من لم يشك لم ينظر,
ومن لم ينظر لم يبصر,
ومن لم يبصر بقى فى متاهات العمى والضلال
الإمام أبو حامد الغزالى
دولة الخلافة الإسلامية " داعش "لم تتكئ على عصا وتشق طريقها في العراق وسوريا تخبطا في ظلمة صحراء العرب , سارت بإقدام واثقة ثابتة على منهج اسلامي وما نتج عنه من عادات وتقاليداوجبها شرع الاسلام ,سادت في عصر دولة صدر الإسلام ,دولة الرسول وطبقت أحكامها ونصوص شريعة الدين الإسلامي الواردة بإحكام دستورنا القرآن المجيد . الاسلاميون يبرؤون بعضهم البعض ,والمسلم رذيلا سارقا قاتلا كان, يحابى ويصفح عنه لنطقه بالشهادتين دفاعا عن الدين الاسلامي وحفاظا على وجهه ابيضا ناصعا , وما علم دولة الخلافة الاسلامية داعش الا رمز مقدس يحمل اسماء الله والنبي وشهادة لا اله الا الله محمد رسول الله , ويتردد الكثيرون في رمي هذا العلم في الارض او حرقه, خفق هذا العلم الرمز على جبل عرفات ولم يجرآ احد على تمزيقه مثلما حملت بعض صدر صفحات الصحف الصادر في المملكة العربية السعودية تحذيرا الى الناس ان لا ترمى في الارض او القمامة لانها تحمل في طياتها ايات قرآنية , فعلم داعش المزخرف بالشهادة واسماء الله والرسول كفيل ببرائتها مما ارتكبته من جرائم بشعة بحق الانسانية , ضج نواب البرلمان العراقي بالصراخ الشيعي والسني ضد النائبة الايزيدية السيدة الدخيل حين ذكرت " اننا نذبح تحت راية لا الله الا الله " فما كان من رئيس البرلمان الاستاذ الجبوري الا مطالبتها بالتوقف عن اللقاء كلمتها , شيعة وسنة يقدوسون راية لا الله الا الله محمد رسول الله التي ترفعها داعش ومن يقف تحت هذه الراية هو مسلم عبد الله لا يجوز قتله او تجريحه ,وهو منزه من الخطايا " هدم الكعبة اهون على من قتل انسان مسلم " , مواطنوا الدولة الاسلامية داعش هم في نظر الملايين من المسلمين مجاهدون لرفعة الدين الاسلامي , مقاتلون لاحقاق الحق , جند دولة الخلافة الاسلامية , كما صرح علنا احد فقهاء السعودية صاحب فتوى " جهاد النكاح " " ان الخلافة الاسلامية قادمة اني اراها" ويحلم بها العديد من مشيخ السعودية و شيوخ الخليج ودولة اردغان العثمانية والازهر والغنوشي ,يختلف القرضاوي على توقيت اعلانها فحسب , يستميت الشيعة في قتالها لانها سنية الطائفة ولا يختلفون على خامنئي وكيل الله على ارضه . تستند الدولة الاسلامية داعش في تطبقاتها العملية في تسير حياة مواطنيها على ايات قرانية واضحة لا خلاف عليها بين "علماء" الاسلام رجال الدين المعممين ,سور الجهاد وقتال النصارى سور الفتوح ونشر الدين , الجزية واسر نساء وصبيان النصارى واليهود . ان ما تفعله داعش هو التطبيق الحرفي لما نصت عليه شرائع القرأن كتاب الله المقدس ,ولن يجرا احد فقهاء الاسلام على التفكير ولو للحظة واحدة بكفأة هذا المصدر الاساسي للشريعة الاسلامية .دولة الخلافةالاسلامية عماد قوانينها وضوابط حركة الانسان المسلم العبد لله فيها ,هو الاسلام كله بقرآنه وسنة نبيه ,جوامعه ومساجه , حسينياته , تكاياه وزواياه وفرقه ماليكيون , حنايلة , شوافع , حنفيون وشيعة و عليون وزيديون , خوارج واشاعرة واباضية واسماعليون ووهابيون وما لف لفهم , اسلاميويون فرق وشيع وجماعات وطرائق يعبدون الاله الواحد ويستنطقون القرآن المنزل الواحد ,يتعكزون على خرفات وهرطقات ابدعها سحرتهم اغنياء القبائل الصحراوية وامراء الحروب والطوائف ,ويحزون الرقاب بسيف ممهور بلا اله الا الله ومحمد رسول الله , يتبعون اثار خف نبيهم وسننه وما الزمهم الاسلام من شرائع ,يتداوون ببول ناقته ويمضغون نخاعته , وكل يعزف على لحن وصايا الدين يجتزؤها من اية او حديث نبوي ترتقى الى شعائر وقوانين اجتماعية جاهلة تفضي الى الجهالة, نابعة من جهل مقدس , فمشيخة الازهر الاسلامي المعتدل ترفض اخراج الدواعش من ملة الاسلام وتكفيرهم طبقا لقوانين الاسلام ( في بيان صادر عن المشيخة «يرفض تكفير (داعش).. لأنه لا تكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه ) وأوضح الأزهر في بيانه، أن «كل من حضروا مؤتمر الأزهر (الإرهاب والتطرف) من علماء الأمة يعلمون يقينا أنهم لا يستطيعون أن يحكموا على مؤمن بالكفر مهما بلغت سيئاته؛ بل من المقرر في أصول العقيدة الإسلامية أنه لا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحد ما أدخله فيه، وهو الشهادة بالوحدانية ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الذنوب مهما بلغت لا يخرج ارتكابها العبد من الإسلام ) اليس الجحد المروق والكفر بكل قيم الانسانية هو قتل الانسان بابشع الادوات حزر رقبته وقطع يده واغتصاب الصبايا واسر النساء وبيعهن في سوق النخاسة ؟؟ فما هو تفسير علماء المشيخة للكفر؟؟, اذا كانت قوانين الاسلام تنص على رجم الزانية وقطع يد السارق وجلد الخمار , هل الكفر ان تكتب رواية وتقول ان محمد ليس برجل امي او حين تتسائل عن رجل تجاوز الخمسين من عمره يهتك رحم طفلة تسع سنوات ؟؟ , هذه المشيخة بنفس الوقت الذي لا تجرأ فيه على تكفير منظمة ارهابية مافيوية لانها ترفع راية لا اله الا الله محمد رسول الله تصدر احكام التكفير والموت على فرج فوده وتفرق حامد ابى نصر عن زوجته وتحرض على اغتيال نجيب محفوظ , والشيخ اليعقوبي الشيعي يدعوا الى التفاوض مع دولة الخلافة الاسلامية لانقاذهم من الضلالة والعودة بهم الى الدين الاسلامي الحق , الشيخ القرضاوي لا يختلف مع داعش الا في لبس توقيت خلافتها. أينك يا علي حين رفضت رفع كتاب الله كلام الله واعتبرته حقا يراد به باطل , كنت رفعة الوعي وصدق الايمان ياصاحبي اننا نقتل بكتاب ربك الذي لم تعبده طمعا بل وجدته اهلا للعبادة
داعش خرج من معطف السعودية الاسلامي الوهابي السلفي ودول الخليج والاردن الهاشمية وفلسطين المحتلة التي خرجت لنا قادة الرعب الاسلامي , تذبحهم يوميا اسرائيل ويقتلون وزرائهم ركلا , اما نحن عربهم نذبح بسكاكين الحمساوين امام جوامع غزة تنفيذا لاوامر القرضاوي رئيس اتحاد مجلس الاسلام العالمي المطلوب للعدالة الدولية (نُشر تقرير لشرطة «الإنتربول» الدولية جاء فيه «أن القرضاوي الذي يحمل الجنسية المصرية والقطرية، مطلوب من قبل السلطات المصرية لقضاء عقوبة بتهم التحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة، ومن يملك أي معلومات عن القرضاوي أن يراجع مركز الشرطة المحلية في منطقته ). دواعش الخلافة الاسلامية خرجوا من كهوف عرش الله ورمل جبل عرفات يغطى لحاهم المقدسة ,عابقة بايات القرلن الكريم , لم ياتو بضلالة بل حققو ما لم يحلم به اسلام الدول العربية ولا مشايخ السعودية والخليج , وطرب لها اردوغان العثماني ايما طرب , يسيرون على نهج الاسلام في فتوحاتهم وتنفيذ اوامر خاتم الرسل في الجزية والسبي وتوزيع غنائم الحرب ويصرخون " لا اكراه في الدين " وراياتهم تخفق بشعار"اما الاسلام او الجزية ", من لم يدخل الاسلام في الارض التي عز الله فتحها يدفع الجزية ومن لم يستطيع دفعها يعمل اجيرا عند سلطات الفاتحين , ولا يعفيه ذلك من الخضوع لقوانين الشرع الاسلامي التي تسير الحياة في الاراضي التي نصر الله فيها الاسلام , مواطنوا تلك البلدان معرضون للجلد وقطع اليد والرجم وحز الرقاب كما نصت آيات القرآن وهي ايات واضحة لا لبس فيها.
مثلما كان المجتمع الاسلامي رقيبا حسيبا على تصرفاته وسلوكه ومحاكمة الفرد جماعيا بالرفض او العداء او العزل عن مجتمعه " عادات وتقاليد البدو" قاطعوا الرسول في بداية رسالته في مكة ووجه وجهه الى شعابها " , تحولت المجتمعات العربية الى مجموعة افراد مخابرتيه تدين بالولاء الى قائدها الاسلامي او زعيمها الخاضع لاشترطات دولة الاسلام والمدجج بسلاح الشريعة وفقه القرآن وهو سلاح اشد فتكا من الرصاص , ابتداء من مؤسسات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وانتهاء بذراعها المسلح من مليشيات القتل الطائفي السني والشيعي والمنتشرة في ارض العراق " بلاد بين قهرين ", الدين يعسكر المجتمع ويحول افراده الى كواتم صوت تمجد عسفه وعنفه ,دفاعا عن الطائفة وامراء الحروب كهنة وقساوسة وملالي , فليس غريبا ان تتحول" العمامة والصايا والطكاكية والمسبحة " في ليلة وضحاها الى " خوذة وبدلة جيش مرقطة وبسطال وكلاشنكوف " . ساهمت احزاب الاسلام السياسي مساهمة فعالة في تاجيج الطائفية الدينية والمجتمعية وفشلت في حشد العراقي لمواجهة الارهاب والوقوف ضد داعش و بعد هزيمة الحكومة والجيش امام داعش في الموصل و اضطرت المرجعية الشعية الى اصدار فتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن الطائفة واضرحته المقدسة والعراق , وحين يسقط الوطن تستباح القيم والمقدسات ( احتلت الموصل من قبل جيوش الاسلام في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وحولها الى معسكر وقلعة منطلقا لجيوش الفتوح الاسلامية لبلدان الشرق كما فعلها خلفه الدواعش اليوم من منطلق نشر الجهل المقدس )
ما يسود الان في بلادنا العربية جهل مقدس بلبوس دين مقدس قادم من صحراء البلادة والتخلف , وفي العراق ما هو مقدس للدهماء والعوام من الناس بفعل تدني الوعي والتدين يفضي بهم الى التفريط بتراب الوطن .
مقالات اخرى للكاتب