قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لاتقوم الساعة حتى يكثر الهرج . قالوا وما الهرج ؟ يارسول الله قال ( القتل ، القتل ) . بحيث لايعلم القاتل لما قتل والمقتول فيما قتل ، وهذا بسبب تبدل المفاهيم عندنا ، أي يحكم الناس من لادين له ولاعلم له ، ويفتي بالدين الجاهل (ومااكثرهم هذا اليوم ) وخراب القلوب ، وإسناد الأمر إلى غير أهله أي تولي الأشرار الأمر وعدم الحكم بكتاب الله ، وغيرها من الأمور ، فعندما نتحدث عن حال العراق نرى فيه قد كثر القتل والاقتتال وبدون سبب جوهري وليس بمنكر يدعو للقتل سوى انه يوجد فقط محرض وساحة جريمة مفتوحة لاتخضع للرقابة ، فكثيراً مانسمع أن شيخاً أو شاباً أو طفلاً قد قتل وأننا نعلم علم اليقين أن القتلى قد شاهدوا القاتل ولا يعرفونه سابقاً وليس بينهم وبينه عداوة أو ثائر وقد أرداهم صرعى ولا يعرف ( البربري ) أنه لماذا استهدف هؤلاء بالذات دون سواهم سوى أنه قاتل مأجور وقد قبض الثمن مقدماً وقد قتلهم بدماء باردة ، وقد صرح أكثر من مسؤول في دائرة الطب العدلي بأنه تجلب لهم يومياً مفارز الشرطة مايقارب 50 جثة مجهولة الهوية ، وقد قتلوا بمسدسات كاتمه للصوت جعلت القتلى لايسمعون حتى صوت الرصاصة التي اخترقت أجسادهم البريئة ، وان هذه الجرائم قد سجلت ضد مجهول بسبب تراخي وتهاون وتواطىء الأجهزة اللاامنية الطائفية بامتياز ، وقد أصبح العراق ملعباً لتسجل منه علامة من علامات الساعة ، لأننا أوكلنا امرنا لغيرنا من ( العجم والعلوج والأحزاب المتأسلمه ) ، فكانت النتيجة ( الهرج والمرج ) ، وعندما نستعرض الشخصيات والرموز التي تحكمنا الظاهرين منهم والباطنيين ( المتسترين بغطاء الدين ) نرى أنهم لايحكمون بكتاب الله وتجردوا من كل القيم الإنسانية وكثيراً مايتفاخرون ببطش الناس وتحت ذريعة مكافحة الإرهاب التي شرعها لهم العم سام ليحمي نفسه تحت هذه المظلة ، ومن قبحهم فقد قاموا بتهميش وإقصاء وتشريد لإفراد ينتمون لمكون معين كونهم قد اختلفوا معهم بشعيرة أو شعيرتين رافعين السياط بوجههم متبجحين بالتدين في الوقت الذي هم اساتذه في مدارس الشيطان ، ولا يقبلوا الرأي الأخر مهما بلغت حقيقته ، ولانغوص في سرد سماتهم السيئة والتي لاتحصى ولا تعد ولكن نقول بسببهم تولد الصراع الدموي (الهرج ) بين الناس وكانوا ولازالوا المغذين والمؤججين لهذا الصراع منذُ توليهم زمام السلطة المسروقة وليومنا هذا ليعتاشوا عليه تحت ذريعة حماية أبناء جلدتهم الذين يرزح نصفهم تحت خط الفقر، وسيكتب التاريخ صفحات سوداء وتذكره الأجيال القادمة بان هذه الفترة التي حكم بها هؤلاء مطايا العلوج والعجم كان في عهدهم للهرج والمرج صولة ، ولعن الله من أيقظ الفتنه وهي نائمة بين أبناء البلد الواحد ، اللهم لاترفع لذوي الفتن صوت ولا راية ، اللهم اكفنا جميعاً شر الفتن ، ونسأل الله أن يحفظنا بحفظة وأن يشملنا برحمته ، وأعاذنا الله من الفتن ماظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين .
مقالات اخرى للكاتب