قد تكون الكراهية على خلفية سياسية، أو: دينية، أو: إجتماعية!
وقد لا تكون سوى انتماء شخصي!
ومع ذلك..
فالكراهية من المشاعر المتحوّلة، التي تخنقها أشواك الخير، وتجف على صخر المحبة!
وننظر، فإذا بنا نرى هالة مضيئة، تُظهر مثلنا السائر: "ما محبة إلا بعد عداوة"!
نحن، دائماً، نلوم الكارهين إلى المدى الذي يبعدنا بعيداً عن صُنّاع الكراهية، الذين يخلقون الكراهية في قلوب أعيتها أسقام: الظلم والقسوة، والمحسوبية، والشفاعيّة، ويدعونها تنبت، وتنمو متمهلة مع الأيام، وتصنع ثمراً مئة ضعف!
كارثة صنّاع الكراهية، أنهم "حجر زاوية" في هذا الوطن المنكوب بهم، وأن أفعالهم الإجرامية، تجعل المواطن يكره وطنه من خلالهم!
أنظروا إلى بعض رجال الشرطة، الذين يتميّزون بالكبرياء، والتعنت، والقسوة المفرطة، حتى أصبح شعارهم الخاص: "الشرطة في خدمة القفا"!
أنظروا كيف يكون الاختيار للالتحاق بالسلك القضائي، فلا نرى سوى فروع لشجرة عائلات القضاة والمستشارين!
أما ثالثة الأثافي..
ففي هذه القصة التي حدثت في الأيام الماضيات.. وتحدث غداً.. وفي كل الأعوام القادمة...
ذهب أحد الشباب؛ ليؤدي، كغيره، اختبارات الألتحاق بأحد الكليات الحربيّة، وكله أمل أن يفوز بحسن القبول!
فكانت الصدمة الأولى..
عندما اقترب أحدهم من دائرة تجمعهم، وقال لهم بجرأة شريرة صادمة:
من له قريب من أصحاب الرتب العسكرية، أو معرفة بأحدهم، يقف هنا، وقد دلّ بأصبعه على طابور وهمي لم يبدأ بعد، ليصطفوا فيه!
ثم صنع طابوراً آخر، للذين ليس لهم أحد يذكرهم، وليس لهم صلة قربى بأحد سوى انتماءهم للوطن الوحيد!
اجتاز هذا الشاب، اليتيم من الواسطة، كافة الاختبارات، وأدقها، وأصعبها، وحصد أعلى النقاط الإيجابية التي تؤهله للالتحاق بحلم عمره!
فإذا بالجلاد، يسرع ويلهبه بقرار الرفض؛ لسبب تافه، أو: قل لسبب بلا سبب.. حتى أن أحد المتابعين لهذه الأحداث عن قرب، همس في أذنه: إذا لم يختاروك أنت، فمن يختاروا؟!
هذا الشاب، الذي خاب ظنه في وطنه، صرخ: سأهاجر في أقرب فرصة!
وقال والده، متحسراً: لقد خسروا أبني!
وأنا أقول: وكسبوا كراهية هذا الشاب!
،...،...،...
لتأتٍ العدالة إلى بلادنا؛ لتقتص من هؤلاء الذين لا يعرفون سوى صناعة الكراهية المريرة.. الكراهية للوطن!
وإلى ذلك الحين، أدعوا معي: اللهم أعنا على صانعي الكراهية.. أما الكارهون فنحن كفيلون بهم!...
مقالات اخرى للكاتب