اعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، ويا بخت من قدر وعفى، مثلان او حكمتان او قولان مأثوران، سنحتاجهما في الحديث عن الخروقات، التي تغض الدولة، نظرا عنها؛ سافحة حق الشعب العراقي؛ جراء ضعف المسؤولين امام المغريات والتهديدات معاً.. الجزرة والعصا، مثل ارانب بافلوف الشهيرة.
ما زال الاخوان دباس.. هيثم وفاضل، يبسط احمد البدران ذراعيه في وصيدهما، طلقاء والعراقيون يموتون يوميا بالعشرات جراء اجهزة كشف المتفجرات (السونار) الفاسدة.
فبأي آلاء تتسامح الحكومة معهم، ومن فوضها تقديم دم الشعب قرباناً للإرهابيين؛ انها لم تنتخب لهذا...
سلسلة مآخذ على اطراف الصفقة، والعرى المرتبطة بها، من دون انفكاك، وضع الجانب البريطاني، حداً لها، مع كونه المستفيد، وتركها العراق سائبة، برغم حجم الاضرار الكارثية، التي لحقت به، من سونار الدباس.
بادرت بريطانية الى محاكمة رئيس الشركة المصنعة لأجهزة كشف المتفجرات التي صدرها للعراق، بموجب صفقة، مبرمة مع احمد البدران وهيثم وفاضل الدباس، لصالح وزارة الداخلية، من خلال مصرف (المتحد) الذي لم يجرِ اية معاملات مالية، سوى هذه الصفقة، تم تبادل ملكيته، في لحظات تزامن الاستلام والتسليم، ثم اختفى المصرف، في سلسلة اجراءات، ضيعت دم قبائل، بين ثلاثة رجال.
فالنكتة التي تحور في محاولة قريش قتل الرسول محمد على اساس اضاعة دمه بين قبائل مكة: "من كل رجل قبيلة" حققها الدباسان وشريكهما البدران، اذ تواطأت معهم مراكز قوة فاعلة في وزارتي الداخلية و(العلوم والتكنلوجيا) ومكتب رئيس الوزراء، فيما اختصر الامام علي الامر، بالمبيت في فراش الرسول، وهموا بقتله، لو لا ان تنبهوا في اللحظات الاخيرة.
وأنى لآكلي السحت الحرام، رشاوى و... فساد، ان يتشبهوا باخلاق علي.. عليه السلام، مع انهم أشد ادعاءً بالتقوى العلوية والتمظهر تشبها به.
انهم يجلدون الناس، بطروحات دينية، تقوم على جهاد علي واستشهاد الحسين.. عليهما السلام، لكنهم يتصرفون بابعد ما يكون عن اخلاق علي والحسين.
لماذا ينتدب للصفقة موردين ومصرف؟ لماذا لم تتم الصفقة من خلال الوزارة والمديريات والاقسام المعنية فيها، مثلما لا يحق لحكومة او قضاء، التسامح بدم العراقيين؛ تهافتا من اصحاب القرار، امام المغريات، وليس ايمانا بالتسامح؛ فهذه القضية ليست موضع تسامح، ولا يصح فيه، سوى التواطئ تسمية بديلة عما يدعون... تسامح؟ يا تسامح هذا وانتم تهدرون ثأر العراقيين، ممن قتلوه، وتواصلون تسليم رقاب الناس للارهابيين، إذ تستمرون باستخدام اجهزة السونار التي تخدعها المفخخات؛ لأنها من عالم آخر غير المتفجرات.. لم تصمم لها، انما صممت لأستغفال العراقيين، بتواطئ من حكومتهم واجهزتها الامنية.
مقالات اخرى للكاتب