دوت أصوت الانفجارات صباح اليوم في معظم مناطق بغداد ونال كل حي نصيبه من المفخخات وتوزع الموت بالتساوي على مناطق الكرخ والرصافة وتعطر الهواء برائحة البارود المحمل برسائل القتل والدمار واليتم وتزينت شوارع بغداد بحناء الدم الاحمر كانها تريد ان تشارك الربيع لون وروده لكن بعطر ولون يختلف عن عطر والوان الربيع. ولا يبدوا ان مسلسل الموت بالمفخخات والعبوات والكاتم يقترب من حلقاته الاخيرة بل ان كل الشواهد والدلائل تؤكد ان انتاج هذا المسلسل الدرامي اليومي سيكون الاضخم في الايام المقبلة بسبب توفر البيئة والامكانات ووجود الممولين والمنفذين وممن هم شركاء في العملية السياسية وفي الحكومة وفي الوطن. ويبدوا ايضا ان هذا المسلسل ستتصاعد حبكة دراما الموت في حلقاته اليومية وبطريقة مثيرة تختلف كليا عن الحوادث اليومية التي تعودنا مشاهدتها او الاستماع اليها وبطريقة تقترب من حادثة اقتحام وزارة العدل او ما هو مثير اكثر من ذلك خاصة بعد ان توضح ان كل الاحتمالات واردة وان المجموعات الارهابية تتحرك بحرية تامة ليسس للجيش والشرطة والامن والاستخبارات والمخابرات والحرس الوطني وقوات الصحوة وجود في اجندتها او حساب لتاثيرها وهذا واضح وجلي في تكرار الحوادث وتنوعها بل ان الحديث عن الجيش والشرطة والقوات الامنية ودورها في خلق بيئة مناسبة للامن والاستقرار اصبح حالة عبثية وغير مقبولة اطلاقا مهما كانت الذرائع والحجج والاسباب. ان القيادات الامنية تتحمل ما يحدث تحملا مباشرا وعليها ان تبين للناس اسباب الاخفاقات المتكررة وعليها ان تعترف بعجزها وعليها ان تترك المجال لمن هو احق منها في مسك هذا الملف والانتهاء به. اكثر من ثلاث سنوات من عمر الولاية الثانية لرئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة ولا زال منصب وزيري الدفاع والداخلية يدار بالوكالة ولا يعلم احد متى سينتهي المالكي من هذا الملف ويسمي الوزراء الامنيين . ان المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة يتحمل ما يجري من تدهور امني وخروقات يومية بسبب ضعف التخطيط والادارة وبسبب الاختراق المؤكد للاجهزة الامنية وبسبب تبوء البعثيين والصداميين وتواجدهم في المفاصل المهمة والحساسة في المؤسسة الامنية وطرد المخلصين والمجاهدين. سيمضي اليوم وكان شيئا لم يكن ولن نسمع غير كلمات الشجب والاستنكار وتفكيك عشرة سيارات مفخخة والقاء القبض على الف ارهابي يطلق سراحهم بعد ساعات بينما يتم في القاعات المغلقة بيع المناصب بالاف الدولارات والثمن هو هذه الدماء البريئة التي لا تحسن الدفاع عن نفسها ومن لم يحسن الدفاع عن نفسه فما عليه الا ان ينتظر دوره لينال حصته من الموت او العوق او اليتم.
مقالات اخرى للكاتب