مع حركة الإمام  {ع} ..فما حقيقة موقف المسيحيين من هذه الفاجعة ...؟. 

      هناك من يروج ,بأن للنصارى والدولة البيزنطية اليد الطولى في تدبير مقتل الإمام {ع} ترتقي إلى فكرة المؤامرة التي يعاني منها الفكر العربي والإسلامي بشكل عام ، أو كما  يؤرخ لها بعض الكتاب العرب ، ومنها ما روج البعض بأن المسيحيين كان لهم دور في  مقتل الحسين(ع) , 

هذا الفكر يوحي بان هناك مؤامرات تحاك ضد القومية العربية في الخفاء وان العرب غير قادرين على التصدي لهذه المؤامرات .. لنبدأ أولا بدور سرجون المزعوم في  ولاية الكوفة..

في عهد معاوية المتوفي عام 60 هـ  ،كان سرجون بن منصور من نصارى الشام ، استخدمه معاوية في مصالح الدولة ، وكان أبوه منصور على بيت المال ( أي مسئولا عن المال في الشام في عهد هرقل الروماني قبل الفتح الإسلامي (    ) ، بعد  وفاة معاوية ، أصبح  (سرجون)  في زمن يزيد ، حسب نفس المصدر ( مولى)  ، والمولى من ولى في العربية أي  والاه أي ناصره ويطلق على العبد , يعني  كان عبدا ليزيد أبن معاوية.

     السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ما دخل سرجون بهذا الصراع؟ ، وما حقيقته .؟.  يقال بأن مشورة سرجون ليزيد وإعطائه وصية معاوية , التي كتب فيها بان يتولى ولاية الكوفة عبيد الله بن زياد ، المصدر الذي يتناول الواقعة يصفها بالشكل الآتي : لما وصلت الكتب إلى يزيد ( أي كتب مبايعته كخليفة  ، دعا سرجون مولى معاوية فقال له : ما رأيك أن حسينا قد وجه إلى الكوفة مسلم بن عقيل يبايع له ، وقد بلغني عن النعمان بن بشير يتماهل ..!  فمن ترى أن استعمل على الكوفة ؟ وكان يزيد عاتبا على عبيد الله بن زياد فقال له سرجون أرأيت معاوية لو نشر لك حيا ، أما كنت آخذا برأيه ؟ أجابه يزيد  نعم قال: فأخرج سرجون عهد عبيـد الله بن زياد على الكوفة!! وقال: هذا رأي معاوية، مات وقد أمر بهذا الكـتاب.(    )

      مناقشة المعلومة .. جاء إن سرجون  كان ( مولى) ليزيد وقبله كان لمعاوية , وان والده كان موظفا ماليا في الدولة البيزنطية ، لنحسب أن ما جاء في المصدر يتمتع بالمصداقية ، فهل يعقل أن خليفة كيزيد الذي عرف ببطشه وكونه طاغية  وخليفة عام يأخذ بكلام عبد من عبيده  .

 وهل يعقل ان معاوية يخفي وصية , بحجم الخلافة مقابل ثورة الحسين {ع}  لدى الخِدم ، والعبيد،  وخاصة إذا كان العبد  ذميا، ألم يوجد في دار القضاء شخص آخر ؟، وقد اشتهرت هذه الدار في زمن الخلافة الأموية في الشام ، ألم يكن هناك أمناء سر يحفظون هذه الأشياء المهمة التي تعتبر من المقدسات ؟  خاصة إذا كانت صادرة  بموضوع يتعلق بالأمن العام للدولة ..بالذات معاوية الذي اشتهر تاريخيا بكونه عدوا لدودا لدولة بيزنطا .

نقطة أخرى: إن  أحوال المسيحيين  متردية  إبان الفتوحات الأموية , وما يفعله قواد وأمراء الدولة الإسلامية , بالذات زمن عمر بن خطاب في الأمصار التي كان يفتتحها ،  وكيف أخذ من نصارى نجران عهدا بأن يعيشوا أذلاء في الدولة الإسلامية..  لا يعمرون كنيسة  إذا تهدمت, ولا معبدا ولا ديرا جديدا، ويفتحون بيوتهم وأموالهم أمام الجيوش الإسلامية وغيرها من الشروط المذلة (   ) مقابل بقاءهم في  الدولة الإسلامية . وكيف أحوالهم في زمن حروب المعاوية مع البيزنطة.

 إذا كان حال النصارى واليهود بهذه الحالة المزرية, هل يعقل أن يسمع الخليفة من ذمي وهو  عبد عند العائلة , وكم مثل سرجون  كانوا عبيدا وجواري وجاريات  وغلمان في قصور بني أمية.

 فهل يعقل أن يؤثر عبد على جميع القادة الذين شاركوا في معركة الطف؟ ، خاصة أنهم من أمراء الكوفة ... بعضهم شارك إلى  جانب على بن أبي طالب {ع} .

         إذن لماذا يتهم النصارى ...؟ تبين من المصادر أن الفاجعة كان لها أسباب سياسية ,تهدف إلى إبقاء الخلافة محصورة  في بيت معاوية تنتقل  بالوراثة بين أبنائه, لما كان هذا يتعارض مع أسلوب الدولة الإسلامية، ونتيجة الطمع بالرئاسة والقيادة لتحقيق مصالح شخصية ، وهذا لا زال ساريا لحد يومنا هذا في البلدان , حين يتنكر الحاكم  للمبادئ والوطن ومصالح آنية ، هذه الدناءة لا زالت فاعلة  لحد الآن , فلا بد أن تعلق الإخفاقات برقبة من هو أدنى , وتضيع الحقيقة التي جاهد الحاكم من اجلها ولو على حساب عقيدته ....

نقطة مهمة , كانت الفتوحات الإسلامية على أشدها في العهدين الراشدي والأموي , ومسألة سرجون أبن منصور , واقعة في تلك الفترة المملوءة بالقتل والدماء , المصادر  تتحدث عن الفتح الإسلامي, لعمورية وأرمينية وأذربيجان وصولا إلى بحر قزوين ,  كما فتحت مصر على يد عمرو بن العاص والأقاليم الساحلية الليبية, وصولا إلى حصار قسطنطينية المعقل الرئيسي لدولة البيزنطا بالشرق، فهل يعقل في ضل تلك الحروب والعداوة التي رافقت الفتوحات ، أن يُقَّرب والي الأمويين شخصا له علاقة ببيزنطة.. بالذات في تلك الفترة الصاخبة ..؟ ..

لنعود إلى واقعة الطف المأساوية:

تولى يزيد الخلافة , وجوبه بمعارضة بعض المسلمين , خلافته دامت ثلاث سنوات عبارة عن حروب متواصلة، في عهده حدثت ثورة كربلاء ثم ثورة المدينة انتهت بواقعة الحرة ونهبت المدينة. وتوجه مسلم بن عقبة إلى مكة لقتال ابن الزبير ,وأصيبت الكعبة بالمنجنيق...

    حاول يزيد بطريقة أو بأخرى إضفاء الشرعية على تنصيبه كخليفة فقام بإرسال رسالة إلى والي المدينة المنورة يأمره أخذ البيعة من الحسين {ع} , فرفض أن يبايع "يزيد"

الكوفة كانت أحد معاقل القوة الشيعية ,فبرزت تيارات تؤمن أن الفرصة  حانت لأن يتولى الخلافة الحسين بن علي {ع} بعد تلقيه الرسائل من أهل الكوفة قرر إرسال مسلم بن عقيل{ع} 

نتيجة هذه المبايعة وتزايد شعبية عقيل في الكوفة , كتب عملاء الاموين إلى يزيد ،فإن يكن لك في الكوفة فأبعث إليها رجلا قويا ينفذ أمرك فإن نعمان بن بشير رجل ضعيف ، كتب يزيد إلى ابن زياد واليه في البصرة يطلب منه أن يذهب على الكوفة  ليسيطر على الوضع ،واخذ يتهدد ويتوعد المعارضين والرافضين لحكومة يزيد ..(    ).                                                       

حسب التاريخ الميلادي في 12/10/680،حدثت معركة كربلاء , وقتل يومها الحسين {ع} .

في نفس الوقت تقول مصادر التاريخ , دامت الحروب بين الدولة الإسلامية وبيزنطة طيلة عهد الأمويين, منذ تولي معاوية الخلافة  ، حين بدأ الحملة الأولى, في نفس عام توليه ..وجعل على رأسها ابنه وولى عهده يزيد، ولم يتخلف صحابة رسول الله {ص} عن الجهاد ,أمام أعينهم، قول الرسول {ص} (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش) .. لاحظ النص الذي كتب عن الحملة التي قادها يزيد وهيأها معاوية ..!!

 استمر القتال ومحاصرة القسطنطينية عاصمة بيزنطة  لمدة سبع سنوات674-680م ، انتهى القتال ولم تتمكن  جيوش المسلمين من السيطرة ,رغم شراسة وسعة المعركة التي  اشترك فيها الأسطول الإسلامي ومتطوعين ، فإذا كانت واقعة الطف في عام 680 م ،  فكيف ووسط هذا  الحرب والعداء يجعل الحاكم مستشارا له من قبل الدولة العدوة ..؟ والمصيبة انه عبد ولم نسمع من التاريخ انه كان عالما أو فيلسوفا .. الم تكن تلك القصة نكتة ..؟.. وشر البلية ما يضحك ..؟

اذن ما هو السبب , في رمي النصارى تهمة التخطيط في قتل الحسين {ع} ..؟ 

الجواب واضح . السبب هو موقف النصارى من  ثورة الحسين {ع} اولا . وموقفهم من السبايا بعد فاجعة كربلاء ..هناك روايات حول رأس الحسين{ع} تكلمه وهو مرفوع فوق الرمح, وهو يقرأ سورة الكهف ، هناك رواية عن راهب نصراني ذكرها المجلسي في  بحار الأنوار(    ). 

تقول الرواية  بعد سرد طويل : " ثم أشرف علينا راهب من الدير فرأى نورا ساطعا من فوق الرأس ,فقال الراهب للحراس: من أين جئتم؟, قالوا: من العراق،قال هذا رأس من .؟ قالوا رأس الحسين ..!فقال الراهب: ابن فاطمة بنت نبيكم ؟ قالوا: نعم، قال: تبا لكم، والله لو كان لعيسى بن مريم ولد لحملناه على أحداقنا، ولكن لي إليكم حاجة، قالوا: وما هي؟ قال:عندي عشرة آلاف دراهم، ورثتها من آبائي تأخذونها وتعطوني الرأس يكون عندي إلى وقت الرحيل فإذا رحلتم أعدته أليكم .. فاخبروا أميرهم , فقال خذوا منه الدنانير وأعطوه الرأس إلى وقت الرحيل,

جاءوا إلى الراهب فقالوا: هات المال حتى نعطيك الرأس.. فأعطاهم , وأمر أن يعطى الرأس.

فأخذ الراهب الرأس فغسله وعطره بمسك وكافور كان عنده، ثم وضعه في حجره، ينوح ويبكي الليل كله ,ثم فقال: يا رأس والله لا أملك إلا نفسي، فإذا كان غدا فاشهد لي عند جدك.وفي رواية انه قال اشهد ان لا اله الا الله وان جدك محمدا رسول الله , وصار يخدم أهل البيت ..  (   ).

وراهب آخر يدعى ( قراقولس) الذي رأى رأس الحسين أثناء مسيرة السبايا من كربلاء إلى الشام ، حيث طلب  إيداعه في دير الرأس ببعلبك  ولا زال الأثر حسب محفوظا  ضمن ممتلكات متحف موسكو بروسيا .. والفضل في بقاء وتطور هذا النوع من الفن يعود لهذا الراهب ..

وقصة وهب بن حباب النصراني ..الشهيد المدفون مع أصحاب الحسين {ع} في كربلاء تحت القبة الشريفة .وزوجته النصرانية التي منعته اولا , ثم تبعته الى ميدان القتال وصاحت باعلى صوتها " وهب قاتل دون الطيبين عترة محمد رسول رب العالمين ... ثم امه التي خرجت بعد ان استشهد ولدها فناداها الحسين {ع} جزيتم من اهل بيت نبيكم خيرا الرجعي الى الخيمة ... وهذا دعاء عظيم شرفهم به ابو عبد الله (   ). 

بهذه الدلالات والرموز والذكريات الأليمة،  المترسبة في نفوس الشيعة من آل البيت {ع}  وخاصة في العراق نالوا احترام المسيحيين ، لكونهم أقرب الناس مودة إليهم وأنهم منذ البداية أولوا لهذه الفاجعة في مشاركتهم الفعلية ودماءهم , ثم الاهتمام في بحوثهم ومقالاتهم . لذلك تعمد الكتاب الأمويون  إشراكهم بدم الحسين {ع} مع اخوتهم الشيعة بانهم هما من خططوا ونفذوا .. وان بني امية ويزيد براء من دم الحسين {ع} براءة الذئب من دم يوسف ..

ختاما اضع هذا الجهد بين يديك اخي القاريْ لترى مدى التضليل الذي تمكن ان يمده كتاب السلاطين , ودورهم الخطير في محو وتثبيت وقائع وتغييرها حسب المصالح السياسية ... 

استكمالا للمعنى الذي كتبت من اجله هذا الكتاب , تترتب علينا مسؤولية كبيرة , ان نعرف ما نقول , ليس لنا غاية الا الا التقرب الى الله تعالى , واهل بيت رسوله الكريم {ص} بما فضل الله علينا بالقول والعمل , يقول تعالى L يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )(سورة النور اية-24)

وما من كاتب الا ويفنى ...... ويبقي الدهر ما كتبت يداه 

فلا تكتب بخطك غير شيْ ..... يسرك في القيامة ان تراه 

اللهم اغفر لنا , وارحمنا , واجعل ما تخطه أيدينا لنا لا علينا , اللهم سخر أقلامنا بما يرضيك  , اللهم اجعله سلاحا نواجه به أعدائنا , اللهم اجعل حب الحسين  في قلوبنا نورا , واحلل في ألسنتنا كلمة الصدق والعدل, وفي أبصارنا نورا  وفي اسماعنا حب كلمة الحق والايمان , يا رب العالمين ...

    اللهم حبب لنا الحسين {ع) وشرفنا بخدمته وتقبل منا كل عمل له ولاجله , ولا تفارق بيننا وبين الحسين {ع} طرفة عين ... سيدي ابا عبد الله هذه بضاعتي اليك فاقبلها وأنت ابن الاجودين ..

 

الشيخ عبد الحافظ البغدادي 

البصرة 28 ذو الحجة 1435 هـ

الموافق 23 -10-2014 

 

 كل من كتب , أو قرأ التاريخ خرج بنتيجة إن التاريخ الإسلامي مزيف ومحرف , لست أنا الذي أقول ذلك , بل جهابذة العلماء والكتاب من الفريقين , وان الطابورالاعلامي الحكومي الأموي والعباسي  الذي كتب التاريخ نجح في إخفاء رزايا كثيرة , وحرف أحكام شرعية , واستبد بطريقة كتابة القصص والأحكام والسيرة , أدت تلك الفوضى التاريخية إلى نتائج نلمسها الآن في المجتمع الإسلامي , وهذا لم يأتي من فراغ , وليس من كتب الناس العاديين  .

    أما كتابة تاريخ كربلاء , ليس بعيدا عن فوضى وتزوير كتابة التاريخ برمته , وقد جمعنا في كتابنا هذا نزرا من  الكذب والتزوير والقصص الموضوعة , والاتهامات التي روج لها الحكام الأمويون والعباسيون ضد أهل البيت {ع} وشيعتهم  , وضحنا الغايات التي أرادها السياسيون حين  مرروا مشروع كتابة التاريخ  الإسلامي عامة وتاريخ كربلاء خاصة ,. فتلقف الناس هذا التاريخ المسخ المملوء  دسائس وأحقاد دفينة ومؤامرات , منها الكذبة الشائعة عن الطبري وأبو مخنف وغيرهما , إن الشيعة هم الذين قتلوا الحسين {ع} ...

     وهناك طائفة أخرى نالها نصيب من الكذب والتزوير , وألقيت تبعية قتل الحسين{ع}  في رقابهم . هم النصارى , فيكون الشيعة ومعهم النصارى هم ممن خططوا ونفذوا قتل الحسين{ع} , وان معاوية والزمرة الحاكمة من بني أمية أبرياء , لا علاقة لهم بالجريمة الكبرى .. أليك ما كتبه الأمويون عن اشتراك النصارى في قتل الحسين {ع} .رغم مشاركتهم وتأييدهم له .بحوث عديدة بتاريخ الاسلام وتاريخ الثورة الحسينية ستجده في هذا الكتاب ..



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45171
Total : 101