حالة طبيعية تقوقع مكونات عرقية ومذهبية على نفسها وإنزوائها بعيداً في " محميات " لها ، خاصة تلك التي تستشعر خطراً وخوفاً من شريك آخر في بلدان مثل العراق تعرض لزلزال كبير بحجم تغيير نيسان 2003 لايوازيه في الحجم أحداث تأريخية كبيرة بدءاً بالثورة الفرنسية ، الحربين الكونيتين وإنتهاءاً بأحداث برجي التجارة العالمية في نيويورك ، لم يتفق مواطنيه بعد على حتمية التغيير وضرورته لبناء جديد ، منهم من يراه إحتلالاً غاشماً أسقط نظاماً " وطنياً " والوطنية هنا لاتعني بالضرورة حسها المتعارف عليه من نكران ذات وتضحية تسهم في رفعة ورقيَ وطن بل إنتماء طبيعي لحامل بطاقة هوية ذلك البلد ، صكٌ ينأى به بعيداً عن وصمات " العمالة " لقادة جدد قادتهم دبابة " محتل " لسدة الحكم ، ومن يجد فيه متنفساً لحرية وإنعتاق ، تقوقع بدافع الحفاظ على هوية المكون العرقي أو المذهبي من " إنصهار " ما وضياع قد يصيب موروث حضاري له تارة وأخرى من إبادة جماعية قد يقدم عليها " منتصر " إنتقاماً لأبناء جلدته وماعانوه من كبت وإضطهاد طوال عقود ساهمت في تجذيره وترسيخه طبيعة المنطقة وتعقيداتها السكانية ومظالم الناس الكثيرة فيها مع إرث كبير من الكراهية محمل بغبار صحراء لحروب الصحابة . كتبت " هل من عاقل ؟ " عن خلل كبير يصيب بناء الدولة في عراق مابعد صدام حسين ومظالم وتحسس كبير لطائفة " سنية " من إستفزازات السلطة ومؤسساتها لهم والغلوَ في إبراز ظاهرة " شيعية " على حساب مشاعرهم ، أنتقدنا فيها أصحاب القرار مع الدعوة لضرورة مراجعة الكثير من السياسات المتبعة في معالجة قضايا كثيرة شائكة كملف الإرهاب المسلط سيفاً حتى على رقاب الأبرياء منهم والميليشيات التي تصول وتجول بمناطق واسعة من بغداد وبقية المحافظات دون رادع من دولة أو قانون ، تتحكم بلباس الناس ومشربهم ، إيمانهم وكفرهم شأنها في ذلك شأن تكفيريو القاعدة أيام سطوتهم وإعلان دولتهم . ننقد أخطاء السلطة " الجديدة " هنا ونشد على يدها هناك ، لم تصبنا عقد وأمراض الكراهية الشخصية المزمنة لـ " سلطان " زمانه أو " مختار " عصره مع كثرة أخطاءه و " صبيان " الدعوة تلتهم الدولة كصغير الجراد مع النبتة الطرية ، شاركتهم فيها وأنغمست في فسادهم بقية الكتل السياسية المؤتلفة في وزارته حتى عاب عليه الفعل من لجأ إليهم أيام " محنته " فأعانوه " قسراً " خشيه إنفلات لجام السلطة وفقدانها واليوم مرعوبون متخوفون من ديكتاتورية ناشئة جديدة تطيح بأحلامهم ومراكز نفوذهم في شارع قد يجد في الرجل رمزاً للدفاع عن " مكاسب " الطائفة إذا ماأستمر تصاعد الخطاب الطائفي والنظرة " الدونية " له من على منابر جمعات إعتصامات المناطق الغربية . سطوري هذه تكتب مع انباء إختطاف عائلة كربلائية قادمة من عمان على الخط السريع في الأنبار وعدد من منتسبي شرطة المحافظة ، نتمنى أن يفرج عنهم بأسرع وقت مع تساءل مشروع لنا نتوجه به لأهالي تلك المناطق وقادة إعتصاماتها : إلى أين تتصورون الأمر موصل بخطاب المرضى منكم وقطع الطريق على الأبرياء ؟ لحرب أهلية ؟ كونوا على إطمئنان لن ينالكم من شررها إلا القليل ، حماكم منها والكثير غيركم عزل مناطقي للسكان على أساس مذهبي ، بغداد ساحة حربها والطعن والضرب و "أنداد " لكم فيها أكثر عدداً وعدة وطبول حربهم تُسمع كل يوم ، وماأجل بالأمس مع تواجد " محتل " وحكماء قوم لأنجز الأمر في حينه . نصيحتنا لكم بالتعقل والحكمة وفيكم من يتحلى بهما ولاتغرنكم صراخات التهليل والتكبير وأزيز الرصاص ونصرة الأعراب وإدفعوا بالتي هيَ أحسن يكفينا الله وإياكم شر القتال .
مقالات اخرى للكاتب