في الكثير من دول العالم ثمة قوانين تكفل رعاية العلماء والمبدعين وتضع شخصياتهم في منزلة محترمة توفر لهم سبل العيش الكريم وتؤمن لهم حاجاتهم الانسانية والصحية ذلك عرفانا بما قدموه من انجاز لخدمة بلادهم علميا وثقافيا وعند ذاك يشعر اولئك ان انجازهم هو موضع تقدير واحترام الدولة والمجتمع كما سيكون ذلك حافزا للاخرين للتميزالمبدع ورفد المجالات العلمية والثقافية بالجديد المتطور والنتاج الخلاق لذا تسن الدول تشريعات قانونية ضامنة وكافلة لحقوق المبدعين فضلا ان ثمة دول اخرى تخصص جائزة الدولة السنوية تمنح لنخبة من مختلف الاخصاصات العلمية والانسانية والثقافية وباحتفال محترم يليق بالمكرمين والمناسبة.
وفي العراق ورغم وجود تشريع سابق كان بالامكان تعديله ليتناسب مع المتغيرات الجديدة فقد بقي علماؤنا ومبدعونا بعيدين عن دائرة الاهتمام بل يصل الامر في احايين كثيرة حد النسيان والاهمال رغم الانجازات الشاخصة الكبيرة العلمية والثقافية والفكرية لولا مبادرات لمؤسسات ومنظمات غير حكومية وفي مقدمتها ما تقدم عليه مؤسسة الزمان المستقلة وهي تحتفي بشخصيات عراقية قدمت الكثير للبلد وكاد يطويها لولا التفاتات الوفاء تلك وفي ظني ان غياب ذلك التقليد الرصين في العراق الان يعود الى طبيعة نظرة بعض المسؤولين والعديد من السياسين الجدد القاصرة الى العلم والثقافة ولاسيما ان بعضهم يعاني عقدة مزمنة من الابداع والمعرفة والمثقفين والمتفوقين حيث لاقاسم ولا مشغل مشترك يجمعهم بتلك العناوين فمنهم من جاء من وسط وتفكير غير ذلك فهو لا يتجاوز حدود مغانم ومكاسب ونفعية الموقع والمنصب ومن المؤسف ان هجــــرة العلماء والمبدعين مستمرة الى خارج العراق جراء ذلك الاهمال وكم سمعنا من قصص عن عراقيين مشهورين برعوا بانجـــازاتهم في دول متقدمة لتعرف اسماؤهم عالميا بعد ان نالوا في تلك الدول المكانة والتقدير الذي يستحقون وهي خسارات اضافية لبلد من ينصفهم .. وشتان
مقالات اخرى للكاتب