في خطوة غير مسبوقة، وغير معتاد عليها في أوقات الحروب، سيما وان الأنبار مدينة ذات طابع عشائري ثائر، فقد هاجر الآلاف من أبناء هذه المدينة التي تقع بالقرب من بغداد وتحدها من الجانب الغربي، أبناء هذه المحافظة حزموا امتعتهم صوب بغداد.
ظاهرا ان الانباريين خشوا وصول تنظيم داعش الى مناطقهم بعد ان اطلعوا على ما فعله الدواعش بنساء وشيوخ اليزيديين، هذا الاطلاع دعاهم لان يولوا فرارا.
ظاهرة افراغ المدينة من المدنيين وتسليم الارض لأشباح داعش بالتأكيد ظاهرة غير محسوبة النتائج فضلا عن خسائرها المتوقعة ماديا ومعنويا.
احد شيوخ محافظة الأنبار حميد الهايس أوقف مواكب النازحين طوعا الى بغداد ، معترضا ومتوسلا بقاءهم لمقاومة داعش بيد انهم لم يستمعوا لدعواته وكان في الامر شيء مريب ربما يدعونا لأخذ الحيطة والتسلح بمقدار من الحذر.
الأنباء التي ترد لمراكزنا الإعلامية، تشير الى ان داعش فقدت تركيزها نتيجة تكبدها خسائر كبيرة جراء الهجمات المنضمة والمدروسة، لمقاتلي الأجهزة الأمنية بصنوفها مدعومة من قبل قوات الحشد الشعبي، داعش يخطط لإشغال القوات الأمنية في منطقة بعيدة عن مناطق تخندقهم، ربما سيلجأون الى بغداد او كربﻻء للمشاغلة وأخذ قسط من الراحة بعيدا عن ضغط مطرقة الحشد.
نزوح أهل الأنبار من أراضيهم وتركها كساحة مكشوفة للمعركة، امر غير وارد، ناهيك عن صحة الهواجس التي تعيشها الحكومة المحلية في بغداد والتي طالبت لكفيل لكل نازح يدخل العاصمة، كون الأنبار على مرمى حجر وأقرب الى بغداد من غيرها، لذا ينبغي الدفاع عنها من ابعد نقطة.
شخصيا لا استبعد ان اكتشف ان بين كل مائة نازح عشرة دواعش، لسهولة اختراق الثاني للأول، متخفيين بأزياء مختلفة وبموبديلات عصرية، بالتأكيد غاية العشرة زراعة وتحريك الخلايا النائمة لخلق فجوة أمنية في نقطة مهمة تريح اعصاب داعش.
بعض أعضاء مجلس النواب وصفوا اجراء حكومة بغداد بمطالبة النازح بكفيل يعطيه اوردر الدخول بالخطوة التعسفية وبعضهم الاخر وصف الامر بغير التعسفي.
بين تعسفي البعض ولا تعسفي البعض الاخر، يبقى نازحي الأنبار بحاجة الى كوبري للعبور صوب العاصمة
مقالات اخرى للكاتب