لم أتمالك نفسي مع اقتراب الثواني والساعات لتعلن صباح يوم جديد رُسمَ بكل تفاصيله, مخيلتي الخصبة التي سبحت بتغيير الواقع قبل ساعة الصفر مستبشرة بكلمة القائد والمغير. لا أبالغ حين اصف مشاعري الجياشة وما اعتراها من أمل للتغيير من هذا الواقع المضني المكتظ بالمآسي إلى غدٍ جميل مشرق تداعب نسيمات الصباح ملامح أتعبها الانتظار. يوم السبت ليس ببعيد بل ليس كباقي الأسابيع الماضية أسباتها عديدة ولكن سبت الــ20\4\2013 باتت محفورة بذاكرتي لما لهذا اليوم من عظيم المعاني,بنفسي وفي نفوس أخوتي وأحبائي أبناء شعبي الطامحين لحياة أفضل في ظل جو ديمقراطي يكون لصوتنا حد السيف برسم خارطة محافظتي وأعمارها . تجربة جديدة أخذت بالنضوج من التجارب السابقة وباتت عنوان لمرحلة نكران الذات وتأصيل روح الجماعة وبناء وحدة الكلمة والهدف,نعم الهدف الأسمى الذي يسعى له كل مواطن عراقي منذ أكثر من ثلاثين عام من الظلم والفقر والحرمان على جميع المستويات . فالأمس ليس ببعيد عن الذاكرة وانأ أرى واسمع صوت دوي المدافع وهي تحاول سرقة الفرحة من عيني وبعثرة أحلامي بشباب الأمل والعمل, انقضت تلك الأيام الغابرة من السنين الثمانية ولم يكن لنا للأمل محط قدم للاتي فَبُدل المدفع التقليدي بصواريخ الكترونية تصيب أكثر من خطئها,فكانت المأساة أعظم وأفدح على من عاش تلك الفترة المظلمة من حرب الأخ مع أخيه وتدخل دول عظمى لتلعب دور الحامي والمدافع عن حقوق الأخوة فيما بينهم كل ذلك كان بسبب فرد أراد أن يخط قدر امة بيده الملطخة بالدماء سلفاً. استرجع الماضي والتمس العذر عسى أن أتقيأه وأنظف أمعائي التي شبعت من الظلم حتى باتت متصلبة يائسة من طيبات الدنيا,جاء التغيير بكل تفاصيله الجميلة والبراقة للناظر لها من الوهلة الأولى,واستبشر الشعب خيرا بشمس الحرية الساطع على سماء لم تعرف سبيل للنور قط,وهنا استكمل المشهد الخامل عبر عشر سنوات مرت من تجارب شبه عقيمة لم يسعى الساسة فيها لبلورة خدمة الإنسان وفق معايير صحيحة ورصينة. اليوم وبعد كل تلك التجارب نرى ائتلاف المواطن يتصدر من بين القوائم بكفاءاته المرموقة وأشخاصه الواعدة التواقة لتنفيذ مرحلة جديدة من البناء والأعمار ,على أسس منطقية واقعية اقرب منها للتنفيذ من عدمه,نشد على أزر أحبتنا اللذين سخروا أنفسهم لخدمة المواطن,ليجعلوا همهم وشعارهم مترابط لاينفك عن المواطن ونحن بشوق لتحقيق الانجاز لنرى ثمار ما سيزرع من خير على كل ربوع بلادي الغالي بسواعد الأبطال نبني وتصلح الأجيال.
مقالات اخرى للكاتب