صور بشعة حينما يحبس الضحايا كرهائن ينتظرون الموت , وأبشع حينما يلقى عليهم الرمان اليدوي في غرفة ضيقة , ومسلسل الجثث المتناثرة في الشوارع كل يوم , مازلنا ننفق من دماء انفسنا بأموال تقاسم معنا لقمة العيش , وننفق 32% من الموازنة على القوات الأمنية , بميزانية عسكرية تساوي ميزانية دولتين من الدول المجاورة في امن مستقر , مازلنا نتحدث عن الارواح التي تزهق , ومازلنا نرى الاشلاء التي تتطاير , اخفينا الحقائق وتحدثنا في الخيال بعيد عن الواقع , سيناريو يومياّ يعاد وفي اي لحظة متى ما أختلف السياسيون واشتهى الارهابيون , ولا نقول حقيقة الوقائع والاخطار وهول الكوارث , مرة نقول انها المعركة الأخيرة ومرة انها لعبة لخط الاوراق وان الارهاب يحتضر ويلفظ انفاسه الأخيرة ويدخل معركة اثبات الوجود , ولكن بين الحين والأخر يعيد العمليات النوعية .
في العراق كل الابواب مفتوحة من مال الفساد والبعض من الضباط الفاسدين, ومن شراء المناصب كيف نؤمن على حماية ابناء شعبنا؟ والجنود ( الفضائيون ) منتشرون ؟ وهذه من الاسباب التي غيبت الحقائق وساعد بعضها في تسلل الارهاب الى مفاصل مهمة . لتضلل وتعطي ارقام ضئيلة عن الضحايا , وتغلق القيادات الامنية هواتفها لا تخرج على الهواء كي تنبه الشارع , تتهرب من خيبة املها وفشلها في حفظ الارواح , وعدم وجود الاجوبة الكافية لكشف قدرتها للتصدي لأي تسلل , بينما التحقيقات تبقى مجهولة , سيارات مفخخة واحزمة ناسفة تخترق وزارة محصنة بعدة حواجز امنية وفي موقع بمركز بغداد وبقرب المؤوسسات المهمة , وما يشعر به المواطن ان الارهاب لديه القدرة على التفجير بالعشرات في وقت واحد وترسل رسالة انها قادرة على فعل ما تشاء , المنظومة الامنية بقيادات اليوم بسيارات مصفحة وحمايات مترهلين كبار السن , لا يمارسون الرياضة ولا ينزل اغلبهم للشارع ويعتمد على التقارير المكتبية , والبعض من القادة فاشلين ومن يحلمون بوصولهم للسلطة بواسطة القاعدة وافعالها الاجرامية , من فكر مختل وتركيبة بدنية لا تصلح للعسكرية , من الجرم الكبير ان تضيع الاموال على القوات الامنية على حساب بقية المؤوسسات بينما يقلل من قطاعات التعليم والصحة والزراعة مثلاّ 3% وغيرها , وفي الحالتين لا نتائج لتحسين الواقع , ومن الكوارث ان تقطع اموال الناصرية والعمارة والبصرة ويترك الناس يموتون جوعاّ وهذه الاموال لم تمنع عنهم خطر الموت , فالتخطيط الغير دقيق لا يؤدي الى بناء رجل امن كفوء من هذا التنافس بين القيادات على القيادة , قوى الامن لا تزال تتقاطع مع بعضها ولكل منظومة دائرة لا تعني بالأخرى , القاعدة نقلت عملياتها من افغانستان الى شمال سوريا وتعمل على الشدة في الاجرام واسقاط النظام السوري وزرع الرعب في العراق لتمرير مشاريعها , المنظومة الامنية لابد ان ترتقي الى قاعدة المعلومات من المواطن الى الاجهزة الاخرى , وتفعيل الجهاز الاستخباري والعمليات الاستباقية وتكون المنظومة الامنية متكاملة وعدم ترك رجل الامن وحده في الشارع , ويكون ذلك بنشر رجال الامن المدنيين وسواق التاكسي مثلاّ وجمع المعلومات , غياب وحدة المعلومة والخطة جعل كل مؤوسسة تعمل بمعزل عن الأخرى, اليوم لدينا مليون رجل امن وغيرهم من الحمايات الخاصة وهذا ما يعني ان مقابل كل 25 مواطن شرطي وهذا اكبر رقم في العالم في حالات الحروب والكوارث , ولكن كل اللوم يقع على الشرطي المتعب طول اليوم في الشارع بينما كبار المسؤولين شامخين في مكاتبهم العاجية يقتل المواطن ولا يقال احدهم وتسيل الدماء ولا يوبخون , أمنين من اي عقوبة مازال هنالك فساد في المؤوسسات ..
مقالات اخرى للكاتب