تناقلت وكالات الانباء عن عزم البيت الابيض جمع مئة الف توقيع,لمطالبة الرئيس اوباما بمحاكمة المالكي عن الجرائم الكبيرة والكثيرة التي ارتكبها خلال فترتي حكمه للعراق,وقد بدأت الحملة فعلا,واستلمت شخصيا نسخة,للتوقيع عليها!لكني اتسائل:-على اي اساس اعطى البيت الابيض الحق لنفسه في محاكمة مسؤول سياسي لدولة اخرى مستقلة,وفي نفس الوقت,ذات نظام حكم(ديموقراطي!)؟الايكفي مافعلته حكومات امريكا بالعراق وشعبه؟اليسوا هم الذين مهدوا الطريق للمالكي ,وعن طريق التدليس,واختراع انتخابات حرة الشكل,مضمونة النتائج,سيئة النية؟الم يراقبوه وهو يجيركل مؤسسات الدولة لحسابه,ويتجه بسرعة الى اقامة دولة بوليسية طائفية,كانت كل يوم تمزق النسيج الاجتماعي,وتخلق العداوة والبغضاء بين ابناء الشعبووحولهم جميعهم الى ضحايا,تصفي بعضها البعض؟لماذا لم يوقفوه عند حده قبل ان تستفحل الاضراروتتكسرالعظام؟بل لماذا سمحوا له بالتمادي حتى اوصل الامور الى حدضياع اراضي شاسعة من الوطن,وسقوطها تحت حكم داعش,ومانجم عنه من تشريد وقتل الملايين,من ابناء الشعب؟هل الشعب العراقي عبارة عن حقل تجارب,وبالونات اختبار,ونماذج مختبرية لقياس القدرة القصوى على الصبروالمعاناة,واستثمارها في البحث العلمي,لخدمة علم النفس,والامراض السايكولوجية,وتاثيرها على الانسان؟هناك الف سؤال وسؤال,لكن الخلاصة تقول:-ان محاكمة المالكي ضرورة قصوى,لكن ليس عن طريق البيت الابيض,بل بواسطة القضاء العراقي,حيث حان الوقت لكي نبني سلطة قضائية محترفة نزيهة,تقوم قبل كل شئ,بمحاسبة مجلس القضاء الذي اسسه المالكي لخدمة اغراضه وطموحاته على حساب الحق العام,والذي حاباه في كل ماطلبه,حتى وصل الامرالى مايشبه زمن صدام,كل مايريده,المالكي,يمليه على مجلس القضاء,ليقوم باصدار قرارت بنفس النص,,حتى اصبح مهزلة مضحكة,وخصوصا في اللحظات الاخيرة التي كاد ان يحكم لدولة القانون بانها الكتلة الاكبر,وماكان سينجم عن ذلك من اضطرابات وحرب اهلية وتمزيق كامل للوطن,يجب أن يحاسب المحمود وطاقمه ,ويحاكموا على ماارتكبوه,ويصبحواعبرة لمن اعتبر,لكي لاتتكررالمأساة,وحتى نبدأ خطوات جدية نحو حكم ديموقراطي حقيقي,بعد سنوات المعانات التي عاشها العراقيون بتضحية وصبر قل مثيلهما على مر التاريخ..والحقيقة اني من اول المؤيدين لمحاكمة المالكي,ولااقول ادانته,لأن الامرمختلف,وادرك بأن القضاء له اليات,وان اهم حقوق المتهم هو السماح له بالدفاع عن نفسه,وتوكيل محاميين لنفس الغرض,,لكني على قناعة تامة,بان القرار النهائي لن يكون في صالحه,لأن مارتكبه من جرائم ,يكاد يراها الاعمى ويسمعها الاصم,املنا كبير,وقناعتنا بان طريق الحرية صعب وطويل ووعر,لكن رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة,اتمنى ان يبدأها الدكتور العبادي,لنسير وراءه,وعلى بركة الله