اليوم سنستكمل ماكتبناه في الحلقة ألاولى من العملية المعقدة والجبارة لاسقاط المالكي وأزاحته عن كرسي رئيس الوزراء فكما أسلفت تم عقد عدة أجتماعات مع عدد من المختصين بالشأن العراقي من أكاديميين وسياسيين وأعلاميين وكانت وجهة نظر الاغلبية من الذين ناقشوا الموضوع أن المالكي سيكتسح ألانتخابات البرلمانية وذلك عن طريق تحالفاته مع زعماء عشائر وعن طريق التزوير في الانتخابات وعن طريق أستعمال الاموال وشراء الذمم ناهيك عن أستعمال مقدرات الدولة ألاقتصادية والامنية ناهيك عن تصويت المتطرفين من الشيعة لقائمته ألانتخابية وخصوصا أن المالكي يحتضن عدة مليشيات تدعمه بأوامر من أيران التي وضعت ثقلها وراء المالكي وقد تم جس نبض الايرانيين عن موقفهم من تغيير المالكي وعن طريق عدة قنوات أتصال وكان الجواب الايراني هو أن الفيصل في الموضوع كله هو صندوق ألاقتراع والكتلة التي سينتخبها أغلبية الشعب العراقي وهنا أتذكر سؤال سأله أحد الوسطاء للايرانيين ماهو قصدكم بأغلبية الشعب العراقي وكان الجواب واضحا لالبس فيه أن المقصود هو ألاغلبية من الشيعة والتي تتمثل بالتحالف الوطني الشيعي والنتيجة تم ألاتفاق من ألاغلبية كما أسلفت أن المالكي فائز لامحالة بألانتخابات وأن اختلف الجميع حول ماسيناله من مقاعد نيابية وللتخلص من المالكي في حال فوزه بألانتخابات تم طرح عدة أفكار كانت أحداها هي أفتعال مشاكل بين أطراف التحالف الوطني حيث سيتفق المجلس ألاعلى والتيار الصدري على نوري المالكي كرئيس للوزراء وسيطرحون أسما من عندهم وهنا تبدأ المشاكل ووتتدخل المرجعية الدينية في النجف ممثلة بالسيد علي السيستاني بطرح فكرة تعيين رئيس وزراء مستقل وتم ترويج هذه الفكرة بل ونالت رضا وأستحسان من النجف ألاشرف ووصل ألامر فيما بعد وقبل الانتخابات بستة أشهر ألى أختيار مجموعة أسماء وعلى رأسها الدكتور علي عبد ألامير علاوي كرئيس وزراء مستقل ولكن لم يتم وقتها حسم هل سيكون الوزراء مستقلين وتكنوقراط وللعلم وهذا سر من ألاسرار فأن أول المعترضين على الموضوع كان المجلس ألاعلى وبعده التيار الصدري ولكن بدرجة أقل وذلك لان المجلس أراد أولا أزاحة المالكي أولا وبعدها تعيين رئيس وزراء من المجلس ألاعلى وهذا ماسنعود أليه لاحقا حيث تغير رأي المجلس ألاعلى بعد أحداث الموصل وسأكشف لكم سرا ففي خضم هذه النقاشات والمشاورات كان كل مايجري يصل ألى المرجعية في النجف أولا بأول وعن طريق مصدرين أولهما حامد الخفاف ممثل المرجعية في لبنان والشخص الثاني سنطلق عليه أسم الدكتور وقد تم أبلاغ ألاميركان وعن طريق قنوات ألاتصال المفتوحة بين الطرفين بأن المرجعية الدينية في النجف لن تسمح للمالكي بتولي المنصب مرة ثالثة حتى لونال المالكي 300 مقعد في مجلس النواب وأن هذا الرأي والقناعة هي راسخة ولن تتغير بل وأوصلت المرجعية رسالة مفادها أنه في حكم المستحيل تولي المالكي لمنصبه لمرة ثالثة وحتى لوفعل ذلك دستوريا وبضغط أيراني فأن المرجعية ستتدخل تدخل مباشر وهنا صدر ألامر والحكم وأنتهى أمل المالكي حيث أنه خسر دعم المرجعية وخسر الدعم ألاميركي ويومها كتبت كلاما بهذا المعنى في مقال لي وظللت أكرر نفس الكلام أنه من المستحيل نيل الولاية الثالثة بالنسبة للمالكي لان أقوى طرفين في المعادلة وهما المرجعية الدينية وألاميركان رفضوه رفضا تاما وقاطعا
يتذكر المتابعين للشأن العراقي أن النائب السابق حسن العلوي قد صرح مرة في شهر كانون ألاول عام 2013 وبعد مقابلته للمالكي أن المالكي لم ولن يسلم السلطة لاي شخصية من التحالف الوطني في حال أصرار أطراف التحالف الوطني على عدم تولي المالكي لولاية ثالثة وأن المالكي سيسلم المنصب لشخصية مستقلة وهذا التصريح مثبت ويستطيع حسن العلوي أنكاره وطبعا حسن العلوي أبلغ ألاطراف ألاقليمية والدولية بهذا الموضوع مما ولد أرتياحا وزاد من زخم المنهمكين على أسقاط المالكي الذي كان يعلم بكل هذه التحركات وكان يخطط لاجهاضها معتمدا أولا وأخيرا على نتائج ألانتخابات البرلمانية ومعتمدا بقدرة المفاوضين الموجودين عنده مثل أبراهيم الصميدعي الذي فتت القائمة العراقية عام 2010 وقام بدور كبير داخل العراق في أقناع ألسنة وقتها بالمالكي بل ووعد قتيبة الجبوري بمنصب نائب رئيس جمهورية وكاظم الشمري بمنصب وزاري وغيره وعزت الشابندر الذي كان يعقد أجتماعات في بيروت وعمان لكي يفتت القائمة العراقية وعبد الحليم الزهيري الذي أقنع ألايرانيين والمرجعية بالمالكي لولاية ثانية وظن المالكي أن ماينطبق على عام 2010 سينطبق على عام 2014 أضف ألى ذلك تخويف الجميع بمقولة أنه لن يعطيها لاحد وأنه متمسك بالكرسي حتى ولو بالقوة مما ولد خوفا وحاجزا نفسيا لدى البعض من أن المالكي كان جديا في أمر التمسك بالكرسي وأتذكر جيدا أن ألاغلبية من الشعب العراقي وفي مواقع التواصل ألاجتماعي كانو يائسين من ترك المالكي للمنصب ولكن كيف تحرك المالكي وماذا فعل لاجهاض مشروع حرمانه من الولاية الثالثة؟
السيد المالكي تحرك بأتجاهين ألاول خارجي والثاني داخلي ففي ألاتجاه الخارجي طلب موعدا من الرئيس ألاميركي أوباما لمقابلته بحجة تواجد المالكي وأوباما في نيويورك أثناء أنعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في أيلول عام 2013 وتم رفض تحديد موعد من قبل الجانب ألاميركي بحجج وأعذار دبلوماسية مما حدى بالمالكي لالغاء سفره ألى نيويورك وطلب تحديد موعد لزيارة خاصة للولايات المتحدة ألاميركية لاحقا وقام المالكي بتكثيف ألاتصالات بالجانب ألايراني مركزا على أنه لم ولن يسمح بسقوط نظام بشار ألاسد وأنه مستعد للذهاب مع ألايرانيين ألى أبعد الحدود في هذا الموضوع وأنه هو الضمانة الوحيدة للايرانيين في العراق وأنه وأنه ألخ ألخ وبهذا أرتكب المالكي خطأ أخر ولكنه قاتل عندما فعل ذلك علما أن المالكي نستطيع توصيفه بملك ألاخطاء القاتلة وألا فما أوصل العراق لما وصل أليه ألان وأما الداخلي فقد ركز المالكي جهوده وبشكل ضخم جدا لكسب جميع من يصوتون في ألانتخابات وقام ببرنامج أنتخابي مبكر جدا جدا فبدأ بمنح الرتب وألاراضي والمغريات لكل من هب ودب وحتى أن هناك أحد ألاشخاص في أحد المحافظات تحصل على مبلغ يعادل مليار دينار عراقي وأشترى بيتا وكون نفسه كما يقول وتزوج أمرأة ثانية وكل ذلك من خير ألانتخابات ومن المبالغ المغرية التي صرفت فيها ويشهد أهالي كربلاء كم صرف ألسادة أصهار المالكي في كربلاء وهذا غيض من فيض مما صرف على ألانتخابات البرلمانية
وفي الحلقة المقبلة سنشرح لكم كيف ذهب المالكي الى واشنطن وكيف تم أستقباله وكيف سارت ألامور بأتجاه ألانتخابات وكيف أحمد تخوف من أن ينصح والده المالكي بترك الولاية الثالثة ومشروعها وسنكشف لكم أحد أهم المتعاونين مع ألاميركان والذي كان مقربا من المالكي والان يعمل مع أحدى الرئاسات ألاخرى وينقل أخباره للأمريكان وكيف تم ترك البلد والجيش والوضع ألامني وتم التفرغ لادارة معركة الولاية الثالثة.
مقالات اخرى للكاتب