لما تنته بعد شراسة صد داعش، الا ونحن نستعد لجعجعة معركتين احدهما ثارات سياسية واخرى برلمانية.كلا المشاركين في المعركة السياسية والبرلمانية يتحججان بالحرب على داعش ويجعلان منها سببا لاطلاق النار الكلامي و المواقفي المتشنج في المعركتين، حتى يخيل لك انهما وجدا في داعش سببا لقدسية معارك النواب والمعارك الحزبية، ولم لا، فالحرب تستوجب استثنائية القرارات والسلطات!لم اجد العراق بابا مفتوحا لكل ريح الا في الاشهر الاخيرة من بداية هذا العام، فالكل يتدخل ويفصل ما يشاء ويصف الدواء بعد ان شخص الداء، فيما القضية بكل بساطة وموضوعية تقوم حول عدم استعداد وثقة بين مكونات سياسية واجتماعية، فالبعض السياسي لا يقبل بالبعض الاخر ناطقا ومتحركا بأسمه.لكن ايضا لابد ان نسجل ان الفعل الداخلي العراقي سبب اوجاع رأس للبيت الابيض والساحة الحمراء وطهران والرياض وانقرة، ووجع الرأس هذا يعني ان تلك العواصم السياسية لن يمنعها احد من اخذ اسرين مسكن لتبتعد عن الضوضاء!هل صحيح ان طهران تحمي فقط المكون الشيعي؟ابدا، ايران اكثر وعيا من ان تلبس ثوبا قصيرا ضيقا، مثلما لا تفعل انقرة، فالكل المحيط بنا يعرف ما يريد منا وكيف يستحصله، فيما نحصر ذواتنا نحن في زوايا نقدم فيها انفسنا مفردي الهوية في سوق كبير!بعد عام 2003 وحتى قبلها بسنوات قليلة تم العمل لتفادي الصدام الذي تأثر بالانموذج اللبناني شكلا ومضمونا دون فهم للمزاوجة بين اللبنانية والعراقية التي هي بعيدة عنها واكثر تعقيدا.لقد انكفأ الوضع الداخلي الى صراع كل الجيد الذي فيه انه انسحب من القتل الطائفي في الشارع الى الملاواة والشتائم في المجلس النيابي!كل المؤشرات تجعلني افهم ان تأجيج المواجهة غايتاه اثنتان، مسح صفحة التورط الفاسد السابق وشد الشارع لصوت انتخابي مقبل.لقد نجحنا ولله الحمد في فتح سوق محلية ومناطق حرة لمبادلة الازمات لله الحمد نجحنا في شتم وتكسير ما اتفقنا عليه من اسلوب لادارة الدولة قلنا فيه شعرا ونثرا وحكما لما تكتب بالذهب لله الحمد نجحنا في تقديم السيء القديم ليحل بدل الجديد تحركنا ببسالة لتهشيم الشريك السياسي والوطني وايضا تفوقنا في جعل الناس تشتم وتمقت وتكره كل شيء طيب ماض وتحن الى ماتعلمون من حدث جرى قلع رمزه في نسيان 2003.
مقالات اخرى للكاتب