· الرحمة لأرواح شهداء الكنيسة.. شفيعاهم محمد وعيسى أمام الرب.. والخلود في فردوس المحبة.. لكل شهداء الإيمان من مسلمين ومسيحيين
إرتباط شرطي.. صنعه الاخوان المسلمون في مصر، مع عيد المولد النبوي، من خلال مأساة تفجير الكنيسة البطرسية؛ إذ أنهم أساؤوا الى ميلاد النور المحمدي، الذي قوم مسار البشرية على طريق النجاة، من الظلمات الى الهدى.
هؤلاء الإرهابيون المتأسلمون حولوا محبة الرسول الى ذكرى أليمة لدى المسيحيين، وكل البشر، من أية ديانة أو قومية إنسانية، كأنهم يريدون أن يعيدوا العالم الى ظلام دامس الدياجير، بفعلتهم الشنيعة تلك؛ فهم يدعون إلتزاماً بنهج الإسلام الحنيف الذي جاء به النبي محمد.. صلى الله عليه وآله وصحبه، لكن بإسلوب يبرأ منه محمد لأنهم لم يراعوا بهجة الإنسانية بعيد مولده وهم يقتلون المسيحيين من دون ذنب.
واقعة
أقدم محمود شفيق محمد مصطفى، على تفجير الكنيسة، بحزام ناسف، أثناء صلاة مؤمنين منسولين من رحم ديانة سماوية توحد الرب وتقدس له، فالرسول محمد، خلال الإسراء معرجا الى الله في جلال عرشه، كان يخاطب النبي عيسى بن مريم.. عليه السلام، بأخي عيسى، وحكمة الإمام علي.. عليه السلام، تنص على أن كل إنسان، أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الانسانية؛ لذا لا تحق لأي مؤمن مسلم أن يقتل مؤمنا مسيحيا، فكيف والقتل تم أثناء الصلاة، داخل بيت الرب.. الكنيسة، حينما كان المصلون المسيحيون بين يدي الله، وهم على الأرض ؛ فإنتقلت أرواحهم الى رحمته في السماء.. سلاما.
كم هي عظيمة الشهادة أثناء الصلاة، داخل واحد من بيوت الله، هو الكنيسة البطرسية؛ إذن خسر المسيحيون الذين إستشهدوا ليلة المولد النبوي، الدنيا المؤقتة الفانية، وكسبوا الآخرة الباقية، خلودا في نعيم الجنة وهناء رفاهها.
جريمة
ما يعمق إثم جريمة محمود، ويبعث على التفكير بدفق الدهاء الذي يبني الأخوان المسلمون عليه منهجهم، هو كون المخططين للعملية، طبيبان.. شقيقان، وتتصدى للدفاع عن محمود، المحامية ياسمين حسام الدين.
فكم غريب وفظيع أن يشترك ثلاثة متعلمين في جريمة ينفذها أمي جاهل.. غير متعلم، مغسول الدماغ، لا يعرف كيف يعبد ربه من دون إراقة دماء الآخرين.. متعلمون ثلاثة.. طبيبان يخططان للجريمة، قبلياً، ومحامية تدافع عن مرتكبها بعديا؛ دلالة الجهل المتأصل حتى في المتعلمين، وهو ما نسميه أمية جامعية؛ إذ يحمل الفرد شهادة عليا، لم يتمثل دفق المعلومات المترتب عليها، إنما علمه كم من وهن المعرفة، ينوء تحت ثقله، فيهرسه! ولا يتمكن من تفعيله في خدمة الإنسانية، إنما يستغله في تدمير السلام وإقلاق الأمن ومداهمة معتقدات الآخرين.. الإعتداء على الحق بالباطل.. موتا.
تمظهر
فِكرُ محمد بن عبد الوهاب، التكفيري، تمظهر بأشكال إجرامية عدة، بدءاً من تنظيم الأخوان نفسه، ليسفر عن "القاعدة" الذي أساء به أسامة بن لادن، لإنسانية الدين الإسلامي وسماحته وحفظه لأعراض وأموال وحياة الناس، وإحترامه لمعتقداتهم، ثم تشكلت منه سرايا الزرقاوي فـ "داعش" والقادم أدهى، ما دام غسيل دماغ جاهل مثل محمود يتم على يد طبيبين، وتلاحقه محامية، في الدفاع عن ذكره وهو يقتل نفسه ليزهق بجريمته، ارواحا بريئة.
كأن محمد بن عبد الوهاب، عاد من منتصف القرن التاسع عشر، متجسدا في محمود شفيق محمد مصطفى، مؤكدا سلفية "داعش" في تمظهراتها المتقهقرة الى أذيال التخلف، بدلا من الإرتقاء الى رأس التقدم، نحو مستقبل مشرق للإنسانية.
الرحمة لأرواح شهداء الكنيسة البطرسية، وشفيعاهم محمد وعيسى أمام الرب، والخلود في فردوس المحبة، لكل شهداء الإيمان من مسلمين ومسيحيين، في كل زمان ومكان.
مقالات اخرى للكاتب