كلنا اشتركنا في (تهنئة) بعض اصدقاءنا الذين (فازوا) في الانتخابات ، ولكن بعد ارسال التهاني يخطر سؤال خطير ، هل يجب علينا تهنئة الفائز أم تعزيته وهل يصح ان نطلق عليه تسمية (فائز) ؟ ألم يقل كثير من الاسلاميين وكثير من العلماء والخطباء والرواديد (ان الرئاسة في الاسلام تكليف وليس تشريفا) فهل نهنئ المكلف بواجب ثقيل أم نعزيه باعتبار التكليف بلاء ؟ التهنئة تكون لمن يكسب مكسبا للدنيا او للآخرة ، أما الذي يواجه البلاء فالتعزية اولى . أمام النائب طريقان أما ان يذوب في الاغلبية النيابية الساحقة المصرة على نهجها السداسي : 1- كثرة الغياب 2- كثرة السفر 3- ضخامة الراتب والامتيازات 4- خيانة القسم والوقوف مع الحزب على حساب الوطن والمواطن . 5- السكوت عن الحق . 6- المسايرة والمداهنة والازدواجية واللاابالية وافساد المعاشرة بالمكاشرة ، وهذا نهج فريد يجمع لاصحابه خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، ولا يمكن تهنئة اصحابه ، ماذا تقول لهم ؟ هنيئا لكم جهنم ؟ لكن كثيرا من الفاسدين لايؤمن بالآخرة ، وأما ان يسلك النائب طريق الثورة ، ورفع راية التصحيح ، وقول كلمة الحق ، والتحدث باسم المظلومين والفقراء والمهمشين ، اي يجعل نفسه هدفا لكواتم ومفخخات وتشهير واشاعات الأخوة قبل الاعداء ، مقاتل كهذا لا يحتاج الى تهنئة ، ماذا تقول له ؟ هنيئا لك الجراح وغدر الاقربين ، وقلة الناصر والمعين ؟ نائب كهذا قد يكون خياليا ، افتراضيا ، كان الشيخ صباح الساعدي من هذا الطراز ، لن تلد النساء مثله ، وقف في خدقه يتلقى سهام الاصدقاء ويتفرج عليه الاعداء مبتهجين حتى استشهد سياسيا ، امتدحه وهو شهيد والتزلف للشهداء شرف ، النواب الشرفاء بحاجة الى التخندق معا ، جاعلين دماءهم واعراضهم واموالهم في دائرة الخطر لانقاذ بلدهم وشعبهم من الارهاب والفساد الكبير والظلم وهم محتسبون ، رجال كهؤلاء اصبحو نادرين في بلد تجوبه اغلبية نذلة من الساسة الاقزام ثمار شجرة التزوير ، اذن هي تعاز وليست تهاني والعاقبة للمتقين .