Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
سلاما على طرقات بغداد المتورمة
الجمعة, أيار 20, 2016
عباس لفته الخفاجي

الشمس تشرق كل يوم ، فهي قديمة جدا ، لكنها لما تشرق على بغداد فأنها تتجدد في كل يوم ، لأستقبال الحياة بثوب أحلى وأبهى ، تشرق الشمس على بغداد كي يعم السلام والامان والاطمئنان ، فأن أمنت بغداد أطمئن العالم كله ، من مشرقه حتى مغربه ، ولم لا فبغداد نقطة الاصل لكرتنا الارضية ، وبغداد هي الفاروق و الكرار ، وهي الرشيد وأبو تمام والجواهري ، هي العلوم والاداب والفنون ، هي الاخلاق والمروءة والشهامة والنبل والبسالة والقيم ، وهي حاضرة الدنيا وحاضنة الخلق أجمعين على مختلف أشكالهم والوانهم الزاهية البهية .ما أبهى صباح بغداد ، وأنت تشرب قهوتك الصباحية و تستمتع بصوت فيروز الملائكي ، أو أنت تقدم باقة ورد لمن تهوى وتحب ، أو أنك تشم رائحة الخبز المشوي بتنور الفخار من سطوح جيرانك ، أو أنك تتنفس رائحة ورد الرازقي  مختلطة بعبير الشبوي المنبعثة من حديقة دارك ، أو أنك تمر بدرابينها القديمة الضيقة الممتلئة بعبق التاريخ الانساني .تلك هي بغداد التي عرفناها وتشبثنا بتراب أرضها الطاهر ، وتلك هي قصة السلام الساكن في قلوب البغادة أجمعين .بغداد الدافئة النابضة الحقيقية ، مثيرة للخوف والجدل ، مثيرة لأسئلة كثيرة ، جدلية العشق بين بغداد وأهلها ، تجعلها واقعية ، وتجعل الكثير من الناس على قيد الحياة ، رغم قساوة الدهر عليهم ، فهم يستمدون نبض الحياة من بغداد الامل والشمس المشرقة .لقد أضحى لون الدم الاحمر القاني وشما يطرز أرصفتها وشوارعها منذ أن أستوطن الورم الخبيث لأحفاد رعاة البقر أرض العراق ، ليبيد صباحات بغداد الى عتمة ، ويسحق ببساطيل الشاذين والمتخنثين ، ورد الشبوي والنرجس وشقائق النعمان ، ويريق دماء الانسانية على أرضها الطاهرة ، في كل وقت وحين . كم انا ذليل ويتلبسني العار كلما شاهدت الكائنات جميعا تعيش بأمان وتأكل بأمان وتغفو بأمان ، ونحن نتصارع بصخب ، كم أشعر بالذل وأنا ارى الامم المتحدة تصدر بيانا يمنع ختان البنات ، ونحن أغتصبنا رجالا ونساءا وما من بيان صدر ، نحن ذبحنا ولازلنا نذبح من الوريد الى الوريد ، وما من قرار صدر ، لقد ارتوت ارض العراق من دمائنا أكثر مما ارتوت من دجلة والفرات ، وما من تنديد صدر .الوقت يمر ثقيلا جدا ، محشوا بلا جديد ، عدا أصوات جعجعات المتصارعين والمتقاتلين على نكاح بغداد ، وقد أستعصت عليهم وعلى غيرهم ، فبغداد لا زالت باكرا في كامل عذريتها ، وهي اليوم في حالة طمث ، وقريبا سوف تغتسل ، وتحتضن في رحمها نطفة طاهرة ، ومؤكدا أن يخرج الحسين مجددا شاهرا سيفه ، يقارع المارقين والسارقين والناكثين والقاسطين والمزورين والفاسدين وناهبي قوت الشعب ، وستكون طفــــا أخرى ، كي يستقيم دين الله على الارض . آه .. من هذا الزمن القاسي ... آه ... من وجع العقل المتورم من خلايا الخراب والدمار ... يا وجع الذاكرة المتعبة  الممتلئة من الموت ، قبل أن تموت واقفا ، وقبل أن تسقط جثة هامدة مكتملة المعالم ، أبتسم ، وأرسم في قلبك النابض سحرا ربيعيا يبعث في بغداد الامل ويعلم الاخرين قيمة الوطن ، وعشق الوطن ، أعتق كل ذكريات اليأس والالم ، وأبعث في روح من حولك الامل بحياة جديدة ، وترقبا جديدا للاحلام ومواسم العشق ، فما أحلى العشق في درابين بغداد .خفف من وطأة قدمك ، وأمش على أصابعك كي لا تؤذي طرقات بغداد المتورمة بجراحات بساطيل الغازين ، وأذنابهم خفافيش الظلام ، وأخفض من صوتك ، كي لا توجع بغداد ، التي أوجعتها طبول الحرب التي قرعت وما زالت تقرع في كل زمان ومكان ، كي لا نقدم الزهور لمن نحب ، ولا نستمتع بفنجان قهوة الصباح على صدى صوت فيروز ، وربما لا نشم ألا رائحة البارود والموت والخراب المنبعثة من بيوتات الفقراء.سلاما لك بغداد ... يا وطن الحرب و شلالات الدم التي لا تنتهي


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48684
Total : 101