الزمان برس
"ان تأتي بمضمد صحي ليكون متحدثا باسم وزارة سيادية".. هذا هو اعلان لموت "التكنوقراط" قبل ان يولد اصلا٬ والواضح ان ما يدور "تحت" طاولات المسؤولين المتنفذين في الحكومة في اجتماعاتهم "المغلقة" من صفقات وتعيينات وترقية اشخاص لا يعرفون "من اين تشرق الشمس؟!"٬ الى مناصب مهمة وحساسة في وزارات سيادية هو امر يعبر عن "استهتار" الساسة وتغافلهم عن مطالب الشعب الذي يقدم جنودا وشبابا للذود عنه من تنظيم داعش الذي اسقط الموصل بنفس طريقة الفساد التي جاءت "بمضمد صحي" وجعلته متحدثا رسميا باسم وزارة الخارجية. احمد جمال٬ الشخصية التي اختارها وزير الخارجية٬ ابراهيم الجعفري٬ ليكون المتحدث الرسمي باسم الوزارة٬ رغم ان كل المقربين منه٬ والموظفين الذي يعملون معه يؤكدون ان جمال لا يملك أي شهادة او حتى على الاقل "سي في" يؤهله لان يكون بهذا المنصب الحساس الذي يعبر عن الوزارة بشكل كامل٬ لكن ارادة "الفساد" وعامل الرشاوى وتفضيل صلات القرابة والخوف من "المهنية" لأنها قد تطيح برؤوس فساد كبيرة وكثيرة في الخارجية ادت الى اختيار جمال ليكون بمنصب يحتاج الى خبرة ودراية و"حنكة" في التعامل الدبلوماسي خصوصا وان العراق يشهد ازمات متتالية مع دول الجوار٬ فيما بقى اداء احمد جمال وكلامه "هواء في شبك" بسبب تسنمه لمنصب لا يتناسب مع "شخصيته" اساسا. يعمل جمال وفق مبدأ انتشر في المؤسسات الحكومية بشكل كبير وهو "ادفع تبقى"٬ فهو يعالج "نقصه" ودرايته بأنه "مو كدها" بسد افواه من حوله بـ"الايفادات والمكافات"٬ التي تصرف اليهم حتى لا يتم "حركه" امام المسؤولين الكبار في الوزارة٬ بقى جمال منذ استلامه منصبه الحالي الى اليوم٬ لا يتحرك أي حركة تعبر عنه ابدا٬ فهو "بيدق" اشخاص يعتبرون رقم واحد في الخارجية٬ ففي كل مشكلة يواجهها جمال ولا يعرف كيف التعامل مع معطياتها يلجئ اليهم ان كان الجعفري خارج العراق٬ وان كانت المشكلة كبيرة لا يتدخل ابدا الا ان يعود "الراعي الرسمي" لوجوده في الخارجية٬ ليشير اليه بالخطوات التي يقوم بها دون ان يناقشه حتى٬ فجمال يعتبر كل ما يقوله الجعفري هو "الحق والصواب"٬ وهذه هي الحقيقة فعلا.. فيكف تتم مناقشة شخصا انتشله من "عيادات المرضى ورائحة الديتول"٬ الى ايفادات الدرجات الخاصة٬ فهو يشعر ان نقاش الجعفري هو "رفس للنعمة" و "بطرا" على ما هو عليه. قضية امتلاء الوزارات العراقية٬ بشخصيات حاضرة جسديا "فضائية" مضمونا٬ صارت من بديهيات انشاء الكوادر الوزارية٬ فحكم القرابة والرشاوى والعمولات٬ ومبدأ "عينلي واعينلك"٬ هو السائد للأسف في اروقة الوزارات ولم يعد ذلك سرا ابد فكل المراقبون للشأن الداخلي العراقي يبينون صراحة استشراء الفساد الاداري والمالي في عموم المؤسسات العراقية٬ وكان "المضمد" والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية احمد جمال٬ احد صورها..!
مقالات اخرى للكاتب