العلبة السياسية التي حركها المزاج الشخصي ايام صدم حسين، اتسعت لتكون الان خزانة علب منوعة الانتماء و الامزجة.
الدولة التي هي مؤسسة تقود مؤسسات، لم تكون نهايتها الا الانكفاء متى ما تقرر انها تخضع لمزاج شخصي يرفع شعارات كاذبة بممارسته للشغل الفردي الاقصائي، فيما المزاج الفردي انسحب للفوز بالفردية الاقتصادية و العلمية، فردية تاثرت بصدام جدا رغم انها حصلت على امتيازات الفصل السياسي المشكوك في صحة كثير من دعاته!
الدولة العراقية اما انها مصرة على هذه السنة السيئة فعلينا وعليها وزرها ووزر من عمل بها الى يوم الحشر، واما هي تعرف سر الفردية فتريد ان تستقر عليه انتحارا مقصودا منها تأثرا بارث الخلافة الاسلامية.
المزاج العراقي الحالي نخر المجتمع و الباقي من المؤسسة الحاكمة عبر الاصرار على شعارات اعلامية عرجاء، ثم مقعدة معدومة الاطراف وقت العمل بين شركاء مبعدين اصلا.
المزاج الفردي للحزاب التي عرف عنها الضيافة في الجوار، حملت خوفين، خوف صدام الذي كان مرعبا لها، وخوف البلد الذي فرض جبروته على ضيوف سياسيين”او هكذا اصلح عليهم”، ليعود كثير منهم اشبه بمخبول مختبئ، يريد ان يكمل المدة ويعتقد انه هو المقصود بقوله تعالى” الارض يرثها عبادي الصالحون”، واذا بـ” الصالحون” ينتجون سراقا جدادا، ويبنون طبقة تدعي التدين، فيما تفضحها ملفات فساد و انحطاط خلق.
“الصالحون” الذين يعيبون البعث، اعادوا بعثييهم الذين تفل صدام بأفواههم وبلعوا ريق صدام فكتبوا له الشعر و حملوا له السلاح، فسلطوهم على رقاب الناس.
المزاج لم يزل بزوال صدام، بل بقي المزاج واصبح المتغير هو الحاكم، اليست ملفتة هذه الحالة، حالة ان يتحول المعارض الى نسخة تضم اسوأ ما فيه و في صدام بمجرد انه اعتنق المزاج العام القديم لسلطة كان يعارضها فتحول الى خسيس كما وصف هو من كان يمارس ممارسات صدام نفسه؟
مقالات اخرى للكاتب