Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ليلة مدهشة بباب البنت عبير
الأربعاء, تشرين الأول 19, 2016
علي السوداني

 

نسمات‭ ‬منتصف‭ ‬الخريف‭ ‬المسائية‭ ‬المنعشة‭ ‬،‭ ‬تشبهُ‭ ‬أول‭ ‬شباط‭ ‬اللبّاط‭ ‬وطقوسه‭ ‬المبهجة‭ . ‬

الهررةَ‭ ‬بدأت‭ ‬تهرّ‭ ‬وتفرّ‭ ‬وتخيط‭ ‬وتخربط‭ ‬وتمشي‭ ‬على‭ ‬حلِّ‭ ‬شعرها‭ ‬ورزقها‭ . ‬صوت‭ ‬فيروز‭ ‬المذهل‭ ‬يرنّ‭ ‬برأسي‭ ‬،‭ ‬مثل‭ ‬حكاية‭ ‬عذبة‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬طعمها‭ ‬يلبط‭ ‬في‭ ‬سقف‭ ‬الذاكرة‭ ‬‮«‬‭ ‬ورقو‭ ‬الأصفر‭ ‬شهر‭ ‬أيلول‭ ‬تحت‭ ‬الشبابيك‭ ‬،‭ ‬ذكّرني‭ ‬وورقو‭ ‬ذهب‭ ‬مشغول‭ ‬ذكّرني‭ ‬فيك‭ ‬‮«‬‭ ‬

عمّال‭ ‬الكهرباء‭ ‬لم‭ ‬يصلحوا‭ ‬قنديل‭ ‬الزقاق‭ ‬المنطفىء‭ ‬منذ‭ ‬أسبوع‭ . ‬ألزقاق‭ ‬المظلم‭ ‬سترٌ‭ ‬وطمأنينة‭ ‬للحرامي‭ ‬الخوّاف‭ . ‬لو‭ ‬كان‭ ‬المشهد‭ ‬مستلاً‭ ‬من‭ ‬فلم‭ ‬هوليوديّ‭ ‬عظيم‭ ‬،‭ ‬لكتبتُ‭ ‬أنّ‭ ‬العمال‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬كسر‭ ‬القنديل‭ ‬الأبيض‭ ‬،‭ ‬وليلةَ‭ ‬ينجح‭ ‬الولد‭ ‬الوسيم‭ ‬ليوناردو‭ ‬دي‭ ‬كابريو‭ ‬في‭ ‬سرقة‭ ‬بنك‭ ‬الحارة‭ ‬،‭ ‬فأنه‭ ‬سيلتقي‭ ‬بهؤلاء‭ ‬المتواطئين‭ ‬الأوغاد‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬حانة‭ ‬مرمية‭ ‬خارج‭ ‬قرية‭ ‬الشريف‭ ‬،‭ ‬ويُثقل‭ ‬جيوبهم‭ ‬بالدولارات‭ ‬،‭ ‬وبطونهم‭ ‬بكؤوس‭ ‬الويسكي‭ ‬الفاخر‭ ‬،‭ ‬ولحم‭ ‬الضان‭ ‬والكافيار‭ ‬النفيس‭ .  ‬

البارحةَ‭ ‬اعتصمتُ‭ ‬بجوف‭ ‬غارٍ‭ ‬عتيقٍ‭ ‬منسيٍّ‭ ‬عند‭ ‬قَدَمِ‭ ‬جبل‭ . ‬كرعتُ‭ ‬عشرين‭ ‬كأساً‭ ‬وكأسين‭ . ‬رأيتُ‭ ‬فيما‭ ‬ترى‭ ‬الصحاة‭ ‬المتصوّفة‭ ‬بالحروف‭ ‬،‭ ‬أنَّ‭ ‬الناسَ‭ ‬قد‭ ‬صارت‭ ‬تمشي‭ ‬على‭ ‬رؤوسها‭ ‬،‭ ‬ومداساتها‭ ‬ترفرف‭ ‬في‭ ‬الأعالي‭ . ‬ضحكتُ‭ ‬عليَّ‭ ‬كثيراً‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬فرط‭ ‬الضحك‭ ‬،‭ ‬فزَّ‭ ‬عاشرُ‭ ‬جارٍ‭ ‬وانكسرتْ‭ ‬قارورة‭ ‬النبيذ‭ . ‬أحببتُ‭ ‬جداً‭ ‬المقطع‭ ‬الفائت‭ ‬من‭ ‬المكتوب‭ . ‬سأبني‭ ‬فوقه‭ ‬قصةً‭ ‬قصيرةً‭ . ‬سأصيّر‭ ‬الغار‭ ‬حانةً‭ ‬مكتظة‭ ‬بالناس‭ . ‬سأكتشف‭ ‬أنني‭ ‬أسوقً‭ ‬مائدتي‭ ‬وحدي‭ . ‬أضرب‭ ‬كأسي‭ ‬بفم‭ ‬الزجاجة‭ ‬،‭ ‬فتردّ‭ ‬عليَّ‭ ‬برنّةٍ‭ ‬تشبه‭ ‬كثيراً‭ ‬جملة‭ ‬‮«‬‭ ‬بصحتك‭ ‬بغداد‭ ‬العليلة‭ ‬‮«‬

لا‭ ‬معنى‭ ‬أبداً‭ ‬لوجود‭ ‬بائع‭ ‬الجواريب‭ ‬العجوز‭ ‬ببطن‭ ‬هذه‭ ‬المدخنة‭ ‬السكرانة‭ . ‬ليس‭ ‬بعبّي‭ ‬فائض‭ ‬ليرات‭ ‬كي‭ ‬أشتريَ‭ ‬منه‭ ‬جورباً‭ . ‬ألتلفزيون‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬كائنٌ‭ ‬فائضٌ‭ ‬مسخٌ‭ ‬ملطخٌ‭ ‬بالدم‭ ‬وبالدموع‭ ‬،‭ ‬ووجوه‭ ‬الزبائن‭ ‬تطفو‭ ‬وتتلألأ‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬الكأس‭ . ‬إنثلم‭ ‬حزني‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬بائع‭ ‬الجواريب‭ ‬الذكيّ‭ . ‬

لقد‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬قنص‭ ‬زبونٍ‭ ‬رحيم‭ . ‬كان‭ ‬بودّي‭ ‬أن‭ ‬أقترح‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يملأ‭ ‬سلته‭ ‬،‭ ‬ببضاعة‭ ‬تعزف‭ ‬على‭ ‬وتر‭ ‬اشتهاءات‭ ‬سهارى‭ ‬الخمّارة‭ . ‬سأرسم‭ ‬مشهداً‭ ‬آدمياً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬،‭ ‬وأنادي‭ ‬على‭ ‬الجواريبجي‭ ‬الجميل‭ ‬ليستوطن‭ ‬الكرسي‭ ‬قبالتي‭ . ‬أنا‭ ‬يا‭ ‬شقيقي‭ ‬مثلك‭ . ‬كلانا‭ ‬هبط‭ ‬من‭ ‬فرْج‭ ‬زمان‭ ‬الأبيض‭ ‬والأسود‭ . ‬سأقنعه‭ ‬ببيع‭ ‬السكائر‭ ‬مثلاً‭ ‬،‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬أصنع‭ ‬وأدور‭ ‬بخمّارات‭ ‬بغداد‭ ‬العباسية‭ ‬الطيبة‭ . ‬سأبهّر‭ ‬النصَّ‭ ‬بامرأة‭ ‬ثلاثينية‭ ‬اسمها‭ ‬عبير‭ . ‬عبير‭ ‬هي‭ ‬ضيف‭ ‬مكرور‭ ‬على‭ ‬مساء‭ ‬الحانة‭ . ‬ألثلاثينية‭ ‬الشهية‭ ‬ببنطال‭ ‬الجينز‭ ‬الضيق‭ ‬وبقميص‭ ‬نبيذيّ‭ ‬شفّاف‭ ‬،‭ ‬توزع‭ ‬الإبتسامات‭ ‬والضحكات‭ ‬السينمائية‭ ‬على‭ ‬الندامى‭ ‬كلهم‭ . ‬ألسكارى‭ ‬يتشممون‭ ‬كما‭ ‬قطط‭ ‬حاوية‭ ‬،‭ ‬عطر‭ ‬البنت‭ ‬عبير‭ ‬فيزيدون‭ ‬الكأس‭ ‬كأسين‭ ‬،‭ ‬أمّا‭ ‬الشاطر‭ ‬أنا‭ ‬فسوف‭ ‬يكون‭ ‬بمستطاعي‭ ‬،‭ ‬كشف‭ ‬الإبتسامة‭ ‬الخفيفة‭ ‬التي‭ ‬يرسلها‭ ‬صاحب‭ ‬الحانة‭ ‬للمرأة‭ ‬اللذيذة‭ ‬،‭ ‬فتردّها‭ ‬إليه‭ ‬يابسةً‭ ‬مأخوذةً‭ ‬من‭ ‬ضلع‭ ‬تبادل‭ ‬المنفعة‭ . ‬سأنهضُ‭ ‬اللحظةَ‭ ‬وأقبّلُ‭ ‬يدَ‭ ‬عبير‭ ‬الترفة‭ ‬،‭ ‬وأخرج‭ ‬من‭ ‬الحانة‭ ‬كي‭ ‬تنتهي‭ ‬قصة‭ ‬الليلة‭ .‬

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44386
Total : 101