في غضون اسبوعين تلقت براميل الزيت المُعقّلة " تعتمر العقال العربي وليس العقل " ثلاث هزات موجعة كان آخرها اليوم الثلاثاء الأسود المصخم كنفط المنطقة الشرقية . فتركيا اردوغان التي روهن على زعامتها العثمانية ودورها السلطاني في القضاء على الحكم العلوي البعثي في سورية ، انكفأت على نفسها وراحت تبحث لمديريات الاطفاء والشرطة عن المزيد من خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات لمواجهة المطالبين بعدم تقسيم ميدان "تقسيم" المعلم السياحي الابرز وسط اسطنبول . الكفخة الثانية جاءت من ميدان لا يبعد كثيرا عن تقسيم وهو ميدان "انقلاب" الذي سالت الاموال بسخاء حاتمي على تجييشه وتاليبه ليعود شبح انتخابات الفين وتسعة في طهران . ولمن لا يعرف شيئا عن هذا الميدان اقول انه تقاطع مهم لاهم شارعين نابضين في طهران وحركة المرور اليومية فيه ، خاصة في ساعتي الذروة الصباحية ، سواء للسابلة او وسائط النقل تشبه يوم القيامة الى حد بعيد وهو قريب جدا من جامعة طهران حيث يجتمع اكبر حشد لصلاة الجمعة كل اسبوع . لكنه بدا في يوم الانتخابات اقل كثافة من الايام السابقة بسبب الانصراف الى صناديق الراي . وفي المساء عندما كانت ابتسامة الفوز ترتسم على جبين شيخ حسن روحاني كان هذا الميدان ضمن عشرة ميادين كبرى في طهران يهتز تحت وقع المزامير والطبول والاهازيج ومنبهات السيارات حتى وقت متاخر من الليل . ولمن لديه فضول معرفة حجم المراهنة على تاليب الوضع في طهران خلال الانتخابات فليرصد تحركات الاسطول السعودي الاعلامي وانشطة مجموعة "مجاهدي خلق" المعارضة ، مضافا الى كل ذلك استفزازات ما يسمى بالاعلاميين الذين مُسحت جيوبهم والسنتهم واقلامهم ببراميل البترول المسروق وبما يتساقط من اشداق اُمراء الغزو . الهزة الثالثة جاءت اليوم من العاصمة الكورية "سيئول" التي ختمت فيها جوازات سفر كتيبة المنتخب الايراني الى ريودي جانيرو حيث سينظم في ملاعبها عدد من مواجهات كاس العالم ٢٠١٤ في البرازيل . شخصيا لا يعنيني اي فريق آسيوي لكرة القدم منتخبا كان او منتحبا ، لاني ارى في الكرة الاسيوية خاصة العربية منها تشويها لهذا الفن الجميل "المغرب العربي الافريقي شيء آخر" . لذا فان وجود هذه المنتخبات في كاس العالم لا يتعدى الحضور الشرفي و نشوة متابعة مراسم رفع علم البلد في محفل دولي . وكان لمنتخب السعودية الكروي ايام مجده الفضل الاكبر في ترسيخ هذه الفكرة في مخيلتي عندما خاض يوما اسود امام القطار الالماني الكاسح فخرج مهزوما بثمانية اهداف وهو يؤدي على النجيلة سجدة الشكر لرب العالمين على جميل نعمائه وجزيل آلائه كون المباراة لم تنته بضعف الرقم . المدرب الهولندي "ريكارد" خمط ويخمط الان الملايين المملينة من قوت الشعب الحجازي المنكوب فكافأهم باهانة الاخضر "ليس الابراهيمي" والعودة به الى المربع الاول غير مأسوف عليه ومسح بكفاءة متميزة الصورة الجميلة التي تركها سعيد العويران في ملاعب العالم واذهان الجمهور الرياضي . هارد لاك للجميع "
مقالات اخرى للكاتب