يمر العراق اليوم في ظروف صعبة وعصيبة، ربما سينتج عنها إعادة رسم خريطة جديدة للبلد في ظل هذه التجاذبات الكبيرة التي يمر بها البلد، فضلاً عن القتال الدائر في جبهات القتال في ساحة مواجهة تمتد إلى الف كيلو متر، وعلى الرغم من الانتصارات التي يحققها ابطال جهاز مكافحة الإرهاب والجيش العراقي وباقي الفصائل المقاتلة، إلّا أن داعش مازال يقاتل بقوة ويحقق خرقاً هنا وهناك على طول هذه الجبهات.لكن الذي يفوق خطر داعش هو الصراع الكبير على المغانم في باحة السياسة العراقية التي وصلت إلى أسوأ حالاتها بين الفعاليات السياسية، وقد تفضي إلى إزالة الكثير من رموز المشهد السياسي العراقي وبروز شخصيات اخرى.العبادي طرح قائمة وتم رفضها بقوة من قبل رؤساء الكتل السياسية، ورشحوا شخصيات بديلة عنها، إلّا انها هي الأخرى جوبهت بالرفض والعبادي مستعد لتقديم القائمة المئة وقد تصل إلى اشخاص يمثلون الخط الخامس او السادس في كتلهم السياسية، وربما حتى العاشر، ومن اليوم وصاعداً سترتفع حظوظي وآخرين غيري في نيل احد المناصب السيادية في الحكومة العراقية في ضل مزاج شعبي لن يقبل بأي مرشح يقود الحكومة العراقية.الطبقة الحالية فقدت الكثير من رصيدها في الشارع العراقي بسبب ما تعرض له الشعب من ظلم وفقر وضعف في الخدمات المقدمة، فضلا عن عجز واضح في حل المشكلات الرئيسة التي يعاني منها المواطن العراقي.المؤشرات تقول: إن حكومة العبادي إذا سنحت لها الفرصة بالاستمرار وهو أمر مستبعد في ظل هذه الظروف، فإنها ستنهي مدتها بترشيح القوائم تلو القوائم لحكومة تنكوقراط افتراضية لا تحظى بثقة البرلمان، وفي الجانب الآخر يستثمر الفاسدون هذا الوضع، ويستمرون بسرقاتهم ويزداد الشعب فقراً مع تناقص عوائد النفط وزيادة عدد الموظفين الذين يتم تعيينهم على اساس حزبي بعيداً عن الكفاءة والخبرة.
مقالات اخرى للكاتب