{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
إقتادت جهة ما مجهولة، المعلم التربوي الشاب إبراهيم محمد حبيب السبع.. الى حبل الإعدام.. شنقا، مطفئة شعلة ضوء وهاجة.. تتوثب عطاءً في العمل ووسط الناس، وسع إشتمالات محيطه الإجتماعي.
أبهى ما يكون عليه المنتمي لله واللإسلام، كانت عضوية إبراهيم في "الدعوة" حزبيا مؤمنا وإنسانا ملتزما، دأب على العمل التربوي في السياسة، الى ان إعتقل... أو بالأحرى غُيّب في العام 1983، ولم يعرف ذووه شيئا عنه، حتى بعد أن تسلموا جثمانه.. شهيدا، ولم يجرؤوا على التساؤل.. من أعدمه؟ ولماذا؟
منهج مشع
ولد الشهيد السبع، في العام 1939، مكرسا حياته.. قبل ان يبلغ الحلم.. للعمل الثوري في الإسلام، متمثلا هاجس الإعتدال، منذ يفاعته، التي نضجت على أفكار "الدعوة" وتجلت شخصيته شابا مؤهلا للإسهام الفاعل، في قيادة المجتمع.
تقوم نظرية القيادة، لديه على تعاليم الإسلام الحنيف، ومبادئ "الدعوة" بغية إعتماد هذين الإقنومين، في العمل الميداني الجاد، من بين تلافيف الواقع، ذي الإتساعات غير القياسية.
حمل إبراهيم محمد، دبلوم التربية وعلم النفس، متخذا منها وسيلة، في صنع منهج معرفي خاص به، يشع من خلاله الى عموم الناس من حوله، بدءا بعائلته الأقربين.. فهو متزوج وله أولاد كبروا على مجد ذكره الرفيع، بين أهل وأقارب وعشيرة تحترم تضحية أبيهم، في سبيل الناس.
فيض روحي
يسكن السبع ويعمل، في منطقة "سرايا الشرقي" التي إحتضنت حزب الدعوة، في عقول معظم شبابها، ومنها فاضت روحه الى رحاب الجنة،... مع عدد كبير من أقرانه؛ إذ عمل مخلصا لنشر مبادئ الحزب في الإيمان والكرامة والرجوع الى الله في شؤون الحياة وتقلبات الدهر وتصاريف الزمن.
حمل قناعاته بإخلاص واقعي، حد حبل المشنقة، ولم يتراجع؛ ولأن الجهة التي أعدمته ما زالت مجهولة.. بدءا ومنتهى، فقد إستنزفت أمواله المنقولة وغير المنقولة، ولا يدرون كيف.. صودرت.. هباء صب في هباء.
غادر حطام الدنيا.. شهيدا يرفل بعز دار البقاء.. له فيها ما يدعيه!
طبت خلودا إيها الشهيد.. إبراهيم السبع.. سائلين المولى ان يقبل شفاعتك بنا ويحشرنا معك يوم القيامة.
مقالات اخرى للكاتب