Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عـار الحريــة!
الأحد, نيسان 19, 2015
عادل عطية

 

 

في منتصف السبعينيات، قامت الفنانة الصربية "مارينا ابراموفيك"، بتجربة فريدة؛ لكي تتعرّف أكثر على تصرفات البشر، إذا مُنحت لهم الحرية المطلقة دون مقاومة، فقررت أن تقف لمدة ستة ساعات متواصلة دون حراك، واتاحت للجماهير أن يفعلوا بها ما أرادوا، بعد أن تركت لهم على طاولة بجانبها، العديد من الأشياء، التي يمكن أن يستخدموها: سكين، ومسدس، وازهار،...
في البداية، اكتفت الجماهير بالوقوف امامها، ومشاهدتها. وعندما تيقنوا، انها لن تجابههم باي رد فعل انتقامي، مهما كان نوع تصرفهم تجاهها؛ أصبحوا أكثر شراسة، وعدوانية: فقد وجه أحدهم المسدس إلى رأسها، وكاد أن يطيح به، وقام آخر بتمزيق ملابسها، وآخر بالتحرّش بها، وآخر قام بنكزها ببطنها، بأشواك الأزهار، وتصرفات أخرى مشينة، ومؤلمة! 
لقد تحمّلت، هذه الفنانه، بآدائها الجسدي الحافر عميقاً في ذاته، وعلاقته بالآخر، وبالتاريخ الراسخ، هذه الهمجية المتوحشة، بصبر وجلد عجيبين، إلى أن انتهت الساعات التي حددتها، فتحركت من مكانها، دون أن تتخذ أي موقف عدائي ضدهم!
لكنها كانت قد اثبتت: أن الذين نتعامل معهم يومياً، مهما اختلف عرقهم، وسنهم، وخلفياتهم، لقادرون على ارتكاب أفعال شنيعة، إذا اتيحت لهم الفرصة، دون رادع من قيم، ومن قانون، ومن نظام!
وفي مصرنا، ومع مخاضات الثورة "الخريفيّة"، انفلتت الحرية عن مساراتها المقدسة، وأصبح الاندلاع الاحتجاجي، الذي كاد أن يصبح يومياً، محاولة يائسة؛ لتمرير اسطورة: "الحر الفوضوي الثائر"!، وكأن القوانين الملزمة، في اعتقادهم الخاطيء، تحدد حريتهم، مع انها تتيح للحرية الحقيقية إمكانية أعظم، وتجعلها قريبة لهؤلاء الذين يتبعون القوانين، والضوابط الاخلاقية!
ذلك لأن على الإنسان أن يفهم الحرية قبل أن يطالب بها، ويعتصم من أجلها، ويحرق المؤسسات، ويقتل الابرياء في سبيلها!
قالت الفنانة "مارينا ابراموفيك"، وهي تلخص فلسفتها الآدائية: "على الفنان أن يتألم؛ فمن الألم تأتي أحسن الأعمال". 
ويمكننا أن نضيف إلى مأثورتها هذه: "وأحسن العبر"؛ فلا نعطي للبشر حرية أكثر مما يستحقون!...


 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36363
Total : 101