إذا ( خفق) جناح فراشة هاهناك
سيعبر المسيح في السماء
سيمضي الأولياء في رحلة
تسري و تعرج و تسترد الأدعية
إذا ( خفق) جناحها فقلبها
لا بد يخفق بالحياة
و ما أدراكم ما الحياة!
هي نسمة صيفية في تنور ها هنا
تلفح بنارها
تصقل بفقرها
و تطعم الجياع
أقول للفراشة: لا ترحلي.. ظلي هنا
و أحاول مسه جمالها الملون
تنتفض بقوة
و تكتسي أصابعي
بطحين من جناحها لا يصنع الرغيف
و بسلامها المهيض ..
تنتقل مكسورة لتطعم النيران
و أطلب السماح
لغايتي النبيلة..
تبرر الوسيلة
فأسمع بأذني صوت الاحتراق
لفراشة صيفية في تنور ها هنا
لن يعبر المسيح هذه البلاد
و لن تسترد الأدعية
طالما الغايات تبرر الوسائل
طالما أنتم هناك..
تصلبون الأضحية
بعيدا عن تنور ها هنا...
أهو قد ضاق، أو أنها قدمي التي كبرت! أيها " الحلم" كم كنت مريحا، و سريعا، ها أنا قد استيقظت...
مازالت قبلته الأولى على زجاج السيارة، ترسم شفتيه ببخار الماء، نظرت إليه يبتعد و تابعت طريقي، و في الحلم تقصر المسافات، كان " علي" على جميع الطرقات، و عندما وصلت المنزل كان في المنزل أيضاً، و كان معه طفل جميل، يشبه أمي.. اقترب وهمس في أذني: أشبه (تاتا).
كان حلمي يرقص بقبلة أولى، و عائلة، بحب و أمومة، حتى استيقظت على عنوستي، و وحدتي المصاحبين لصوت ( هاتفي) يرن باسم " كمال" حبي المزيف لأسباب سياسية!
ماذا يريد هذا (الأناني)، رباه هذه الحياة تسعفك بكل قديمك إن أنت تركته و شأنه.. ( ما علينا) لن أرد.
أتراني أحببتك أيها السوري؟! و أنا أعلم أن قلبي كأبواب الشام العتيقة.. مفتوح دوما للحب.
غارقة في تفاصيل السرير أسأل نفسي.. أعاتبها على هشاشة روحي، و قدمي المكسورة منذ شهرين الآن تأبى الاندمال، ربما هو نقص في فيتامين ( دال)، فهذه المدينة الجميلة خجولة الشمس.. و حنونة على ندف الثلج الكثيرة.
فيما هو يخطر في بالي، فتحت الهاتف( الجوال) حتى أصدفه على ( الفيسبوك)، ثم عدت و أغلقته فورا، أنا حريصة على ألا أحقق أحد صفات إدمان (الانترنت).. لن أفتح ( الفيسبوك) حال استيقاظي من النوم، تناولت ( العكازة) التي قلما يستخدمها عنادي، ثم نهضت، غسلت وجهي، و ذوبت ملعقة ( النسكافيه) في فنجان الحليب الساخن.. مع صوت فيروز بدأت رحلتي في العالم عبر هذه الكرة السحرية التي تسمى ( انترنت).. أبدأ في ( اليوتيوب)، و انتهي في ( الفيسبوك)...
(-انتبه يضعون على صفحتك في (الفيسبوك )مواقع إباحية..
-انتبه لصورهن السافرة: عاهرات..
-غط أختك فوجهها كفرجها(و هذه فتوى على فكرة)..
-زواج المتعة حق و زواج المسيار باطل..
-زواج المسيار حق و زواج المتعة باطل..
-العرض بالعرض..
-أنام مع نساء أهلك ب مئة ليرة..
يا لطيف كيف تظهر أخلاقكم في زمن العولمة على حقيقتها!
هل هذا تعريف الرجولة، تعرفونها من وراء أجهزة الكمبيوتر، و شاشات التلفزة، التي مازالت تحاول تذكيركم بصناعها ( الرجال) الذين لا يشبهونكم.
أيها المتزمت الشرقي.. فشلت في أن تكون رجلا ، إنسانا، و روحا، لأنها الروح لا تحمل ( أعضاءا تناسلية).. يا لعقد ( قضيبك) ما أكثرها!
شرف (كم) بين أفخاذهن، و شرف( هن) في عقولكم.. هكذا يضيع الشرف يا جهلة.).
أوف ثم أوف من غباء البشر، أين هو هذا " السوري" الجميل كي يعلق على ما كتبته ساخرا كالعادة؟!
و في منتصف بيت " علي" ( الفيسبوكي) كانت تتربع هذه الكلمات فوق (ثلاثمئة و عشرين )تعليق:
(شكرًا يا صديقي
على جميل الحزن
و أنت يا رفيقي
على طعنة في القلب
و أنت يا أحلامي
على حياة الخوف
و أنت يا حبيبي
على اكتمال الأسر
و أنت يا أوطاني
على نتف الريش
انفض الغبار عن أحلامك، ردها لحظات ثقتك بنفسك، و احلم معي بغد أغلى و أحلى.).
خطر لي أن أضع له ( لايك)، ثم تذكرت قواعد بيته:( لا تضع لايك رفع العتب، إذا أعجبك الكلام اكتب تعليقا).
ايه.. اشتقت للسوري منذ رأيته في الحلم!
**********
لم تكن " أليس" لوحدها، هي المتأخرة عن موعدها في مقهى "الهافانا" نصف ساعة، رأتها " عبير" تدخل ضاحكة، مع صبية جميلة ( صلعاء)..
- يبدو أنها مريضة.. قالت " عبير" في نفسها...
-أعرفك " عبير" .. "سناء"..
كانت " سناء طويلة نحيلة ..جميلة جداً، عيناها بلون الفستق الحلبي، أنفها شامخ كقلعة حلبية، ابتسامتها كمساء نيساني حلبي..باختصار كانت تبصم على كونها سورية من "حلب".
- تشرفنا.. أنا" عبير" كنت أحلى ( بس دبت من الانتظار)..
ابتسمت " سناء":
- ما شا الله عليك قمر.. كنت تقرأين؟!.. ما اسم الكتاب؟
- كوخ العم توم.
- الرواية التي تسببت في الحرب الأهلية الأمريكية !؟
- هي في نظري الرواية التي أنقذت أبرياء أمريكا...
- و لماذا تذكرتها في هذا الوقت بالذات؟!
ردت " عبير" همسا: لأننا سنحتاجها، ثم تابعت بصوت عالي:
- صدفة.. صدفة بحتة.
- ذات الصدفة التي قادتني إليك، " أليس" لا تكف عن الحديث عنك، ( محسوبتك) " سناء" البارحة خرجت من المعتقل، كنت معتقلة بتهمة (الحرية)..
ثم صمتت لدقائق و تابعت:
-اسمعي " عبير" نحن سنشكل تجمعا نسائيا من جميع الطوائف، اسمه ( لنتصلعن)، نريد تغيير المشهد في البلاد، نريد القضاء على الاستبداد الديني و السياسي، أنا حلقت شعري يوما لأنني لا أريد أن أتحجب.. اعتبرها حرية شخصية و قناعة ليست عندي الآن.. لم أكن ضد الحجاب كفكرة، كنت ضد فرضه علي بالقوة، أي أني ( تصلعنت) في وجه الاستبداد الديني، اليوم علينا جميعا أن( نتصلعن ) في وجه الاستبداد السياسي.
كانت " عبير" تستمع بقلبها، و تنظر بعقلها إلى ما تقوله تلك الحلبية..ضحكت ثم قالت:
- هل يلزم ذلك أن أحلق شعري؟!
- لا أبدا، لنتصلعن عقليا، لنرفع حجاب العقل، و نتقبل الآخر.. لنحب بعضنا فوطننا جريح، و كلنا مسؤول عنه، الجبناء في الخارج يطلبون سلاحا لحرق الوطن، و الأغبياء يطلبون غريبا لسرقة الوطن.. و جميعهم في نعيم، أطفالهم في أحضانهم و يقدمون أطفال غيرهم قرابين.. نقابهم ( العقلي) سيغطي البلد لعقود قادمة.. نحن (سنتصلعن) هنا في قلب البلد و سنخيف ب ( صلعتنا) كل الجبناء و العملاء، و كل الذكور (اللارجال).
- (لنتصلعن )إذا أيتها الصديقات...
و ردت " أليس":
- كنت أعرف أنكما ستتفقان.. و أنا أولكن...
ثلاث نساء ( يتصلعن).. يكشفن عن عقولهن في زمن ( النقاب) العقلي، عندها فقط بدأت الحكاية…