المقدمة :
يخطأ من ينجر بلا تفكير لدمغ الإرهاب المنتشر انتشار النار في الهشيم في منطقة الشرق الأوسط بكونه إرهاب طائفي ، أو انه إرهاب طائفة معينة كما تدمغ دائما به الطائفة السنية لكون كل إرهابيي القاعدة ومشتقاتها من دولة العراق والشام الإسلامية ، وجبهة النصرة للجيش السوري الحر وبقية التشكيلات الإرهابية التي خاضت معارك ما يسمى بـ " الربيع العربي " ، بدءا من تونس مرورا بليبيا واليمن وصولا إلى مصر وسورية ، هي نتاج تشكيلات وقوى سنية سلفية أو وهابية تكفيرية نبعت بعضها من التشكيلات الإرهابية التي تشكلت في بدايات القرن الماضي عند تشكيل منظمة الاخوان المسلمين بتوجيه من الاستعمار البريطاني ، وفرخت القاعدة المنظمات الإرهابية الحالية بعد ان تشظت من جماعة التكفير والهجرة المصرية . لكن هذا لا يعني اتهام لكافة الطائفة السنية بالإرهاب الذي يحصد أرواح الناس من كافة الطوائف والأديان وبدون تمييز، وأساء للدين الإسلامي ، وصوره أمام العالم كدين إرهاب وقتل وقطع للرؤوس .
وحقيقة الوضع التدميري الحالي لمنطقة الشرق الأوسط الذي جر شيئا فشيئا لبنان الملتهب طائفيا لمعمعة التفجيرات المسلحة والتفجيرات الإرهابية ، وإشعال نار الفتنة المتأججة فيه ، تدعونا للتأمل والنظر بحكمة لما يجري من تحضيرات كبيرة لزيادة البؤر الملتهبة لتتناغم كل منطقة الشرق الأوسط وأجزاء من أفريقيا العربية كمصر وتونس والجزائر، ماعدا إسرائيل بالنيران المشتعلة فيها مع الموجة الإرهابية وتكون هي السمة الغالبة ، وحديث الساعة .
وبعيدا عن الاتهامات ، والإيمان بنظرية المؤامرة فقد نبهنا منذ بداية اشتعال وهج ما سمي بـ " الربيع العربي " بالدور الكبير للقوى الصهيونية العالمية التي أنابت عنها شخصية صهيونية معروفة جالت بين " الثوار " الجدد من " أبطال الناتو " مدعومة بفتاوى رجال دين مسيسين ومبرمجين ، ودعم سعودي وقطري وخليجي لإسقاط دكتاتوريات نصبتها المخابرات الأمريكية CIA ، والتي عادت للتخلص منها بعد ان استنفدت الاغراض والمقاصد منها ولكن عن طريق اشاعة الفوضى ، والحرب الاهلية وفق نظرية امريكا الجديدة التي اطلقت عليها " نظرية الفوضى الخلاقة " ، والتي كانت ارض الرافدين ارض التجربة التي طبقت عليها نظريتها ولكن باسلوبها القديم ، وعن طريق التدخل العسكري لاسقاط عميل سابق اسمه صدام حسين ، استنفذت المخابرات الامريكية كل الاغراض منه بعد خدمته الطويلة لها والتي استمرت ثلاث قرون ونصف القرن عاث فيها في العراق ,والمنطقة برمتها حروبا وقتلا وتدميرا وارجع بلاد الرافدين قرونا عديدة للوراء * * .
ولكن ظهور التكتيك الجديد في حرب الانابة تطلب ظهور الشخصية الصهيونية ومرشح الرئاسة الصهيوني السابق في دولة اسرائيل " برنارد هنري ليفي " ، ودعونا نعيد سيرة هذا الرجل الذي تحرك بكل وضوح وضمن المخطط الامريكي – الصهيوني لتخريب بلدان المنطقة وتقسيمها لاحقا ( اليد الخفيه " برنارد هنري ليفي " ودوره في ثورات العرب ) :
HYPERLINK "http://www.youtube.com/watch?v=h4NfHZmvcmk&list=ULh4NfHZmvcmk" http://www.youtube.com/watch?v=h4NfHZmvcmk&list=ULh4NfHZmvcmk
اذن كان هناك محرك فاعل استجابت له قوى هجينة مختلطة بعضها محسوب على الاسلامويين ، والمتاسلمين ، وعلى راسهم التكفيريين ، وتجار الحروب ، ونهازي الفرص من حثالة البروليتاريا وقوى سياسية مرتبطة اصلا بمخابرات اجنبية كما حدث في ليبيا وسوريا ، ويحدث في العراق . وتناغم العديد من بقايا مخابرات ورجال النظم الدكتاتورية السابقة مع التغييرات الجديدة التي حملها رجال الناتو ، وفقهاءه كالقرضاوي ومساعده علي قره داغي حاملي الجنسية القطرية ، وتنادى لحمل رسالة الشر الاخوان المسلمون والسلفيون والوهابيون ممن خرج من مجاهل التاريخ وكتبه الصفراء ، وكهوفهم المظلمة ، ليصبحوا قادة وثوار لجيوش الناتو المتلفعة بالدين الاسلامي ، والحاملة رايات الموت تحت صرخات اصواتهم الكريهة وهي تستخدم لفظ الجلالة المقدس خاصة عند اقترافهم لجرائم تقشعر منها الابدان وهم يصرخون بصوت حيواني أجش " الله اكبر " ، وايديهم تقبض على السيوف لقطع الرقاب . وهو ما شوه ايضا دين التسامح والسلام الدين الاسلامي وجعله العوبة بيد الارهابيين وصناع الموت وتجار الدين يرددون بصوت ببغاوي عند اقتراف كل جريمة " الله واكبر " ، دون الحسبان لقدسية وجلال العبارة .
ما يحصل ليس كما يصوره البعض معارك طائفية ، رغم ان طائفة معينة كانت ولا زالت الوريث المتسلط للدولة الاموية والعباسية والاستعمار العثماني البغيض ودول الطوائف ، استجاب بعض ابنائها بحكم حب تسلم السلطة او العودة للسلطة والانغماس في الهيمنة للتكتيك الامريكي الجديد في تدمير منطقة الشرق الاوسط ، وبث الرعب من خلال دعم ارهاب القاعدة وبقية اخواتها السلفية في المنطقة ، وتاكيدا على ما نقول اعيدوا النظر فيما فعله الصهيوني ( برنارد هنري ليفي ) ، الذي لم يتصل سوى بشخوص سنية ، واقرؤوا خريطة القاعدة وجبهة النصرة الارهابية واخواتها تعرفوا من الطائفة التي إستغلت واسرجت والجمت وتهيأت لقتال الامنين من المواطنين في دول كان من سوء حظها انها دول نفطية ، وتتطلع كارتلات دولية لاستغلال الغاز المكنون تحت اراضيها مستقبلا وخاصة مواقع الغاز في شرق المتوسط ، فحصلت كل تلكم " الثورات " التي قادها ثوار الناتو من حثالات البروليتاريا بوجوههم الغريبة ولحاهم العجيبة الخارجة من كهوف التاريخ المظلمة .
فليس هناك ستراتيج سعودي ولا غيره من حكام دول أميي المنطقة بل هي خطط قديمة جديدة لاستغلال كل ثروات المنطقة من قبل قوى احتكارية عالمية ، واحكام الطوق الامني الخارجي عليها ، بواسطة المنفذين القدماء الجدد من متخلفي العالم الذين يملكون آبار النفط وثرواتة .وألا كيف تم التنسيق للخط الفكري التكفيري بين القاعدة وقوى التكفير برمتها مع كيانات تحسب كدول مثل دولة علبة الكبريت قطر؟ ، وكيف يتم نقل السلاح والرجال والأموال الضخمة ومن يقوم بنقلها مع عيون رجال المخابرات العالمية المفتوحة؟؟!.
خطوط انابيب الغاز:
فالدور السعودي لم يك دورا جديدا تطلبته المرحلة الاستعمارية الراهنة التي استبدلت الحرب والتدخل المباشر بالحروب الاستعمارية القديمة باشاعة الفوضى وتحشيد كم هائل من الارهابيين من مختلف العالم للحرب بالوكالة ، بل ترجع جذوره الى تأسيس الكيان السعودي الرجعي المتخلف ايام الملك عبد العزيز بن سعود من قبل بريطانيا التي اوفدت لذلك الغرض الجنرال " جون فلبي " الذي اصبح فيما بعد " الحاج عبد الله فلبي " *.
فالمملكة تسير للامام وفق اتفاق الباخرة السابق بين الملك عبد العزيز ال سعود ، ففي فبراير/شباط 1945 وقبل أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها كان الملك عبد العزيز بن سعود والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت يلتقيان سرا في البحيرات المرة في مصر. وقد تحدث سياسي اسيوي مشهور عن هذه العلاقة وهو لي كوان يو (رئيس وزراء سنغافورة في الفترة 1959 ـ1990)، يقول "التفاهم الذي توصل إليه روزفلت والملك عبد العزيز على ظهر السفينة الحربية كوينسي، لم يكن قليل الأهمية، فقد كان أساس الاستقرار في الخليج، وهي منطقة مضطربة ولكنها حيوية، في الـ 63 سنة الماضية. وعاشت معاهدة كوينسي ثلاث حروب عربية إسرائيلية واستمرار النزاعات ذات الكثافة المحدودة بين العرب والإسرائيليين.". ولاهميتها التاريخية والستراتيجية وفي الذكرى الستين لانعقادها أقامت "جمعية أصدقاء السعودية" حفلا حضره حفيد الرئيس الأميركي روزفلت وعدد من بحارة السفينتين "يو اس اس كوينسي" و"يو اس اس ميرفي" الذين شهدوا اللقاء. وألقى الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون كلمة وصف فيها القمة بأنها وضعت "بذرة علاقات الصداقة بين البلدين".
هذه البذرة وبعد الجهود البريطانية لتحويل امارة الدرعية لدولة شاسعة سميت باسم عائلة هي " السعودية " ، التي كان لها دور كبير في الحفاظ على المصالح الاستعمارية في المنطقة واولها موافقة خطية من قبل عبد العزيز بن سعود على اقامة دولة اسرائيل ، ومن ثم في الحفاظ على الكيان اليهودي طيلة السنين الماضية وليومنا هذا .
وكانت المملكة السعودية دائما وابدا تعمل عمل دواسة الكابح لاسعار النفط ، وخاصة في الازمات الدولية ، وتتحكم باسعاره بموجب العرض والطلب للاسواق العالمية طوال اكثر من ستين عاما ومنذ انتهاء الحرب الكونية الثانية .
وكان الصراع العالمي طوال الفترة الماضية صراعا على النفط ، الذي تحول في الفترة الاخيرة من صراع على مراكز النفط في العالم الى صراع على مناطق مرور الغاز الطبيعي الذي اشعل المنطقة اخيرا باسم " الربيع العربي " .
حروب بالنيابة:
شكل التدخل الاستعماري المباشر ، بتجييش الجيوش الجرارة والمعدات الحربية وادوات الموت خسارة كبرى لاقتصاد الدول الاستعمارية وعلى راسها امريكا ، مضافا لكل ذلك الاوضاع المعنوية للشعوب ، وما تجره ويلات الحروب من مآسي وامراض نفسية وخسائر بشرية للجنود المشاركين في الحروب . لذلك استعيض عن كل ذلك في الاونة الاخيرة بشعوب دول المنطقة نفسها كما حصل في حروب الناتو الجديدة التي اطلق عليها اسم شاعري ورومانسي ورنان هو " الربيع العربي " ، وعندما تصعب الامور ويتطلب اسقاط النظام يجري تحرك عسكري مساند لـ " ثوار الناتو " كما حصل في الحالة الليبية تشترك فيه قاذفات الدول الاستعمارية بضرب الاهداف الحيوية وبتمويل خليجي مسبق لغرضين اساسيين هما تخريب البنى التحتية وتدميرها ، وقطع الإمدادات العسكرية والتعجيل باسقاط النظام ، والغرض الثاني التفكير بالاستفادة من اعادة البناء بعد اسقاط النظام من خلال الشركات الاستعمارية الاجنبية . اضافة لتشكيل دول غير قوية او متماسكة اجتماعيا وسياسيا وليست ذات نفوذ . او تقسيمها رسميا او شكليا على شكل كيانات هزيلة متفرقة لا يربطها سوى اسم الدولة كما هو الحال في ليبيا والعراق وسوريا حاليا ، ويحاولون جاهدين اضعاف مركزية الدولة المصرية بتنشيط القوى الارهابية من التكفيريين والقاعدة .
اذن نحن امام خطر ماحق وقاتل لدول المنطقة وشعوبها لغته الاولى ، عجلات مفخخة ، وعبوات ناسفة ، وعويل وصراخ همجي يردد " الله واكبر " وجثث يحرقها الارهاب بدون عدد والقادم اعظم ...
يتبع .....
* الحاج عبد الله فلبي : هاري سانت جون بريدجر فيلبي من مواليد سيلان " سيريلانكا " (بالإنجليزية: Harry St. John Bridger Phillby) (3 أبريل 1885 - 30 سبتمبر 1960)، ويعرف أيضاً باسم "جون فيلبي" أو الشيخ عبد الله، هو مستعرب، مستكشف، كاتب، وعميل مخابرات بمكتب المستعمرات البريطاني. لعب دوراً محورياً في ازاحة العثمانيين عن المشرق العربي وخاصة عن السعودية والعراق والأردن وفلسطين. أعلن إسلامه وخطب الجمعة في الحرم المكي عن فضائل آل سعود على الهاشميين حكام الحجاز سابقاً . لعب دورا فعال في قيام شركة أرامكو تزوج من أمرأه نجدية وأنجب ابنه الوحيد كيم فيلبي. يبدو أنه غير ولاءه من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في ثلاثينات القرن العشرين, مما دفع المخابرات البريطانية والروسية للتجسس عليه لدوره المحوري في المشرق العربي بتجنيد ابنه كيم فيلبي وغيره. ارتقى ابنه سلم المناصب في المخابرات البريطانية حتى رشح رسمياً لرئاستها عام 1963, وعندها انكشف أنه عميل للاتحاد السوفيتي كانت فضيحة مدوية .
** 1 - شطارة الحاوي الأمريكي في استلاب ثروات العرب من خلال لعبة الفيسبوك
HYPERLINK "http://www.alsaymar.org/my%20articels/24042011myarticle08.htm" http://www.alsaymar.org/my%20articels/24042011myarticle08.htm
2 - جغرافية العالم الجديد وفق الرؤية الأمريكية
HYPERLINK "http://www.alsaymar.org/my%20articels/15032011myarticle07.htm" http://www.alsaymar.org/my%20articels/15032011myarticle07.htm
* ناشط في مجال مكافحة الإرهاب
HYPERLINK "http://www.alsaymar.org" www.alsaymar.org
HYPERLINK "mailto:alsaymarnews@gmail.com" alsaymarnews@gmail.com