يبدو إن الرهان على الوقت هو من يجعل إستقالة قائد
أمني رفيع او مسؤول حكومي ، رئيس وزراء ، وزير دفاع او مدير في وزارة عقب تفجيرات دامية عديدة مستحيلة ، تحتمه مسؤولية إخلاقية ومهنية في تحمل نتائج ما آلت إليه الأمور من تدهور ، بل حلم ناهيك عن مكتسب مادي وبحبوحة هم فيها .ديفيد بتريوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الذي إلتقيته مرة واحدة قائداً للقوات الأمريكية في العراق ، وأستمتعت الصحفية المرافقة له بحلم يراودني وبقية العراقيين عن عراق جديد ، أطاحت به " نزوة علاقة خارج نطاق الزوجية " ، لادماء فيها سالت ولاخراب عمَ مدينة ، مع حياة مهنية طويلة في الخدمة العسكرية
والحكومية ، وخبرة لامثيل لها في مكافحة التمرد ، وإبتكارات في الخطط العسكرية كثيرة ، كما لمن يرغب فالأمثلة كثيرة في ذلك ، يمكن إستحضارها هنا ، ولا أعلم إن كان ساستنا أطول باعاً مثلاً في عالم مراهقتهم الطويلة من ريتشارد نيكسون الرئيس الجمهوري للولايات المتحدة الأمريكية وصانع فجرها الدبلوماسي الجديد مع العملاقين الشيوعيين ، الإتحاد السوفيتي في حينه والصين ، ليقدم على إستقالته التأريخية بعد أن أطاحت به حادثة التصنت الشهيرة " ووترغيت " ، ومع كل " فضيحة أخلاقية " يكتشف أمرها ، او حتى من يؤنبه ضميره ، ليعلن عنها هوَ تكون رسالة إعتذار ،
لمن خان أصواتهم .هذه الأمثلة وغيرها تذكر هنا ، للمتباهين بصندوق إنتخابي يتيم فقد معناه بعد عشرة أعوام سبقتها عقود من الدم الطاهر ، وهوَ يدفع لنا بأميين وطائفيين ، نتحمل نحن الجزء الكبير لتسيدهم قرارنا ومن ثم موتنا ، لجهل منا تارة ولإحتماء من سطوة الآخر وبطشه أخرى . تفجيرات الثلاثاء الدامية تحتم على الجميع تحمل المسؤولية " الإستقالة" ، لا العمل على شحن الأجواء وتوجيه غضب الناس صوَب تكفيريين وقاعدة ، يعلم الجميع بمدى إجرامها ، الإستقالة هنا مطلب وضرورة أخلاقية ، ثقافة لم يألفها مجتمنا بعد فلنجربها إن كان لمسؤولنا أياً كان أخلاق .
مقالات اخرى للكاتب