غيض من فيض من كنوز ودرر القرآن ويبدو اننا كلما ازددنا فهمنا أكثر لسطوره بتقدم العلوم شعرنا بقربنا منه اكثر بعكس كل الكتب ، ويصبح فهمه ولذة التعمق بقراءته شيئا جديدا يفتح افاقا ً واسعة ما كان للأولين من المسلمين امكانية فهمها بما متوفر من علوم عصرهم .
1- هل موجود مخلوقات في الكون :
لايزال سؤال يحير ويؤرق العلماء وليس من السهل الأجابة عليه ،غير ان الأنسان أدرك من خلال مركباته الفضائية انه وحيد في مجموعته الشمسية ،ولكن هناك المليارات من المجرات ،والمجرة بدورها اذا احتوت على ملايين النجوم فهي قزمة ،اما العملاقة منها فتحتوي على مليارات النجوم ، اذن فاحتمالات وجود الشموس التي تشابه مجموعتنا الشمسية كبيرة جدا ً ،ومن غير المنطق ان نكون وحدنا في هذا الكون ،وقد ذكر القرآن بصورة واضحة الجواب من اننا لسنا وحدنا في هذا الكون ،فيذكر ان الله تعالى بث في السماوات والأرض مخلوقاته ولم يقل في الأرض فقط :
(وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ) (29) الشورى .
2- ابواب السماء :
الغلاف الجوي للأرض الذي يحتوي على الأوكسجين الذي تستخدمه الكائنات الحية للتنفس وثان اوكسيد الكاربون الذي تستخدمه النباتات والطحالب والبكتريا الزرقاء ،كما انه واقي من اشعة الشمس فوق البنفسجية ،كذلك هو يحمي الأرض من الأجسام الأتية من الفضاء .
ان تحطم المركبات والاجسام الفضائية التي تمطر الأرض حيث تتعرض في الغلاف الجوي الى الأحتكاك ، جعل الأنسان عند بدء غزوه للفضاء ،يفهم ان مركباته يجب ان تنفذ بدرجات ميلان خاصة لتلافي الأحتكاك مما مكن الأنسان من النفاذ من الغلاف الجوي بأمان بعد معرفته طرق السماء :
( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ) (33) الرحمن .
واليوم يتضح كيف وصلت العلوم الى درجات تمكن الأنسان فيها من بناء المركبات والنفاذ من الغلاف الجوي بسهولة بعد معرفته طرق ابواب السماوات .
3- التنبؤ بارتياد الفضاء :
تنبأ القرأن عن مقدرة الأنسان على السفر الى الفضاء في الوقت الذي كان الحديث عن ذلك ضربا من الخيال ،وهو يصف بدقة ما يذكره رواد الفضاء من انهم بعد خروجهم من الغلاف الجوي يدخلون في ظلمة كاملة وكأن البصر قد سكّر .
(وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ )(15) الحجر .
4- نقص الأوكسجين في الطبقات العليا :
هذه الظاهرة بدأت تواجه الأنسان أثناء غزوه الفضاء ،وقد اختنق الكثير وتعرض البعض الى موت بطئ ومؤلم ، وكانت الدماء تخرج من الأنف والعينين والجروح وكان على العلماء معالجة ذلك . وقد وصف القرآن الظالين الكافرين بصورة تشابه صورة المختنق في الطبقات الجوية العليا الذي يتعرض الى موت مؤلم بطئ :
( فمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) (125) الأنعام .
5- السحب البساطية :
انواع من الغيوم تختلف عن بعضها ، لايمكن تمييزها الا بعد الصعود فوقها ،تتكثف ولاتسبب رعد او برق كثيف وهي بيضاء لاتحجب ضوء الشمس تماما وكميتها النازلة مهمة للأعشاب والزرع من عوامل تكوين المطر هي الرياح وان الله هو الامر:
( اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) (48) الروم .
لم يذكر سوى الودق وهو المطر ،ولم يذكر البرد او الثلج ،ان هذا النوع من السحاب اذا اصاب به عباده يستبشرون لآنه كله فائدة فالورد يزهر والأرض تروى والزرع يسقى ، وهي لاتحدث الفيضانات المدمرة فهم يستبشرون بها ، انه وصف رائع للحياة الطبيعية للناس مع هذه السحب حيث انها تحي الأرض بعد موتها وهذه السحب كلها فوائد .
6- السحب الركامية :
وهي التي تتراكم فوق بعضها ويكون لها قاع قريب من سطح الأرض حتى يكاد يلامسها وتمتاز بأهرام يعلوها كرؤس الجبال وتمتاز بقدرتها على الأرتفاع الى طبقات الجو الباردة جدا تكثف قطرات الماء فتتجمد على شكل برد او ثلج وتمتاز بحركتها البطيئة بسبب ثقلها الكبير لأحتوائها على مليارات الأمتار المكعبة من الماء وهي قادرة على اغراق مناطق خلال دقائق ، وتسبب البرق والرعد والفيضانات والعواصف وتحول النهار معتما وتحجب ضياء الشمس :
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ )(43) النور . يزجي السحاب ثم التاليف بالتدريج ثم التراكب ليجعله ركاما ،اما القمة فتخرج البرد وينتج هذا النوع الرعد والبرق الشديد .
7- الرياح لواقح وسقوط المطر والمياه الجوفية :
ثبت للعلماء ان السحاب لاينتج مطرا ً الاّ بعد ان تلقحه الرياح ،وقد ثبت علميا ً الدور الكبير للرياح،حيث يساعد على تكثف بخار الماء ونمو قطرات الماء بحيث تثقل وتصبح مهيئه للنزول ،وسنجد ان الرياح تذكر في العديد من الآيات المتعلقة بالمطر :
( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ )(22) الحجر .
وكذلك :
( وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (57) الأعراف .
كما ان جزء من ماء المطر يتبخر ومنه يستقر في الأرض بمسافة تجعل بالأمكان الأستفادة منه ،ان تغلغله في الأرض لايكون قريبا من سطحها فيتبخروتفقد الأرض مائها ، ولابعيدا ً في داخلها فيختلط بغازات الأرض ويصبح غير صالح ، ولابد من وجود صحن يحجز الماء في مكان واحد ولابد ان يكون صحن صلب للاستفادة منه ،وهذا ما وجد في المياه الجوفية والمياه الأرضية الأخرى :
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ )(18)المؤمنون .
وكذلك :
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ )(30) الملك .
مقالات اخرى للكاتب