القوى العالمية في مأزق لا مناص منه، فالهيمنة على دول العالم الثالث والسيطرة على الاقتصاد الدولي، والتحكم بمفاصل حياة الشعوب هي ما تطمح اليه تلك القوى العظمى.
امريكا والتي برز نجمها بعد الحرب العالمية الثانية، لتسيطر على الدول النامية، ودول العالم الثالث، والمناطق الحيوية في الشرق الاوسط، جل ما تطمح اليه هو الابقاء على مركزها، وبأي وسيلة كانت، وقد وصل بها الامر الى ان تتدخل في تغيير الكثير من الحكومات المناؤة لها سواء بالخيار العسكري، والاجتياح، او من خلال مد المعارضين بالسلاح والمرتزقة، او بالخيار البارد، من خلال اسقاط الحكومات داخليا عن طريق تهشيم البنى التحتية للحكومات من خلال من يديرونها.
مناطق الصراع العالمي لا تكاد تهدأ، فكل يريد اثبات جدارة البقاء، وبأنه الاقوى، وهذه الصراعات اودت بالدول الكبرى، للتعامل مع اكثر عدد من الحلفاء، ومن هم يمتلكون قوى لا يستهان بها، والعنصر المشترك هو خلافه مع الاخر.
روسيا "الاتحاد السوفيتي سابقا" البطل الذي فقد ميداليته بعد نزال افغانستان، وانهيار الاتحاد السوفيتي، هي الاخرى، مطالبتها بالثأر لان امريكا سبب الانهيار، واثباتها لقوتها، وحماية مصالحها، وتصدرها بالواجهة ضد اي قرار امريكي، وتعنتها، وردها المباشر، سلط عليها الاضواء، حتى باتت الغول الذي تخشاه امريكا في كل قرار تتخذه، قرب منها حلفاء قاسمهم المشترك هو العدو الامريكي.
الدول النووية هذه، نقلت ساحة صراعاتها الى منطقة الشرق الاوسط، والوطن العربي خصوصا لتصفية حساباتهم، وما تنعم به المنطقة من صراعات وحروب داخلية، اخذت مأخذها منها، سهل لهم الامر في التوغل بكل شيء، لبرهنة من الاقوى.
امريكا تساند العراق من جهة في حربه ضد داعش، لكنها تدعمهم بالخفاء "اي داعش" لابقاء الصراع، وليكون العراق البوابة الداعمة لداعش في سوريا، لاسقاط حكومة الاسد، والذي تعمل على اسقاطه هي ومرتزقتها، ولكن روسيا تأبى ذلك لتكون حجرة العثرة في طريق ذلك، فاتخذت امريكا تواجد داعش في العراق، والتأخر في الاجهاز عليهم، ومدهم بالسلاح والمستشارين، لاجل ضرب التحالف الروسي-السوري، والاضرار بالماكنة الروسية، والهدف هو اضعافها.
اسقاط بشار الاسد، سيساهم بعزل جنوب لبنان عن ايران الداعم لحزب الل.. هناك، وبالتالي اضعافه، وتأمين اسرائيل عن الخطر المحدق بها، فسوريا جسر العبور بينهما، ولتسيطر امريكا اكثر على المنطقة برمتها، ولتكون قريبة جدا على ايران المارد المخيف للبيت الابيض.
الصين العدو اللدود لامريكا، والتي تشكل مع روسيا، قوى ستدفع امريكا ثمنا باهضا، فيما لو اطلقت شرارة حرب ضدهما، فهل ستجازف ياترى؟
اخيرا نقولها وعلى مضض، صراع الدول لاطلاق الحرب العالمية الثالثة، سيجر الجميع الى الهاوية، وسيعيد بني الانسان الى العصور الحجرية.
مقالات اخرى للكاتب