هبّت حشودكُ يا عراق جوابا – وأتى أليك الواثقون شبابا
وغدى الفضاءُ بنادقاً وسواعداً -- وعلا النخيلُ بيارغاً وحرابا
كلُّ الطوائفِ قد تلاحم شملها – شعباً يوحّده العراقُ غلابا
هذي النشامى قد فدتك صدورها -- سدّاً وأسدلت الرقابَ حجابا
جاءت مع الاكفانِ لا تخشى الردى — كالسيل يحتزُ الجبالَ عجابا
تهبُ الدماءَ شيوخهُا وشبابُها – ويقينها حملَ الجهادَ كتابا
الشعبُ سارع للملاحم أمّةً -- هزّت طلائعها الوغى أسرابا
لم تُبق أمٌّ في المنازل أبنها -- أو حالَ عُرسُ العاشقين ذهابا
لم يُقعد العجزُ ألمميت عليلَها – أو يُقعدُ الجرحُ البليغ مُصابا
أذ قام صوتك في المآذن ناخياً – أضحى الجهادُ شريعةً ونصابا
لبّيك دار الأنبياء مقدساً – لبّيك يا بلد الخليل مُجابا
لبّيك تبقى خالداً ومُوَحّداً – لبّيك تبقى سالماً غلّابا
تعلو الكواسرٌ من ثراك شواهقاً -- فغدت سماءُك رهبةً ولِهَابا
لم تألف الأسدَ الهمام مقاوماً -- والشرُ جاءَ أرانباً ودوابا
مرحى لهيجاءٍ يقودُ زمامَها – جيشٌ يعانقه الفداءُ جوابا
ان فاز شبلٌ قام ألف ٌ واثباً -- وكذاك يحيون الخلودَ صِلابا
سيدوم نوحٌ والخليلُ ويونسٌ -- وأبو تراب والحسينُ مآبا
أرضٌ تباركها السماءُ مراقداً --- وتصوغها للتائبين مثابا
صبراً عراق الأنبياء رصاصنا – يجتثُ من قبل الردى الأوصابا
ويردّ بوقَ الشامتين وحبرهم – ويعيدُ للمتوجسين صوابا
البيضُ هبّت والشموس بريقها – زحفاً ، وأينعت الروؤسُ ضِرابا
تستلُ من بين الغزاةِ عتاتها – وتعيفُ جرذان الفلا أسلابا
تبقى مهللةً وربّك خيلها -- وسيوفها لن تستطيبَ قرابا
من كلّ شبرٍ في العراق كأمةٍ --- يعلو شهيدٌ ينتخي الأنجابا
تعلو السماءَ صواعقٌ ومدافعٌ --- فلكلّ شيطانٍ تصبُّ شهابا
ستظلُ أرضُ الأنبياء عصيةً – ما نالَ منها أرذلٌ أعتابا
كالغصنِ شوك في أصابع قاطعٍ --- وزهوره تهبُ العلا أطيابا
الصخرُ يرجمهم وربّك لعنةً --- ويسومهم رملُ العراق عذابا
ما طاب ماؤك للغرائب دجلة – أو كان نهرك يا فرات شرابا
ما ظلّ نخلُ الرافدين لباغي – أو كان في فاه العدى أرطابا
شدّوا لحايا الفاسقين الى الردى – واعلوا رقابَ الخائنين ذئابا
أرموا القنابلَ في الصدور وأحرقوا -- بالراجماتِ ، وشتّتوا الأغرابا
لا تشمتوا أهلَ الخيانة والعدى -- لا تشمتوا الأغرابَ والأعرابا
قطعوا الروؤسَ وبالشهادة ناطقٌ – فاه الذبائح أمةً وملابا
قد دنّسوا بالمكرِ خيرَ شواهدٍ -- وسعوا بأرضِ الأنبياءِ خرابا
جاءوا مغولاً يقصدون حضارةً -- ما زالت الدنيا لها أنسابا
سيكونُ عشاقُ الشهادةِ حولهم -- طوقاً، فما وجدوا لهم أبوابا
والله تبقى يا عراق مُوحَّداً --- رغمَ اللئامِ وتبترُ الأذنابا
لا طائفيّة في العراقِ وأنّما – الدينُ يجمعُ أهله أحبابا
سيظلُ تقسيم العراق بأهلهِ – ضربَ الخيالِ توهّماً وسرابا
زاخو الى الفيحاء مربطها دمٌ --- يسقي العراقَ روافداً وسحابا
شدّ الشمالَ الى الجنوب بغربه – وبشرقه حبلُ العراق عصابا
كنت ولا زلت العراق موحداً --- وتدومُ للمتوحدين رحابا
اذ فكر الاعداءُ فصل مناطقٍ -- سيريهمو سيفُ العراق مصابا
لن يهدموا والله فيك مكارمَاً – ومدارسَاً ومآذناً وقبابا
ما دمت تحملُ للجهادِ بنادقاً – وتدومُ أرضُك للسما محرابا
مرحى لشعبٍ ما أناخ لكبوةٍ – يوماً ، ولا وهبَ الغزاةَ ترابا
شعب العراق إذا نخوت لكربةٍ --- شعب العراقِ إذا رجوت صحابا
ما ردًّ يوماً لائذاً ومسائلاً – أو قال كلّا راغباً مرتابا
ما قاده عند الصعاب ترأسٌ --- بل قاده حبُ العراق وثابا