لا شك ان الوضع الامني في العراق يتدهور وبشكل سريع جدا حتى اصبح من المستحيل السيطرة عليه
يا ترى من هو المسئول عن ذلك
لا شك ان المسئولين جميعا مسئولين عن ذلك وكلهم يتحملون المسئولية بدون اي استثناء
فالمسئولين في هذه الحالة ينقسمون الى مجموعات متنافسة متصارعة من اجل مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية حتى انها تتمنى التدهور الفوضى لانها الحالة الوحيدة التي تساعدها وتسهل لها تحقيق رغباتها السيئة واهدافها الخاصة
فهناك مسئولون غير مبالون بما يجري حولها لم يتخذوا اي موقف جدي وقوي خوفا على مصالحهم وكراسيهم التي جلسوا عليها واكتفوا بالكلمات رغم علمهم بحقيقة الكارثة التي تحيط بالعراق بحجم المؤامرة وخطرها التي تحاك ضد العراق ومن يقوم بها ومن ينفذها الا انهم لم يحركوا اي ساكن لم يتخذوا اي اجراء
نراه بين الحين والاخر يعلن مهددا باني املك ملفات تدين الكثير من المسئولين الذين يشتركون في الحكم واني اعرف من يفجر ومن يقتل اعرف اسمائهم وعناوينهم الا اني لم افعل شي خوفا على الكرسي الذي اجلس عليه وما يدر علي من ذهب لكنه قال خوفا على العملية السياسية متصورا الشعب العراقي غبي لا يعرف بواطن الامور لا يدري ان الشعب يقرأ الممحي ومفتح بالتيزاب وليس باللبن كما يقولون
وهناك مسئولون مشتركون فعلا في العنف والارهاب فهناك من يقودون منظمات ارهابية وهناك من يتعاون مع هذه المنظمات وهناك من يسهل لهذه المنظمات الارهابية عملها وهناك من يغض الطرف عنها وحتى عن جرائمها
فهؤلاء لهم ثقل ووزن كبير جدا في الدولة ويسيطرون على كافة فواصلها من رئاسة الجمهورية مرورا بالحكومة وبالبرلمان ومجالس المحافظات وانتهاءا بمجالس البلديات كما لهم ثقلهم في كل مناصب القوى الامنية المختلفة ودوائر الدولة المدنية
فتحرك هؤلاء وفق خطة مدروسة مخطط لها مسبقا وموضوعة من قبل جهات تملك القدرة والمعرفة والاختصاص بهذا الشأن
وكان فحوى هذه الخطة هو ان تقسم هذه المجموعة الى قسمين قسم يسعى لنشر الفساد الاداري والمالي مثل الرشوة واستغلال النفوذ والوساطة الغير شرعية وحتى الدعارة وبهذا الاسلوب صعدت عناصر فاسدة وضيعة حقيرة الى اعلى المناصب وجلسوا على الكراسي الاكثر حساسة وفي الوقت نفسه ابعدوا العناصر الكفوءة النزيهة المخلصة حيث بلغت الوقاحة والرذيلة بهؤلاء الى درجة انهم اقاموا مزادات علنية لبيع كراسي ومناصب الدولة لكل كرسي منصب ثمن ومن يدفع اكثر يحصل على الكرسي الذي يدر ذهبا اكثر
فالذي يستلم المنصب ويجلس على الكرسي لا يفكر بأي شي بل ينصب تفكيره في كيفية الحصول على المال الاكثر في وقت اقصر وهكذا ساد الفساد والفاسدين واصبح العراق بلد الفساد والمفسدين بل من اكثر بلدان العالم فسادا
اما القسم الثاني فهو يسعى لنشر الارهاب والعنف في البلاد من خلال دعم الارهابين ماديا ومعنويا واعلاميا فهم الذين اوجدوا لهؤلاء الارهابين الملجأ والمأوى والطعام والشراب والمنام وحتى النساء
وهم الذين زودوهم بالمعلومات والاسلحة والسيارات التي تنقلهم وهويات الدولة واخذوا يقتلون العراقيين ويدمرون العراق كما يقول رئيس الوزراء بسيارات الدولة وهويات الدولة واسلحة الدولة
كما ان هؤلاء المسئولين اوجدوا لهؤلاء الارهابين معسكرات واماكن امنة لتدريب هؤلاء الارهابين الذين جاءوا من كل مزابل الدنيا ومن كل بؤر الرذيلة والظلام في العالم ليدخلوا الجنة من خلال ذبحهم للعراقيين واغتصاب العراقيات ونهب اموال العراق وتدمير العراق
ليس هذا فحسب بل انهم يقومون بحماية هؤلاء من اي هجوم من اي محاولة لالقاء القبض عليهم وحتى لو القي القبض عليهم فهناك من يدافع عنهم بطرق مختلفة بالقوة والاكراه بالترغيب والمال بتغيير الادلة والوثائق بالتهريب من السجون
فالارهابي في العراق من المدللين هم اهل البيت بعض الجنود الذين كانوا يحرسون هؤلاء الارهابين في السجون يقسمون يمين يقولون ما يقدم لهم من طعام وشراب ومن عناية ورعاية لم يقدم لنا عشرها ومع ذلك فهم يهددون ويتوعدون العناصر الامنية بان لنا القدرة على ذبحكم وذبح عوائلكم
هذه هي حال المسئولين في العراق وهذا هو هدفهم وهذه هي غاياتهم لا شك ان الاوضاع تسير من سيء الى اكثر سوءا واذا ما استمر المسئولين على هذه الحالة لاشك ان العراق يسير الى الهاوية الى المصير الذي اراده له الاعداء وان العراقيين سائرون الى الفناء الى الموت لا محالة
لهذا اناشد الشرفاء الصادقين المخلصين من العراقيين ومن كل الاطياف والالوان ومن كل العراق ان ينتبهوا للتدهور الذي يسير اليه العراق والعراقيين ومواجهته ومواجهة الذين يسعون ويدفعون العراق الى الهاوية الى الظلام
لا شك ان هذا الامرليس سهل فيه بعض الصعوبة لكنه ليس مستحيل انه يتوقف على صدق وامانة واخلاص الشخص كلما كان اكثر نزاهة وامانة وصدق واخلاص كلما سهل الامر وتلاشت صعوبته
فهذا يتطلب من يتقدم لانقاذ العراق من هذا التدهور من هذه الهاوية مؤهلات وصفات غير عادية
اولا يجب ان يكون ناكرا لذاته متجاهلا لكل مصالحه الخاصة ومنافعه الذاتية
ثانيا ان لا يجمع مالا ولا يبني بيتا يأكل ويسكن ويلبس ابسط مايأكله ويلبسه ويسكنه ابسط الناس وهذا هو نهج الامام علي دستور الامام علي
ثالثا يطبقون يتلتزمون بالدستور والقانون ويطبقونه ولو بهم خصاصة ولو على انفسهم لا تأخذهم في تطبيق الحق لومة لائم
رابعا تجتمعون وتضعون نهج وبرنامج واضح وشفاف وتسعون لتطبيقه وتنفيذه
خامسا عليكم ان تدركوا ان الامر يتطلب تضحية وصبر وعمل مستمر ومتواصل لا في اليوم 24 ساعة بل 48 ساعة
مقالات اخرى للكاتب