"أوراق سرية "..جديد الزميل أسعد العزوني
الكتاب يضم أبرز القفشات الصحفية التي
تعرض لها الزميل العزوني في مشواره الصحفي
عمان-
صدر عن دار دجلة للنشر والتوزيع في عمّان مؤخرا كتاب جديد للزميل الباحث أسعد العزوني ، يتضمن 67 قفشة صحفية تعرض لها الزميل العزوني في مشواره الصحفي الذي ناهز الأربعين عاما خارج الأردن وداخله.
إمتازت لغة الزميل العزوني في قفشاته بالصراحة والشفافية ،وهدم سياج "التابو" ونقض إسمنته المسلح ، دون خوف أو وجل لإيمانه بضرورة كشف المستور ،مؤكدا ان الهدف من وراء نشرها فقط هو التوثيق .
وقال الزميل العزوني في مقدمته المقتضبة لكتابه ،أن هذه القفشات ذات مغزى إختزلها من مشواره الصحفي الطويل ،الذي لم يكن فيه سوى باحث عن الحقيقة مجازفا على الرغم من المخاطر والمعاناة ،بعيدا عن المصالح الشخصية ،وترسيخا لمبدأ التميز الذي يؤمن به،مؤكدا اننا في العالم العربي إعتدنا على تزوير كل الأشياء الجميلة وطليها بغلاف الإنتهازية والنفاق ،وان هذا ما أوصلنا إلى ما نحن فيه وعليه.
وأضاف أنه إختار تلك الموافق بدقة ولم تنشر في الإعلام ،وان الهدف منها كان لتبيان الوجه الآخر للصحافي الملتزم ،وما يجري من مواقف محيرة أحيانا ومقلقة أحيانا أخرى ،مشددا أن الهدف من وراء نشرها كان للتوثيق فقط .
بدأ الزميل العزوني بقفشة مميزة تعرض لها في اول مهمة له في الكويت عندما كلفه مدير التحرير بإجراء تحقيق صحفي مع عدد من المرشحين البرلمانيين وكانت صدمته كبيره عندما سأل أحدهم :ماذا تحمل في جعبتك لمجلس النواب ؟وكان جوابه :"بشتي ومسباحي".
وكانت القفشة الثانية بعيد إندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الأولى اواخر العام 1987 عندما جاء وزير الدولة البريطانية للشؤون الخارجية السيد ديفيد ميللر وعقد مؤتمرا صحفيا في الكويت وزع خلاله بيانا مكتوبا بالعربية يطالب فيه إسرائيل بالإنسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، في حين أن وزير خارجية عربي طالب بعده بأيام بوقف الإنتفاضة والبدء بالمفاوضات مع إسرائيل.
وفي قفشة أخرى قال الزميل العزوني أنه حضر مؤتمرا صحفيا لوزير البيئة عام 2010 وتحدث فيه الوزير للصحفيين عن سلامة الأجواء الأردنية وخلوها من تأثير التسريبات النووية الصادرة من مفاعل ديمونة الإسرائيلي، مؤكدا لهم أن فحص إتجاه الريح أثبت ذلك .
وقال العزوني أنه سأل الوزير عن حالة الهواء إبان الفحص وهل كان ساكنا أم متحركا، فسأله الوزير :شو بتفرق يعني ساكن أو متحرك؟ فأجابه العزوني أنه في حال كان الهواء ساكنا فإن النتيجة سليمة ،لكن في حال كان متحركا فإن عليهم إعادة القراءة مرة أخرى؟!!وعندها لملم الوزير أوراقه وإنصرف دون إستئذان.
وفي قفشة أخرى حدثت معه في جبل القلعة إبان عقد الرئيس أوباما لمؤتمر صحفي قبل إنتخابه رئيسا ،وقد إحتج عليه الزميل العزوني لأنه لم يفسح المجال للصحفيين الأردنيين بتوجيه أسئلة لأن جل إهتمامه كان بالصحفيين الأمريكيين المرافقين له.
وفي قفشة ثانية في جبل القلعة عندما أراد مدير التحرير منعه من تغطية مؤتمر صحفي للمرشح الجمهوري جون ماكين بحجة أن الضيف يريد أن يقابل الملك ، وأن وجود الزميل العزوني في ذلك المؤتمر وتوجيه سؤال ناري سيعكر مزاجه وينعكس سلبا على لقائه مع الملك.
ويقول العزوني أنه أقنع مدير التحرير بتعديل موقفه وانه لن يقوم بإحراج المرشح ماكين حتى لا يدخل على الملك غاضبا ،وأنه بيت أمرا ،وخطط له وتمكن بمساعدة من الملحق الثقافي الأمريكي توجيه سؤال على إنفراد لماكين ،وقد وافق الدبلوماسي الأمريكي وكان السؤال :ما هو موقفك كمرشح رئاسي من القدس ؟وكان الجواب أنها عاصمة إسرائيل الأبدية الموحدة ؟ّوكان اللقاء مصورا ما أذهل مدير التحرير آنذاك.
وورد في قفشة أخرى أنه حضر مؤتمرا دوليا في عمان كان الراحل الملك الحسين يحضره ،وعند إنفضاض المؤتمر رغب الزميل العزوني بتوجيه سؤال له ،فإنتظره في الممر وعندما إقترب منه قال :يا جلالة الملك ،فتوقف الملك وعرفه بنفسه وانه مراسل لجريدة الشرق الأوسط اللندنية .
ويصف العزوني ذلك اللقاء بأنه مبهر نظرا لما اظهره الراحل الحسين من طريقة تعامل ،في حين كان الحرس الملكي يطلب من العزوني عدم الحديث مع جلالته والإنصراف فورا،لكنه قال:ألا ترون أنني اتحدث مع جلالة الملك؟فسأل جلالته :شو في؟ فأجاب :يا جلالة الملك لا يريدونني أن اتحدث معك! فصرفهم بنظرة منه وأجاب على سؤاله بكل طيبة وأخلاق.
نكهات القفشات العزونية متعدة ،فمنها المر العلقمي ومنها الحاد ومنها الذي يضحك القاريء حتى البكاء لغرابة وطرافة الموقف،ففي قفشة محددة طلب سفير مملكة تايلند في العراق خلال دعوة على العشاء نظمها سفير تايلند في عمّان ،في أحد الفنادق الفخمة بعيد إحتلال العراق ،من العزوني إعطاءه صورة عن الأردن ، وعندما تحدث الزميل العزوني عن محدودية إمكانيات الأردن الإقتصادية ،وعن وجود ملك شاب منفتح ويتسم بالتواضع ،وربما تصدفه هو وجلالة الملكة في نفس المطعم لتناول العشاء ،أبدى السفير إستغرابه لما يسمع ،ما أدخل العزوني في حرج كبير ،لكن المفاجأة أنقذته في نفس اللحظة عندما دخل جلالة الملك وحاشيته ذات المطعم، وعندها قال الزميل العزوني للسفير :ألم أقل لك؟
وفي إحدى القفشات يتحدث العزوني عن محاولته خنق نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي رعنان جيسن في المصعد بعد تطفله بصورة وقحة، كما أوضح أن ذات المؤتمر شهد موقفا دراميا آخر وهي أن عجوزا إسرائيلية شمطاء فرضت نفسها على مجموعة من الصحفيين الأردنيين وقالت لهم بعد أن سألها العزوني عن هويتها أنها من "هون "جيرانكم!وعندما طلب منها تحديد هويتها قالت انها من إسرائيل ، فصرخ العزوني في وجهها وقال لها :لا توجد على الخارطة بلد إسمها إسرائيل بل فلسطين، ما جعلها تبكبك وتروي القصة لكافة المشاركين في المؤتمر الديني المنعقد في عمان ، ما اوقع الزميل العزوني في مأزق مع الجهات الأمنية ،لكن شهادة زملاء له في وكالة بترا للأنباء بأنها هي التي تبلت عليه أنقذت الموقف.