ظاهرة غريبة ومثيرة للسخرية, بل هي كوميديا سوداء بلون القلوب التي حكمت على الشعب العراقي بالموت قتلأ او جوعاً او قهراً ,ظاهرة بدأت تتنامى في مواقع التواصل الاجتماعي, خصوصا بعد المعارك التي خاضها الجيش العراقي والحشد المقدس ضد الارهاب وحواضنه, القضية تضع امامنا الف علامة استفهام وتعجب,وهي انتشار لصور الجرحى من مقاتلين الحشد المقدس , يطالب ناشر الصورة بمساعدات مالية من المواطنين واصحاب القلوب الرحيمة!!! لاجراء عملية جراحية مثلا اونقله خارج البلاد للعلاج او مساعدة اطفاله بحياتهم المعيشية بعد اصابة المعيل ,هذه وغيرها من القضايا المشابهة التي تطرح في الاعلام وكأننا نعيش في بلاد اصابها القحط والجوع!!.
كيف لبلد مثل العراق بميزانيته الانفجارية ان يستجدي مقاتليه وجرحى حربه المقدسة العون من الكرماء وفاعلي الخير!! كيف لاتخجل الحكومة ؟ ان تُستخدم صورالمواطن الشريف والمضحي بحياته من اجل وطنه وشعبه بما فيهم اعضاء الحكومة نفسها من استدرارالعطف والدعم من الخيرين كي يعالج مما اصابه في حروب الوطن!! كيف للحكومة ان تقبل على نفسها هذا العار الثقيل؟ اشكالية مخيفة ومؤلمة وتحتاج الى وقفة حقيقية من الجميع!! وحتى لاتدرج ضمن قائمة الكذب المتواتر فان مروجي هذه الصورهم اعلامييون معروفون ومن مصادرعدة.
ايُّ وطن هذا الذي يتخلى عن ابناءه ؟ اوعن ذويهم بعد ان يصابوا في سبيله, هل من الانصاف ان يقدم المواطن الفقير دمه وروحه في سبيل وطن بات حكرعلى اصحاب الكروش والعروش والمرفهين باموال الشعب!! فالسياسي العراقي يتقاضى مبالغ خيالية على منصبه المفترض في الدولة دون ان يقدم اي عمل يتناسب والمبالغ الطائلة التي يتقاضاها وافراد حماياته, ناهيك عن القوانين الغريبة التي يتفننون الساسة باختراعها في البرلمان ومجالس المحافظات لتضخيم ارصدتهم ,فنحن نسمع عن ارقام فلكية تُشفط من خزينة الدولة شهريا لايمكن للمواطن البسيط استيعابها مقارنة بما يحصل عليه هو بعد شهر طويل من التعب والعناء, والمقاتل الحقيقي الباذل لروحه ودمه عليه الوقوف على ابواب الجوامع والجمعيات الخيرية والحسينيات لطلب المعونة للعلاج ثم الذهاب ربما مرة اخرى للقتال!!! من يصدق هذا الوضع المضحك المبكي!؟
مقالات اخرى للكاتب