قال مصدر في تصريح صحافي نقلته وكالة "نون الخبرية" من النجف اليوم إن هذا الخبر ( تأييد السيستاني لمشاركة سليماني في المعارك ضد داعش) ملفق تماماً ولم يصدر أي موقف بهذا الخصوص من المرجع السيستاني....، وهنا كانت لنا عدة وقفات نذكر منها مايلي:
الوقفة الأولى : إن طريقة الإعلان عن خبر النفي مبهمة فلم يذكر الجهة التي نفت ، هل هو المرجع ؟، أم ولده ؟، أم مكتبه؟ ، أم الناطق باسمه ؟ أم وكيله ؟، ولم يبرز وثيقة رسمية ، أو بيان خطي ، مختوم بختم المرجعية ، أو تسجيل فيديوي يؤكد ذلك .
الوقفة الثانية : إن الخبر الأول الذي يتضمن دعم السيستاني مشاركة قاسم سليماني في معارك العراق ضد "داعش" ، والخبر الثاني الذي ينفي ذلك والذي نقله وكالة نون الخبرية ، كلاهما تناقلهما الإعلام ، ونقصد إن المصدر هو الأعلام فلا يوجد مرجح لصدق أو كذب احدهما من الآخر ، إلا إن سيرة المرجعية ومواقفها والطريقة التي طرح بها خبر النفي سواء على المستوي الصياغة او مصدر الذي نقل عنه الخبر ، وما ورد عنها في خطب الجمعة وغيرها ، كلها قرائن عقلية ومقالية تكشف عن تأييد السيستاني لتواجد سليماني!!!.
الوقفة الثالثة : لو سلمنا جدلا أن خبر النفي هو فعلا قد صدر من المرجعية ، فالملاحظ في الصياغة التي ورد فيها "النفي" أنها تفيد نفي الخبر أي نفي الخبر الأول إعلاميا ، أما موقف المرجعية واقعا من تواجد سليماني فلم تفصح عنه المرجعية في خبر "النفي" ، فهي لم تنفي دعمها لتواجد سليماني.
الوقفة الرابعة : ولأنها لم تنفي دعمها ، فهي على اقل تقدير سكتت عن تواجده والسكوت يعني الإمضاء والإقرار حسب أدبيات الشيعة بل هو من مصادر التشريع الذي يعتمد عليه الفقيه في عملية استنباط الحكم الشرعي كما هو معلوم في الدراسات الحوزوية .
الوقفة الخامسة : ويؤكد ما ذكرناه في الوقفة الرابعة هو أن المرجعية وبالرغم من أن خبر دعمها وتأييدها تناقلته وسائل الأعلام وهي علمت بذلك لكنها لم تصدر بيان تبين فيه صراحة عن عدم تأييدها لتواجد سليماني . فلو كانت ترفض ذلك لصرحت بالقلم العريض .
الوقفة السادسة : لا نبالغ إنْ قلنا أن خبر النفي (إنْ ثبت) يُمثل أسرع رد قامت به المرجعية منذ ولادتها إلى هذه اللحظة ( إن كانت لها ردود تذكر) ، إذْ لم نعهدها تبادر في الرد بهذا السرعة فبعد ما يقارب يومين من انتشار الخبر الأول أعلن الإعلام عن نفيها للخبر ، وهنا نتساءل لماذا لم تبادر المرجعية إلى الرد على التصريحات التي أدلى بها قادة الاحتلال الأمريكي وفي مقدمتهم "رامسفيلد" من أنهم أعطوا مبلغ "200" مليون دولار إلى المرجعية لقاء دعمها ومباركتها ووقوفها مع الاحتلال وقد تناقلت وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة هذا الخبر وأصبح من المسلمات ولم يصدر من المرجعية أي رد يُكَذِّب تلك التصريحات فضلا عن إقامتها دعوة قضائية ضد قادة الاحتلال أو من يروج لهذا الخبر (هذا أن كانت هي رفضت المبلغ) ، فسكوتها دليل على إقرارها وإمضائها وخصوصا أن مثل هذا الخبر لا يصح السكوت عنه لأنه يعد إساءة كبرى بحق شخص المرجعية وموقع المرجعية وإساءة وتنكيل بالدين والمذهب الشريف
مقالات اخرى للكاتب