هي الأسباب التي أدت الى هذه النتائج .. تلك الأسباب التي شخصناها منذ كتابة الدستور ، وقلنا انها وفي حالة عدم ايجاد الحلول لها وفق رؤية وطنية نقية مستقلة فانها ستؤدي حتما الى ما نشاهده ونلمسه اليوم من مخاطر وانهيار لدولة تربعت على التاريخ وعلمت البشرية الحرف والكلمة .
وتفاقمت مضار تلك الأسباب وويلاتها على ألوان شعبنا المتعددة عندما ارتأت مرجعياتنا الدينية الركون الى ( السكوت المحيّر ) المخجل .. واختفى صوتها وبقصد او بدونه لسنين اتجاه تصرفات حكومية وحزبية ومحفلية .. في لحظات كان الجميع بحاجة لصوتها من أجل تعديل المسار ودرء الفتن والمخاطر التي نتجت وتعاضمت بسبب تلك التصرفات .. فالمرجعيات كانت ترى وتسمع بدقة متناهية كيف ابتكر طيب الذكر (البطل) مهدي الغراوي اسلوب سب وشتم السنة من مكبرات الصوت الموجودة في عجلات القوات الأمنية الحكومية ، ومنذ ايام اللطيفية والمحمودية في عام 2006.. ثم سكوتها الأشهر على ذلك الدعي الآخر الذي استصحب بعض المرتزقة وتجول في ازقة الأعظمية لكي يسب ويشتم مقدسات اهل السنة .. وقد سبقه سكوتها على مستشاري المالكي العسكريين عندما اضافوا بتقصد خبيث سؤال (ما هو مذهبك ) في استمارات التطوع في الجيش وفي القوى الأمنية .. وهلم جرا .
ومن قبلها ، لم يتجرأ أحد على الأستفسار من المالكي عن عمليات الدهم والأعتقال العشوائية التي تطال مناطق السنة حصرا والتي أطلقت عليها الدولة الأعتقالات الأحترازية .. مع التأكيد على عجلات الجيش والأمن التي تنفذ ذلك الواجب بتعليق الصور والرايات الدينية (الشيعية) وتشغيل سماعاتها بأعلى الأصوات بأناشيد المقتل والزيارة .. وكثير كثير من تصرفات جعلت الطرف الآخر يشعر بانه المستهدف وليس احد آخر من كل تلك التصرفات .. ثم لا ننسى التطهير الطائفي لأجهزة امنية وسيادية بكاملها وجعلها بلون واحد إلا ما ندر .. وذلك الما ندر معناه تعيين بعض من اهل السنة ممن لا يتجاوزون على عدد الأصابع من السراق ومشوهي الماضي في تلك الأجهزة لكي تعطي صورة التنوع المزعوم .
المؤسف ان البيت الشيعي كان قد أصم اذنه وسد عينيه عن دعوات المرجعية بضرورة التغيير قبل الأنتخابات وايجاد شخص آخر بدل المالكي .. لكنه أي البيت الشيعي نفسه قد جيش الجيوش ودفع الملايين لتأييد الفتوى بالجهاد .. تلك التصرفات قد اضاعت منا السواد الأعظم من سنة العراق الوطنيين الأصلاء المعتدلين .. وتسببت في ان تجعل الكثير من مناطقهم حواضن لبعض الأرهابيين ، طلبا في الخلاص من ضيم التهميش الطائفي وظلم الحاكم الموتور المنحاز حد القرف الى أفكاره وتطلعاته الطائفية العنصرية .. فهل من شيعي منصف ينادي بالحق مثلما ننادي وما أكثرهم ، صونا لعراقنا الغالي الحبيب وشعبه الواحد الموحد ، ودرءا لفتنة لا يعلم ظلامها سوى الله .. أم ان الكثيرين ممن يشتركون مع الحاكم بنفس افكاره سيدعّشوني ويقولون هذا شيعي نص ردن .
مقالات اخرى للكاتب